المعالم الأثرية في مدينة كنجة في أذربيجان

اقرأ في هذا المقال


“Ganja City” وتعتبر إحدى أهم المدن في أذربيجان، وتحتوي المدينة على العديد من المباني القديمة الجميلة، حيث تتميز  بمباني الطوب الأحمر والكثير من المعالم التاريخية التي تجذب السياح.

تاريخ مدينة كنجة

اسم كنجة يعني “واسع” مشتق من كلمة “جان”، حيث يمكن العثور على الإشارة إلى كنجة في كتاب “كتابي دادا كوركوت” (العمل الأدبي التاريخي لأوغوز، أسلاف الأتراك الأذربيجانيين)، وتقع مدينة كنجة عند سفح سلسلة التلال القوقازية الصغرى على نهر “Gjandzhaj”، وتأسست في القرن السادس الميلادي تقريباً، وفي النصف الأول من القرن السابع دمر الفرس كنجة وفي النصف الثاني على يد العرب، أما في منتصف القرن العاشر، أصبحت كنجة عاصمة شاديت؛ إحدى الخانات الأصغر في أراضي أذربيجان.

في منتصف القرن الحادي عشر، غزا السلاجقة كنجة، وفي عام 1139 وقع زلزال كبير دمر المدينة، وفي هذا الصدد تم نقلها إلى مكان آخر، ونتيجةً للزلزال تم تشكيل عدداً من البحيرات الخلابة؛ بحيرة “Gek – Gel” وبحيرة “Maral-Gel” وبحيرة “Dzheran-Gel” وبحيرة “Ordek-Gel” وبحيرة “Zaligehlyu” وبحيرة “Aggel” وبحيرة “Garagel” وبحيرة “Samlygel”، وبعد تفكك الدولة السلجوقية، أصبحت كنجة العاصمة الثانية لدولة أتابيك (القرنان الثاني عشر والثالث عشر)، وفي القرن الثامن عشر، أصبحت كنجة مركزاً لخانات جانجا.

في عام 1804، احتلت الجيوش الروسية كنجة خانات، وأعيدت تسمية غانيا باسم إليزابيثبول، وخلال الحقبة السوفيتية، تم تغيير اسم مدينة كنجة إلى كيروف آباد وكانت ثاني أكبر مدينة صناعية وثقافية في أذربيجان بعد باكو، ثم أعيد الاسم الأصلي للمدينة بعد حصول الجمهورية على الاستقلال في عام 1991.

خلال التاريخ الذي يمتد لقرون، أصبحت المدينة مالكةً للعديد من المعالم التاريخية والمعمارية ذات اللون الوطني الأذربيجاني الواضح، ومن بين المعالم الباقية مجمع عبادة “Gei-Imam” (القرنين الرابع عشر والسابع عشر) ومسجد الجمعة (القرن السابع عشر) ومجموعة متنوعة من المنازل القديمة الخلابة، والمنحوتات الحجرية المعروفة للخيول والحيوانات الأليفة الأخرى المتوافرة بكثرة في الجبال المجاورة.

يُعرف الجزء التاريخي من المدينة أيضاً باسم “غانجا القديمة” بآثارها من التحصينات والأبراج والجسور (القرنين الثاني عشر وأوائل القرن الثالث عشر)، وهي عبارة عن كارافانسيراي (القرن السابع عشر)؛ المكان الذي يمكن للقوافل التجارية أن تستريح فيه، وبناء مكتب خان السابق (القرن السابع عشر)، والأضرحة (القرنين الرابع عشر والسابع عشر)، والمساجد (القرنين السابع عشر).

المعالم الأثرية في مدينة كنجة

1. مسجد شاه عباس

بُني مسجد شاه عباس في أوائل القرن السادس عشر، وقد شُيِّد بأمرٍ من شاه عباس؛ الحاكم العظيم للسلالة الصفوية التي حكمت هذا الجزء من العالم، بالإضافة إلى إيران وأجزاء أخرى من القوقاز في القرن السادس عشر، ويقع المسجد في وسط ميدان شاه عباس الذي يحتوي على الكثير من المباني القديمة الجميلة الأخرى، مما يجعله المكان المثالي لبدء استكشاف كنجة.

2. الضريح والحمام التركي

داخل ساحة شاه عباس، يمكن رؤية حمامات “Chokak”، وهو حمام تركي قديم يضم العديد من قباب الحمام التركي الشهيرة التي يصعب تفويتها، بالإضافة إلى قبر “Javad Khan”، وهو مقبرة أقيمت على قبر “Javad Khan”، خان جانجا الأخير، حيث تم اكتشافه بالصدفة خلال فترة الاتحاد السوفيتي أثناء محاولتهم بناء نافورة.

3. قاعة غانيا الحكومية للأوركسترا

بجوار ميدان شاه عباس مباشرةً، يمكن إيجاد مبنى فخماً كبيراً يذكرنا ببعض المباني القديمة التي يمكن إيجادها في أوروبا، هذا المبنى هو قاعة غانيا الحكومية للأوركسترا، وهي قاعة حفلات تم بناؤها للعروض الأوركسترالية باسم الملحن الكبير “Fikret Amirov” المولود في كنجة، كما يحتوي المبنى المصمم بدقة أيضاً على برج مراقبة ملحق به جيداً، بالإضافة إلى نافورة مصممة بشكلٍ جميل ومزينةً بزخارف وطنية بجوار المدخل مباشرةً.

4. شارع المشاة جواد خان

يقع شارع المشاة جواد خان مباشرة عبر الطريق من “Ganja State Philharmonic Hall”، وهو شارع تسوق، حيث يمكن العثور على العديد من المباني التاريخية التي تصطف على جانبي شارع المشي، يمتد الشارع على طول جانب مركز جانجا التجاري، ويمكن العثور على متاجر للهدايا التذكارية، بالإضافة إلى مطاعم ومتاجر يمكن الاستمتاع بها، كما الذهاب إلى هناك لتقدير جمال المباني التاريخية أو الذهاب لمشاهدة الناس.

5. ساحة حيدر علييف وقاعة المدينة

ليس بعيداً عن ميدان شاه عباس، يمكن إيجاد مساحة كبيرة بها مبنى ضخم ونصب حيدر علييف على الجانب، هذه ساحة حيدر علييف والمبنى الكبير هو قاعة مدينة جانجا، تم بناء قاعة المدينة خلال الحقبة السوفيتية في عام 1961، وهي مثالاً رائعاً على نوع الطراز المعماري الذي أتقنه السوفييت خلال فترة حكمهم.

أفضل وقت لزيارة قاعة المدينة هو عند غروب الشمس، عندما تتحول السماء إلى اللون الأرجواني ويضيء المبنى بالأضواء على المبنى، حيث يمكن إيجاد العديد من الأشخاص في الخارج هنا في المساء، حيث إنها نقطة التقاء شهيرة بين السكان المحليين.

6. مجمع إمام زاده

يقع مجمع إمام زاده على بعد 7 كيلومترات شمال مركز مدينة جنجا، حيث يتكون المجمع من مسجد وخانوف ومقبرة وآثار جنائزية، والأجمل من ذلك كله، الضريح، وكلها محاطة بجدارٍ من الطوب الأحمر، ويعد التصميم الخارجي لضريح إمام زاده مثالاً رائعاً على جمال الفن والنمط الفارسي الذي يمكن رؤيته في العديد من المباني القديمة، التي تعود إلى الحقبة الفارسية حول هذا الجزء من العالم، وداخل الضريح، يمكن إيجاد قبر أحد أبناء الإمام محمد الباقر، حفيد النبي محمد، ولهذا السبب يعتبر من أهم مواقع الحج في المدينة.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: