مناخ الهند

اقرأ في هذا المقال


ما هو مناخ الهند؟

يتكون مناخ الهند من مجموعة كبيرة من الظروف الجوية عبر مجال جغرافي كبير وتضاريس مختلفة، ممَّا يجعل التعميمات صعبة، فالمناخ في جنوب الهند بشكل عام سخونته ورطوبته أكثر بكثير من مناخ شمال الهند، حيث أن جنوب الهند أكثر رطوبة بسبب السواحل القريبة.

لا يعاني النصف الجنوبي من البلاد من درجات حرارة أقل من عشرة درجات مئوية (50 درجة فهرنهايت) في الشتاء، وعادة ما تتجاوز درجة الحرارة أربعون درجة مئوية (104 درجة فهرنهايت) خلال فصل الصيف، واستنادًا إلى نظام كوبن تستضيف الهند ستة أنواع فرعية مناخية أساسية منها الصحاري القاحلة في الجهة الغربية والتندرا الألبية والأنهار الجليدية في الجهة الشمالية والمناطق الاستوائية الرطبة التي تدعم الغابات المطيرة في الجهة الجنوبية الغربية والأراضي الجزرية.

كما تتمتع العديد من المناطق بمناخ محلي مختلف تمامًا، ممَّا يجعلها من البلدان الأكثر تنوعًا في المناخ في العالم، حيث تتبع إدارة الأرصاد الجوية في البلاد المعايير الدولية للفصول الـ4 مع القليل من التعديلات المحلية: فصل الشتاء (شهري كانون الثاني وشباط) وفصل الصيف (شهر آذار وشهر نيسان وآيار) وفترة الرياح الموسمية (من شهر حزيران إلى شهر أيلول) وفترة ما بعد الرياح الموسمية ( من شهر تشرين الأول إلى شهر كانون الأول).

تعد الجغرافيا والجيولوجيا في الهند مركزاً مناخيا، حيث تعمل صحراء ثار في الشمال الغربي وجبال الهيمالايا في الشمال جنبًا إلى جنب لإنشاء نظام موسمي مهم ثقافيًا واقتصاديًا، فلكونها أعلى مجموعة جبلية وأكثرها كثافة على الأرض، فإن جبال الهيمالايا تمنع تدفق رياح كاتاباتي من هضبة التبت الجليدية وشمال آسيا الوسطى، حيث إن معظم شمال الهند يظل دافئًا أو باردًا أو معتدلًا خلال فصل الشتاء ويحافظ السد الحراري نفسه على حرارة معظم أجزاء الهند في الصيف.

على الرغم من أن مدار السرطان هو الحد الذي يفصل بين الأماكن الاستوائية وشبه الاستوائية، فهو يمر من خلال وسط الهند، يمكن أن نعتبر القسم الأكبر من البلاد مناخاً استوائياً، كما هو الحال في كثير من الأماكن الاستوائية، يمكن أن تكون الرياح الموسمية وأنماط الطقس الأخرى في الهند شديدة التباين: فالجفاف التاريخي وموجات الحرارة والفيضانات والأعاصير والكوارث الطبيعية الأخرى متفرقة، ولكنها تسببت في نزوح أو قتل ملايين الأشخاص.

ومن المرجح أن تتغير مثل هذه الأحداث المناخية في وتيرتها وشدتها نتيجة لتغير المناخ بفعل الإنسان، كما تُعزى التغيرات النباتية الحالية والمستقبلية وارتفاع مستوى سطح البحر وغمر المناطق الساحلية المنخفضة في الهند إلى ظاهرة الاحتباس الحراري.

مناخ الهند القديم:

أثناء الفترة الترياسية من 251-199 مليون عام تقريباً كانت شبه القارة الهندية جزءًا من شبه القارة الكبيرة التي كانت تعرف باسم بانجايا، فعلى الرغم من موقعها في حزام خطوط العرض العليا عند 55-75 درجة جنوبا، فإن خطوط العرض التي تحتلها الآن هي أجزاء من شبه جزيرة أنتاركتيكا على عكس موقع الهند الحالي بين 5 و35 درجة شمالاً، ومن المحتمل أن الهند شهدت مناخًا معتدلًا رطبًا مع الدفء والصقيع، وطقس حر على الرغم من مواسم محددة جيدًا.

اندمجت الهند في وقت لاحق في القارة الجنوبية الكبرى (Gondwana) وهي عملية بدأت حوالي 550-500 مليون سنة، فخلال العصر الباليوزوي المتأخر امتدت جندوانا من نقطة عند أو بالقرب من القطب الجنوبي إلى بالقرب من خط الاستواء، حيث تم وضع (craton) الهندي (القشرة القارية المستقرة)، ممَّا أدى إلى مناخ معتدل مناسب لاستضافة أنظمة بيئية عالية الكتلة الحيوية.

المواسم في الهند:

قامت إدارة الأرصاد الجوية الهندية (IMD) بتحديد 4 مواسم مناخية وهي:

  • الشتاء: من ديسمبر إلى فبراير، وإن شهري ديسمبر ويناير يعتبران أبرد شهور العام، وإن متوسط ​​درجات الحرارة يصل تقريباً إلى عشرة إلى خمسة عشر درجة مئوية (50-59 درجة فهرنهايت) في الجهة الشمالية الغربية، كما ترتفع درجات الحرارة مع تقدم المرء نحو خط الاستواء، وتبلغ ذروتها حوالي عشرون إلى خمسة وعشرون درجة مئوية (68-77 درجة فهرنهايت) في جنوب شرق قارة الهند.
  • الصيف: يكون فصل الصيف من شهر مارس إلى شهر مايو في الأماكن الغربية والجنوبية، وأبريل هو الشهر الأكثر دفئاً وبداية مايو وبالنسبة للأماكن الشمالية من الهند فإن مايو هو الشهر الأكثر دفئاً، وفي شهر مايو يصل متوسط ​​درجات الحرارة من اثنان وثلاثون إلى أربعون درجة مئوية (90-104 درجة فهرنهايت) في معظم الأماكن الداخلية.
  • موسم الرياح الموسمية أو الأمطار: يكون من شهر يونيو إلى شهر سبتمبر، حيث تسيطر الرياح الموسمية الصيفية الجنوبية الغربية ذات الرطوبة العالية على الموسم، والتي تسيطر على البلاد بشكل بطيء بدءًا من نهاية مايو أو بداية يونيو، وبدأت الأمطار الموسمية في الانحسار من شمال الهند في بداية شهر أكتوبر، وعادة ما يتلقى جنوب الهند مزيدًا من الأمطار.
  • موسم ما بعد الرياح الموسمية أو الخريف: يكون من شهر أكتوبر إلى شهر نوفمبر، وفي الجهة الشمالية الغربية للهند عادة ما يكون شهر أكتوبر وشهر نوفمبر صافي، حيث تستقبل ولاية تاميل نادو أغلب الأمطار السنوية في موسم الرياح الموسمية الشمالية الشرقية.

إن ولايات الهيمالايا كونها أكثر اعتدالًا تشهد موسمًا إضافيًا وهو الربيع، الذي يكون وقته مع الأسابيع الأولى من الصيف في جنوب الهند، حيث يلاحظ الهنود الشماليون ستة مواسم أو (Ritu) كل منها يبلغ حوالي شهرين، وهذه هي الربيع (السنسكريتية: فاسانتا)، الصيف (غروما)، موسم الرياح الموسمية (فارزا)، الخريف (شرادها)، الشتاء (هيمانتا) والموسم الذي يسبقها (سييرا)، وهذه تعتمد إلى التقسيم الفلكي لـ 12 شهرًا إلى 6 أجزاء، كما يعكس التقويم الهندوسي القديم كذلك هذه الفصول بترتيب الأشهر.

وبمجرد أن تهدأ الرياح الموسمية فقد ينخفض ​​متوسط ​​درجات الحرارة تدريجياً في جميع أنحاء الهند، ومع تحرك أشعة الشمس العمودية جنوب خط الاستواء تشهد أغلب البلاد طقسًا باردًا معتدلًا، حيث أن شهري ديسمبر ويناير هما أكثر الشهور برودة، وتحدث أقل درجات الحرارة في جبال الهيمالايا الهندية، أمَّا درجات الحرارة فتكون أعلى في الشرق والجنوب.

في المنطقة الشمالية الغربية من الهند تسود ظروف شبه واضحة في شهري أكتوبر ونوفمبر، ممَّا تسبب في تقلبات كبيرة في درجات الحرارة اليومية، كما هو الحال في أغلب هضبة ديكان، حيث إنها تسجل درجات حرارة تتراوح بين 16 و20 درجة مئوية (61-68 درجة فهرنهايت).

ومع ذلك في الفترة من يناير إلى فبراير أدت “الاضطرابات الغربية” إلى هطول أمطار غزيرة وثلوج، حيث تنشأ أنظمة الضغط المنخفض خارج المناطق الاستوائية في شرق البحر الأبيض المتوسط، ويتم حملها باتجاه الهند بواسطة الرياح الغربية شبه الاستوائية، وهي الرياح السائدة التي تهب في نطاق خطوط العرض في شمال الهند.

المصدر: محمد صبري محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.علي أحمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعي/2011.


شارك المقالة: