مدينة شوبرون في المجر

اقرأ في هذا المقال


مدينة شوبرون هي واحدة من المدن التي تقع في دولة المجر في قارة أوروبا، وهي مدينة في المجر بالقرب من الحدود النمساوية ويبلغ عدد سكانها نحو ما يقارب 62000 نسمة بحسب احصائيات عام 2017 ميلادي، والمدينة ثنائية اللغة رسميًا واسمها التاريخي باللغة الألمانية هو (Ödenburg).

مدينة شوبرون

تعود هذه المدينة في العصر الروماني، وهي من المدن الهنغارية القديمة وأكثرها حيوية، كما تقع على الحدود مع النمسا، وما يميز هذه المدينة هو موقعها الاستراتيجي فهي مطلة على بحيرة نويسيدل، تقع هذه المدينة على طول الطريق التجاري من بحر البلطيق إلى البحر الأدرياتيكي.

وتفتخر مدينة شوبرون بالمعالم والمواقع السياحية التي تجذب الزوار إليها من كل حدب وصوب، وتعرف مدينة شوبرون أيضًا بالبساتين المثمرة على مدار العام، كما تُعتبر موقعًا لبعض المباني الأثرية كالكنائس والقلاع والقصور ذات الطُّرز المعمارية المتنوّعة والمهيبة.

تتميّز مدينة شوبرون بالبلدة القديمة ذات الشوارع العتيقة المرصوفة بالحجر والمتاحف والعارض المتنوعة، بالإضافة إلى المطاعم المحلية والعالمية والمراكز التجارية والترفيهية والفنادق والمنتجعات السياحية ومراكز التسوق الشعبية التي توفر السلع والمنتجات التقليدية الرائعة، ومع كل هذه الدعائم التاريخية والطبيعية، سيحصل كل من يقوم بزيارة مدينة شوبرون على الكثير من المتعة والراحة والثقافة.

موقع مدينة شوبرون

تقع مدينة شوبرون والمنطقة المحيطة بها في الركن الشمالي الغربي من المجر وتقدم مجموعة واسعة من الأنشطة المثيرة على مدار العام، وتقع شوبرون بجوار الحدود الغربية للمجر عند سفح جبال الألب، إنها واحدة من أقدم الجواهر في البلاد، حيث تدمج مدينة شوبرون الماضي والحاضر في حد ذاته، ويخلق جسرًا بين المجر وجيرانها الغربيين مما يفتح بوابة للضيوف الأجانب الذين يزورون المجر حيث يرمز إليها شعار النبالة للمدينة.

يُعرف سكان المدينة بكرم ضيافتهم وولائهم لبلدهم، حيث يُرمز إلى هذا أيضًا بـ “بوابة الولاء” في ميدان ميان بجوار برج فايرواتش رمز المدينة، والهواء العلاجي والمنعش للبيئة الطبيعية وطرق المشي لمسافات طويلة في (Lővérek) المجاورة ووجهات النظر والينابيع الجبلية والقرب من بحيرة (Fertő) تجعل من مدينة شوبرون واحدة من أجمل منتجعات العطلات في المجر.

مواقع سياحية في مدينة شوبرون

قصر Bezerédj

يعود تاريخ قصر (Bezerédj) إلى العصور الوسطى وقد حصل على شكله الحالي حوالي عام 1710 ميلادي وهو أحد أكثر مباني الروكوكو إثارة للإعجاب في مدينة شوبرون.

اغينبيرج هاوس

كان اسم المنزل هو أرملة الأمير يانوس إغنبرغ الذي اشترى المنزل في عام 1674 ميلادي، يحتوي المبنى الباروكي على فناء داخلي جميل به لوجيا ومنبر وبإذن من مارغريف براندنغورغ  كان بمثابة مكان للخدمات اللوثرية في فترة.

منزل فابريسيوس

في القرن الرابع عشر كان هناك مبنيان على قطعة الأرض حيث يوجد منزل فابريسيوس الآن؛ واحد في الخلف يتكون من طابقين بالفعل، حيث تطور الشكل الحالي للمنزل في القرن السابع عشر، والقاعة القوطية هي قطعة معمارية رائعة لكن اللوجيا في الفناء والأقبية القوطية والباروكية للمبنى الخلفي تستحق أيضًا اهتمامًا خاصًا.

حيث عثر علماء الآثار أيضًا على بقايا حمام روماني في الطابق السفلي، وكان أصحاب المبنى دائمًا عائلات من الطبقة الوسطى ومواطنين أثرياء وتجار.

تم تسمية المنزل على اسم أحد المالكين عمدة وقاضي إندري فابريسيوس الذي اشترى المنزل في عام 1806 ميلادي، حيث عرضت عائلة فابريوس المنزل لاحقًا على الكنيسة اللوثرية. في الوقت الحاضر ، يستضيف المبنى ثلاثة معارض حيث يوجد متحف لابيداريوم روماني في الطابق السفلي.

ويمكن مشاهدة المعرض الأثري “ثلاثة آلاف سنة على طريق العنبر” على طابقين في الجزء الخلفي من المبنى، وتتميز الغرف الموجودة في الطابقين الأول والثاني من المبنى الأمامي بمنازل برغر من القرنين السابع عشر والثامن عشر ، من خلال تقديم الأشياء والأثاث في ذلك الوقت.

برج فايرواتش

برج فايرواتش في الطرف الشمالي من الميدان الرئيسي هو رمز مدينة شوبرون، وتم بناء الجزء السفلي المستدير الشكل على بقايا سور المدينة الروماني وكان بمثابة البرج الشمالي للمدينة من القرن الثالث عشر فصاعدًا، حيث اكتسب البرج شكله الحالي بشرفته الباروكية وسقفه على شكل دفة بعد حريق كبير عام 1676 ميلادي.

وكان لحراس البرج دور مهم في مشاهدة المنطقة وكانوا يشيرون إلى موقع الحريق بالفوانيس ليلاً والأعلام الملونة في النهار، وكان النسر ذو الرأسين على البرج هدية من الملك فرديناند الثاني والملكة إليونورا بمناسبة الدورة البرلمانية وتتويج الملكة وكلاهما عقد في شوبرون عام 1622 ميلادي.

مع ذلك تم وضعه على قمة البرج فقط بعد حريق عظيم على اسم الإمبراطور ليوبولد، وبرج (Firewatch) هو رمز الولاء، وفي استفتاء عقد في 14 من شهر ديسمبر من عام 1921 ميلادي أعربت مدينة شوبرون وثماني قرى مجاورة عن رغبتهم في البقاء جزءًا من المجر (بدلاً من النمسا).

وفي ذكرى الاستفتاء أقيم إطار باب على الطراز الباروكي الجديد وتمثال بعنوان “شعب مدينة شوبرون تكريمًا للشخصية الأسطورية لهنغاريا” صممه (Rezs Hikisch وZsigmond Kisfaludy Stróbl).

جامبرينوس بيت

يُقال إن المنزل الذي يعود تاريخه إلى القرون الوسطى بجوار دار الصيدلة (باتيكا هاز) هو أقدم مجلس مدينة في مدينة شوبرون، حيث منح سيغيسموند لوكسمبورغ المبنى لمدينة شوبرون في عام 1422 ميلادي وكان بمثابة دار البلدية حتى عام 1496 ميلادي.

وبعد تلك الفترة امتلكت العائلات النبيلة المنزل الذي يحمل آثار عدة أنماط معمارية متتالية قوس من عصر النهضة في المدخل القوطي وزخرفة نافذة الروكوكو في الطابق الأول ومكانة قوطية في المدخل وبقايا من القرون الوسطى في الفناء.

ساحة أورسولا

اعتاد الميدان أن يكون سوق الملح في العصور الوسطى ولكن فيما بعد كانت المسالخ تعمل هنا، وفي عام 1747 ميلادي أسست رهبانية أورسولين ديرًا ومدرسة وشيدت كنيسة في الميدان، حيث حصل المبنى المكون من طابقين والذي يمكن رؤيته هنا اليوم على شكله النهائي في عام 1860 ميلادي وهو من عمل المهندس المعماري (Nándor Handler).

ويستضيف خطب الدير مجموعة الفنون الكنسية الرومانية الكاثوليكية، وتم تكريس الكنيسة الرومانسية النيوجوثية للحبل بلا دنس في شهر أغسطس من عام 1864 ميلادي من قبل يانوس سيمور أسقف جيور.

ومبنى مثير للاهتمام في ساحة (Ursuline) هو المنزل مع رواق في زاوية شارع (Új) وشارع (Szent György)، ويعود أصله إلى العصور الوسطى وكانت المسالخ تعمل فيه مرة واحدة، وفي الوقت الحاضر يستضيف المنزل معارض مؤقتة، وكان ينبوع مريم في وسط الميدان هدية تكفير من قبل المواطنين للرهبانية الفرنسيسكانية.

في النهاية مدينة شوبرون هي واحدة من أكثر المدن رومانسية في المجر بشوارعها المتعرجة المرصوفة بالحصى وبواباتها التاريخية ومنازلها الملونة كما أنها تظهر آلاف الوجوه من الناحية الثقافية، وتوفر المدينة الأكثر ولاءً ومنطقة فيرتو آلاف الفرص سواء كنت ترغب في استكشاف الطبيعة أو الثقافة أو البحث عن الترفيه النشط.

المصدر: كتاب "دراسات في جغرافية المدن" للمؤلف د. أحمد على إسماعيل كتاب "جغرافية المدن" تأليف د. جمال حمدان سنة النشر: 2008 كتاب " جغرافية المدن بين الدراسة المنهجية والمعاصرة، سنة النشر: 2016 كتاب " جغرافية السياحة" للمؤلف مجيد ملوك السامرائي


شارك المقالة: