مدينة أكساري في تركيا

اقرأ في هذا المقال


مدينة أكساري هي واحدة من المدن التي تقع في دولة تركيا، حيث تعد مدينة أكساري هي مدينة تقع منطقة وسط الأناضول في تركيا، ويحد مدينة أكساري العديد من المدن ومنها مدينة قونية على طول الجهة الغربية والجنوبية من المدينة، ومدينة نيغدة من الجهة الجنوبية الشرقية، ومدينة نيف شهير من الجهة الشرقية، ومدينة كير شهير من الجهة الشمالية، حيث تغطي مدينة أكساري مساحة تصل إلى نحو ما يقارب 7626 كيلومترا مربعا، وفي 29 من شهر مارس في عام 2006 ميلادي، شوهد كسوف كلي للشمس في مدينة أكساري الساعة 14:00 مساءً بالتوقيت المحلي لتركيا.

مدينة أكساري

أكساري هي مدينة تقع بالقرب من كابادوكيا في منطقة وسط الأناضول، ويوجد بالمدينة العديد من الأشياء لتظهرها بالإضافة إلى محيطها الرائع، وتوجد مبانٍ تاريخية مهمة من العصر السلجوقي، معظمها من القرن الرابع عشر، مثل مسجد أولو ومئذنة كيزيل، حيث تعد مئذنة كيزيل بناء متقن مبني من الطوب، وتم الحفاظ على قوافل السلطان هان التي بناها السلطان السلجوقي علاء الدين كيكوباد الأول بشكل جيد، كما أن قوافل أجزيكاراهان هي ثاني نصب تذكاري هام ومشهور من العصر السلجوقي وكلاهما مبني على طريق الحرير.

تقع مدينة أكساري بالقرب من المناطق الأكثر زيارة في كابادوكيا، وكلها معروضة لإظهار الجمال الطبيعي الممزوج بالتاريخ القديم، وتعد بلدة فيرانشهر التي كانت عبارة عن مركزا عسكريا من البيزنطيين والرومان بسبب موقعها الاستراتيجي، حيث يحمل بقايا تاريخية من أوقاتهم، وإهلارا هو وادي رائع يبلغ طوله 14 كيلومترًا (9 أميال) شكله نهر ميلينديز، ويوجد في هذا الوادي العديد من الكنائس الصخرية البيزنطية التي استخدمها المسيحيون الأوائل، على غرار تلك الموجودة في جوريم، مقطوعة في جدران الوادي ومزينة بلوحات جدارية، ومن هذه الكنائس الصغيرة كنيسة (Agacalti) وكنيسة (Apocalypse) وكنيسة (Hyacinth) وكنيسة (Purenliseki) وكنيسة (St).

في وادي (Güzelyurt) توجد مساكن من عصور ما قبل التاريخ وهي في شكل مدينة تحت الأرض، بالإضافة إلى الكنائس والمباني المنحوتة في الصخر، ومن الأماكن الجذابة الأخرى وادي ماناستير وكنيسة سيفيسلي التي تعد واحدة من أكثر الكنائس إثارة للاهتمام في المنطقة، ومن أروع المناظر في مدينة أكساري جبل حسن، وهو بركان قديم يرتفع من الأراضي المنبسطة في الأناضول ويلامس حوالي 3200 متر (10500 قدم)، إنه مكان رائع لعشاق الرياضات الجبلية مثل المتسلقين والمتنزهين، بمرافقة هؤلاء ستجد أيضًا بيوت ضيافة ومطاعم وفنادق جيدة في المنطقة.

تاريخ مدينة أكساري

يُعتقد أن اسم أكساري هو (Nenossos)، والذي تم ذكره لأول مرة في النصوص الحثية القديمة، حيث عُرف باسم (Shinakhatum-Shinukhtu) في 1000 قبل الميلاد في عهد الملك (Kiakki)، تم ربط مدينة أكساري بمملكة (Cappadocia) في الفترة الهلنستية وتم تغيير اسمها من (Garsaura) إلى (Arkhelais)، ثم تم تغيير (Arkhelais) إلى أكساري بواسطة (Kılıçarslan II) خلال فترة السلجوقية، وكانت بمثابة عاصمة ثانية، ولم يتم اصطحاب الأشرار إلى المدينة لذلك تم تسميتها (Şehr-i Süleha) مما يعني المكان الذي يعيش فيه الأشخاص الطيبون.

يبدأ تاريخ مدينة أكساري بإنشاء أول مستوطنة قرية في وسط الأناضول في (Aşıklı Höyük) منذ 11 ألف عام، حيث احتلت مدينة أكساري التي استضافت حضارات مختلفة في مغامرة استمرت 11 ألف عام، والتي بدأت في (Âşıklı)، ومكانها في التاريخ كبوابة لكابادوكيا تفتح من الغرب على طريق الحرير، وبعد العصر الجليدي منذ حوالي 11 ألف سنة (9000 قبل الميلاد)، بينما بدأ الناس الذين يعيشون في وسط الأناضول في تبني الحياة المستقرة، تم إنشاء أول مستوطنة قرية معروفة في (Aşıklı Höyük)، وأثناء إنشاء مستوطنة دائمة في (Aşıklı Höyük) بدأ أولئك الذين أسسوا هذه القرية الزراعة لأول مرة، وقاموا بتدجين الحيوانات وبدأوا في كتابة تاريخ البشرية في وسط الأناضول باستخدام تقنية السبج التي طوروها.

كانت مدينة أكساري والمناطق المحيطة بها مأهولة بالسكان في العصر الحجري الحديث، وتم العثور على الخزف في هذه الفترة حول قرية بوجيه، وفي العصر النحاسي نرى أن الحياة استمرت دون انقطاع في مدينة أكساري، المستوطنة على سفح تل (Güvercinkayası وYuksek Kilise) تحمل آثار هذه الفترة، حيث عاش سكان حاتي في الأناضول بين (3000-2000) قبل الميلاد وكان التجار الآشوريون يتاجرون في المنطقة خلال هذه الفترة، وأصبحت مستوطنة (Acemhöyük) في مدينة أكساري مركزًا تجاريًا مهمًا.

ظلت مدينة أكساري تحت السيطرة الحثية والفارسية والهلنستية (الإسكندر الأكبر) والرومانية والبيزنطية، ومنذ أن بدأت المسيحية بالانتشار في الأناضول على يد القديس بولس وتلاميذه في القرن الأول الميلادي، والتي تسببت في رد فعل كبير من مؤيدي الرومان المشركين للآلهة، بدأ المسيحيون الأوائل في الاستقرار في أماكن أكثر أمانًا للحماية، وأيضا فضل العديد من رجال الدين الذين أرادوا الدير مدينة أكساري ومحيطها، وفي هذه الفترة إلى جانب بناء عدد كبير من المدن تحت الأرض داخل حدود (Güzelyurt وGülağaç) تم نحت المنحدرات الشديدة في الوديان وتم بناء الكنائس والمساكن في الصخر.

بسبب حملات العرب المسلمين إلى إسطنبول فوق الأناضول ابتداءً من نهاية القرن السابع، لجأ المسيحيون إلى إهلارا ووادي ماناستير المحيطين بها، ونظرًا لطريق الحرير التاريخي الذي يمر عبر مدينة أكساري، التي خضعت لسيطرة السلاجقة عام 1142 ميلادي تم بناء العديد من الفنون التركية والإسلامية مثل المدارس الدينية والزوايا والقوافل في هذه الفترة، وبعد هيمنة دول مثل إلهانلي ودانيشمنتلي وكرامانوغلاري بعد السلاجقة، غزا إسحاق باشا مدينة أكساري في عام 1470 ميلادي ونقل بعض الناس إلى اسطنبول بأمر من الفاتح السلطان محمد.

تم استخدام سكان مدينة أكساري في إعادة التوطين خلال عملية تتريك وأسلمة اسطنبول، واستقروا في مدينة أكساري وكاغال أوغلو (كوغلاكي) ولاليلي وكورتولش وأورتاكوي وسوفولار وإيرغليكابي، وكثير منهم لا يزال داخل حدود منطقة الفاتح، اسطنبول اليوم وأولئك الذين ذهبوا عن طريق إعادة التوطين أعطوا أسماء أحياءهم في مدينة أكساري لمستوطناتهم الجديدة، والمنطقة التي عاش فيها سكان مدينة أكساري أثناء إعادة التوطين، بقيت حتى اليوم باسم حي كالانلار (كالينلار)، ومرة أخرى استقر بعض سكان مدينة أكساري في قبرص في عام 1571 ميلادي بعد احتلالها.

نظرًا لوجود حياة صوفية قوية في المدينة عبر أوليا جلبي في خط سير رحلته عن أنها كانت مدينة يعيش فيها أكثر من 7 آلاف قديس، وفي هذه الفترة كان علماء الصوفيون البارزون مثل تابتوك إمري ويونس إمري وجمالديني أقصراي وشيه، حيث أصبحت مدينة أكساري التي كانت سنجق تابعة لمدينة قونية حتى الفترة الجمهورية، مقاطعة في عام 1920 ميلادي، وفي عام 1933 ميلادي تم إلغاء اسم المقاطعة الخاص بها وتم ربطها بمدينة نيغدة كمنطقة، وفي وقت لاحق دخلت في عملية التنمية السريعة من خلال كونها مقاطعة مرة أخرى في 15 من شهر يونيو في عام 1989 ميلادي.

المصدر: ولادة أوروبا الحديثةتاريخ أوروبا لنورمان ديفيزملخص تاريخ أوروباكتاب تاريخ البطريق في أوروبا


شارك المقالة: