نهر الأمازون

اقرأ في هذا المقال


ما هو نهر الأمازون؟

الأَمَازُون أو الأَمَزُون أو الأَمَزُونَة، حيث يعني بالبرتغال وفي إسبانيا: (Amazonas)، وهو نهر يوجد داخل أمريكا الجنوبية، ويعتبر أكبر نهر في العالم من حيث كمية تدفق مياهه، حيث تفوق كمية تدفقه أكبر ثمانية أنهار في العالم الذين يأتون بعده في الترتيب مجتمعين، وهو ثاني أكبر نهر من حيث الحجم والعمق، حيث أن نهر النيل يقع في المرتبة الأولى من حيث الطول، ويملك الأمازون أكبر حوض تصريف في العالم.
وبهذا يمثل ما يقرب من خُمس تدفق مياه الأنهار الكلي في العالم، حيث يزيد توسع أقسام من نهر الأمازون بأكثر من 190 كيلومتر أي (120 ميلاً) في موسم الأمطار، وبسبب اتساعه يطلق عليه في بعض الأحيان البحر النهر، لا يقاطع الأمازون أية جسور، السبب في ذلك ليس اتساعه، فعرضه مناسب لإمكانيات المهندسين المعاصرين على بناء جسور.
إنما السبب هو أن القسم الأكبر من مياه النهر تتدفق من خلال الغابات الاستوائية المطيرة؛ وذلك لأن طبيعتها تمتاز بقلة الطرق بها وكذلك المدن، وبهذا لا حاجة لأيّة جسور، في حين أن نهر الأمازون هو أغزر نهر في العالم، إلا أن البيانات الحالية للجمعية الجغرافية تشير إلى أن الأمازون هو في المرتبة الثانية من حيث الطول من بين أنهار العالم بعد نهر النيل. ومع ذلك يجادل بعض العلماء خاصة من البرازيل وبيرو بخصوص ذلك.
إن حوض الأمازون يعتبر أكبر حوض تصريف مياه موجود في العالم، فهو يقوم بتغطية نحو 40% من مساحة أمريكا الجنوبية، أي (6.915.000) كيلو متر مربع تقريباً أي ما يعادل (2,670,000 ميل مربع)، وتتجمع مياهه من خلال 5 درجات من دوائر العرض الشمالية حتى 20 درجة من دوائر العرض الجنوبية، وتقع أبعد منابعه بين هضبة الأنديز، بجانب المحيط الهادئ.
وتصل مساحة المكان الذي تعمل مياه نهر الأمازون وروافده على تغطيته أعلى من ثلاثة أضعاف مسيرة عام، وتصل مساحة الأراضي التي تقوم المياه خلال فترة الجفاف بتغطيتها إلى (110,000) كيلو متر مربع (42,000 ميلاً مربعاً)، بينما تزداد مساحة الأراضي التي تغمرها مياه الفيضان في حوض الأمازون إلى (350,000) كيلومتر مربع (135,000 ميلاً مربع) خلال موسم الشتاء.
يصب الأمازون كمية كبيرة من المياه في المحيط الأطلسي، حيث تصل إلى (300,000) متر مكعب في الثانية خلال موسم الأمطار، يمدّ الأمازون محيطات العالم بحوالي 20 ٪ من حجم المياه العذبة الكلي، بعيداً عن شاطئ مصب الأمازون، يمكن استخلاص المياه الصالحة للشرب من المحيط بعيداً عن الساحل، ويلاحظ انخفاض ملوحة المحيط خمسمائة كيلومتراً إلى البحر.

منابع نهر الأمازون:

يوجد في أعلى الأمازون مجموعة من الأنهار الرئيسية في بيرو والإكوادور، يصب جزء منها في نهر مارانيون، ويصب الجزء الآخر في الأمازون مباشرة، من الأمثلة عليها: مورونا، باستازا، نوكوراي، يوريتوياكو، شامبيرا، تايجر، ناناي، نابو، هوالاغا، أوكايالي.
إن المنبع الرئيسي لمارانيون والذي كان يعتبر لأعوام عديدة أنه منبع الأمازون يتدفق من أعلى وسط بحيرة لوريكوكا في بيرو، من الأنهار الجليدية التي تعرف باسم نيفادو دي ياروبا، تتدفق المياه من خلال الشلالات والوديان الضيقة في منطقة الغابات العالية التي تُسمَّى بونجو، كما يتدفق نهر مارانيون 1600 كيلومتر (990 ميلاً) من وسط غرب بيرو إلى الشمال الشرقي منها ليتحد مع نهر أوكايالي، عند بلدة نوتا الريفية ليكوّن نهر الأمازون.
فإن أبعد منبع لمياه الأمازون تمت معرفته في سنة 1996، 2001، 2007 كجدول جليدي على قمم ثلجية يصل ارتفاعها إلى 5.597 متر أي (18.360 قدم)، تُسمَّى نيفادو مزمى في جبال الأنديز في بيرو، على بعد 160 كيلومتر (99 ميلاً) من الجهة الغربية لبحيرة تيتيكاكا، و 700 متر (430 ميلًا) من الجهة الجنوبية الشرقية لليما.
تتدفق المياه من نيفادو ميزمى إلى كل من كوابراداس كارواسانتا وأباشيتا، حيث يقومان بصب مياههما في ريو أبوريماك، وهو رافد من روافد أوكايالي والتي تقوم بالاتحاد مع مارانيون لتشكل نهر الأمازون، (على الرغم من أن هذا المكان اعتبره أكثر الجغرافيين أنه البداية لنهر الأمازون، إلا أن البرازيليون يعرفون النهر الذي يوجد عند هذا المكان باسم سوليموس داس أجواس) ثم تقابل مياه ريو نيجرو ذات اللون الغامق مع مياه ريو سوليموس المليئة بالرمال ويسيران بجانب بعضهما على ما يزيد عن 6 كيلومترات (4 أميال) من غير أن تختلط مياههما.
بعد أن يلتقي كل من ريو أبوريماك وأوكايالي، يقوم النهر بترك تضاريس الأنديز من أجل أن يحاط بسهل فيضاني، المسافة من هذا المكان إلى نهر مارانيون تصل إلى 1.600 كيلومتر (990 ميلاً)، حيث تعمل الغابات على تغطيتها ولا توجد بها مياه، وكانت قد غمرتها المياه قبل أن يبلغ النهر الحد الأعلى للفيضان بوقت طويل، لا يقاطع الضفاف المنخفضة من النهر سوى عدد قليل من التلال، ثم يمر النهر بغابات الأمازون المطيرة الضخمة.
إن السهول الفيضية والأنهار الموجودة في (كولومبيا، فنزويلا، البرازيل، البيرو، الإكوادور)، والتي تقوم بوضع مياهها داخل نهر سوليموس، فقد سميت (مرتفعات الأمازون)، كما أن نهر الأمازون في طريقة يمر على كل من البرازيل وبيرو، حيث أن روافده تصل إلى كل من فنزويلا وكولومبيا والإكوادور وبوليفيا.

جغرافية نهر الأمازون:

في بعض المواقع التي توجد على مسافات بعيدة، يتم تقسيم النهر إلى جدولين أساسيين مع قنوات داخلية وقنوات متفرعة منها، وتقوم منظومة معقدة من القنوات الطبيعية بربطهم جميعاً، والتي تقوم بعبور المنخفضات، وأراضي إيجابو المسطحة، التي لا يزيد ارتفاعها عن 5 أمتار (16 قدم) لتصل للكثير من الجزر.
إن المسافة الموجودة بين كل من قرية كناريا عند المنعطف الكبير في الأمازون وبين نيغرو، هي أراضٍ منخفضة كثيرة مثل أراضي مصب النهر، تغطي المياه مساحات كبيرة من الأراضي في هذه المنطقة، بحيث لا يظهر منها إلا الطرف العلوي من أشجار الغابات المعتمة.
بالقرب من مصب نهر ريو نيغرو إلى بلدية سيربا، مقابل نهر ماديرا، تنخفض أطراف الأمازون، حتى تقترب من مانوس فترتفع لتصير تلالاً، كما يوجد في مدينة أوبيدوس منحدر يصل ارتفاعه إلى 17 متراً أي (56 قدماً) فوق سطح النهر يحيط به تلالاً منخفضة، ويبدو أن منخفضات الأمازون كانت في يوم ما خليج للمحيط الأطلسي، والذي تصل مياهه إلى المنحدرات القريبة من أوبيدوس.
إن 10 ٪ من مياه الأمازون تصل إلى المصب الأساسي نحو مجرى نهر أوبيديوس، وقليلاً منها يأتي من المنحدر الشمالي من الوادي، تصل مساحة الصرف داخل حوض الأمازون فوق منطقة أوبيدوس تقريباً إلى 5 ملايين كيلومتر مربع (2.000.000 ميل مربع)، وأقلها تقريباً 1 مليون كيلومتر مربع (400,000 ميل مربع، أو 20 ٪)، باستثناء 1.4 مليون كيلومتر مربع (540,000 ميل مربع) من حوض توكانتينز.
تتكون الضفة الشمالية عند الروافد المنخفضة من النهر من مجموعة تلال منحدرة، والتي تمتد تقريباً إلى 240 كيلومتر (150 ميلاً) مقابل مصب نهر زينجو حتى مونتي أليغري، يقطع هذه التلال مساحة من الأرض تقع بينها وبين النهر.
كما يوجد على الضفة الجنوبية عند نهر زينجو مجموعة متصلة من المنحدرات المنخفضة، حيث أنها تقوم باحاطة الفيضان وتمتد بالقرب من مدينة سانتارم، في مجموعة من المنحنيات قبل أن تقوم بالانحناء إلى الجنوب الغربي، وتلاصق نهر تاباجوس المنخفض، ثم تندمج مع المنخفضات التي تشكل حدود وادي نهر تاباجوس.
إن تحديد مكان مصب نهر الأمازون وأيضاً اتساعه بقي موضع خلاف؛ وذلك لجغرافية المنطقة الفريدة من نوعها، خاصة أن نهر بارا يعتبر في بعض الأحيان ضمن النهر، ويعتبر في أحيان أخرى مجرد رافدٍ منخفضٍ مستقلٍ من نهر توكانتينز.
يتسع مصب نهر بارا إلى حوالي 60 كيلومتراً أي (37 ميلاً)، حيث إن مجموعة من القنوات تقوم بالربط بينه وبين الأمازن، وتُسمَّى فوروس وتوجد بجانب بلدة بريفز، كما توجد بينهما جزيرة ماراجو، حيث أن حجمها بحجم جزيرة سويتزرلاند وهي أكبر جزيرة في العالم موجودة بين نهر وبحر.
إذا تم اعتبار كل من نهر بارا والمحيط الذي يواجه جزيرة ماراجو ضمن نهر الأمازون، فإن اتساعه سيصل إلى 330 كيلو متراً (210 أميال)، ففي هذه الحالة، يتم قياس عرض مصب النهر من كابو نورتي داخل ولاية أمابا البرازيلية، إلى بونتا دا تيجوكا القريبة من بلدة كوروكا، في ولاية بارا، بناء على ذلك، يكون مصب الأمازون أكثر اتساعاً من طول نهر التايمز في إنجلترا.
وهناك قياس ثاني يقوم باستثناء مصب نهر بارا، ويتم حساب المسافة من مصب نهر أراجواري لغاية بونتا نو نافيو الموجودة على ساحل ماراجو من الجهة الشمالية، وبهذا فإن مصب الأمازون يتسع إلى 180 كيلومتر (110 أميال)، إذا أخذت القناة الأساسية في الاعتبار والتي توجد بين جزيرة كوروا (ولاية أمابا) وجزيرة جوروباري (ولاية بارا)، فسيتناقص العرض ليصبح 15 كيلومتر (9.3 ميل)، لكنه لا يزال يفوق أنهار العالم.

الحياة البرية في نهر الأمازون:

أكثر من ربع أنواع الحيوانات البرية في العالم توجد داخل غابات الأمازون المطيرة، وهي غابة استوائية كبيرة تصل مساحتها هي وحوض النهر إلى أكثر من 5.4 مليون كيلومتر مربع، وهي من أغنى الغابات الاستوائية في العالم، يحتوي نهر الأمازون أكثر من (3.000) نوع معروف من الأسماك، حيث أن هذا العدد في تزايد، ويصل العدد في بعض التقديرات إلى 5.000 نوع.
مثلما هو الحال في نهر أورينوكو، فإن الأمازون يعد من أحد البيئات الرئيسية للبوتو، والذي يشتهر كذلك باسم دولفين نهر الأمازون (أينيا جيوفرينسيز)، وهو من أكبر أنواع الدولفين النهري، من الممكن أن يصل طوله إلى 2.6 متر (8.5 قدم)، البوتو هو بطل أحد الأساطير المشهورة داخل البرازيل والتي تقول أنه كان هناك دولفين يتحول إلى رجل يغري النساء على جانب النهر.
وهناك نوع ثاني من الدولفين يُسمَّى توكوسي، حيث يوجد في أنهار حوض الأمازون وفي المياه الساحلية لأمريكا الجنوبية، ويوجد أعداد كبيرة من أسماك البيرانا، وأيضاً أسماك التي تأكل اللحوم، حيث تجمع على شكل أسراب كبيرة، ومن الممكن أن تهاجم المواشي وحتى الإنسان، لكن أنواع قليلة منها هي التي تهاجم الإنسان، وكذلك هناك الكثير من الأسماك اّكلة السمك لكنها تعيش وحدها وليس في أسراب.

المصدر: محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.


شارك المقالة: