مدينة بام في إيران ومعالمها الأثرية

اقرأ في هذا المقال


“Bam city” تقع مدينة بام في بيئةٍ صحراوية على الحافة الجنوبية للهضبة الإيرانية العالية، وتعتبر إحدى المدن الأثرية المهمة فيها، حيث تحيط المدينة الأسطورية المبنية من الطوب اللبن بقلعتها التي لا مثيل لها على أعلى جبلٍ، محاط بتاريخ الأساطير في إطار واحد.

تاريخ مدينة بام

يعود تاريخ مدينة بام إلى الفترة الأخمينية من القرن السادس إلى القرن الرابع قبل الميلاد، وكانت ذروتها من القرن السابع إلى القرن الحادي عشر، حيث كانت على مفترق طرق التجارة الهامة ومعروفةً بإنتاج الملابس الحريرية والقطنية، وتعتبر المثال الأكثر تمثيلاً لمدينةٍ محصنة من العصور الوسطى مبنيةً بتقنية عامية باستخدام طبقات الطين، حيث بنيت فيها قلعة تعتبر من الأماكن الأسطورية التي تشهد على حضارةٍ قديمة ومجد العمارة مع طبقاتها التسعة المختلفة للتطور البشري.

وفي وقتٍ مبكر من القرن العاشر، ذكر الأدب الإسلامي أناقة الحرف اليدوية المحلية التي يمكن العثور عليها في الأسواق الصاخبة في مدينة بام، حيث حمل التجار هذه الأقمشة الثمينة والملابس والعمامات وغيرها في أركان العالم الأربعة، حيث كانت مدينة بام تقع في يومٍ من الأيام على مفترق طريق الحرير التجاري الشهير، وكانت مركزاً استراتيجيا بين الشرق والغرب، بينما كانت متصلة في نفس الوقت بالخليج العربي ومصر.

بعد الإمبراطورية البارثية، استولى الملوك الساسانيون والصفويون على القلعة على التوالي، ومع ذلك تُعرف بأنها منيعة، حيث سكن فيها ما يقارب 13000 شخص قد سكنوا ذات مرة بين جدران القلعة، وقاموا ببناء منازل متواضعة إلى منازلٍ فاخرة، والصلاة في مسجد جومه أو معبد النار، والحصول على المؤن في البازار المحلي.

وبعد أن كانت مأهولةً بالسكان لعدة قرون، هجر السكان ببطيء مدينة بام في عهد قاجار، لكن القلعة ظلت صامدة، لتظل في الغالب موقعاً عسكرياً استراتيجيا، حتى تم إفراغها بالكامل في أوائل الثلاثينيات لصالح مدينة جديدة استقرت خارج حدود الأسوار، وبعد هجوم مدمر في أفغانستان عام 1722م، فر العديد من مواطني بام، وأصبحت المدينة فيما بعد ثكنة عسكرية وتم التخلي عنها في النهاية.

وفي عام 2003م، ضرب زلزال بقوة 6.6 درجة مدينة بام، حيث تم تدمير 70% من القلعة خلال لحظاتٍ قليلة، خاصة تلك الواقعة أعلى التل الهش الذي يضم مقر الحاكم، وبعد سنوات من التعاون الدولي والجهود المضطربة، عادت المدينة إلى الحياة، وتم استخدام المواد التقليدية لإعطاء حياة ثانية لمدينة حصن اللبن، وفي الوقت الحاضر، أعيد بناؤها بنسبة 99 ٪، وقد عادت المدينة الجوهرة إلى هيكلها السابق، وأصبحت تتألق مرةً أخرى تحت أشعة الشمس الحارقة في جنوب شرق إيران.

المعالم الأثرية في مدينة بام

تقع مدينة بام في مقاطعة كرمان جنوب شرق إيران على ارتفاع 1060 متراً فوق مستوى سطح البحر، في وسط الوادي الذي تهيمن عليه جبال كافوت من الشمال وجبال جبل باريز من الجنوب، حيث تم إدراج البقايا الأثرية الغنية لمدينة بام على قائمة التراث العالمي لليونسكو، حيث تحتوي مدينة بام على قلعةٍ تاريخية على قمة التل، تبلغ مساحتها حوالي 200000 متراً مربعاً.

وتتكون من سلسلة من ثلاثة جدران متحدة المركز مصنوعةً من الطوب اللبن وأخشاب النخيل، وكان جدارها الخارجي يحيط بالمدينة القديمة، و كانت جدران القلعة، التي يبلغ ارتفاعها حوالي 12 متراً، محاطةً بخندقٍ عميق، حيث تم بناؤها في عهد السلالة الساسانية، وكانت تعتبر أقوى مكاناً محصناً في إيران، حيث تم استخدامها على نطاقٍ واسع خلال نزاعات السلالات الإيرانية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وتعتبر مثالاً غير عادياً على التقنيات المعمارية المحلية والمتوارثة.

وتتكون القلعة من قسمين: قسم للمناطق السكنية؛ مثل المسجد والبازار والتكية (ساحة دينية)، وكارافانسيراي ومدرسة وحمام، وزورخانة (مكان لممارسة الرياضة التقليدية) وقسم الحاكم المحمي بجدارٍ مزدوج، ويحتوي على المقرات المهمة للوالي وثكنات الجيش، كما تتميز بالعديد من المناظر الطبيعية المحيطة بالجبال النائية المغطاة بالثلوج وحدائق التمور الخضراء في جميع أنحاء القلعة.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: