التهاب السحايا السلي عند الأطفال

اقرأ في هذا المقال


يعتبر الأطفال هم الفئة المعرضة بشكل أكبر للإصابة بأي نوع من أنواع الالتهابات، ومن ذلك التهاب السحايا، وله العديد من أنواع البكتيريا التي تسببه، ولكن من هذه الأنواع هي بكتيريا السل تؤدي إلى التهاب السحايا السلي، وهذا النوع يعتبر نادر حيث يشكل 5% من التهاب السل خارج الرئة، ولكن لا بد من أخذه بعين الاعتبار حيث أن علاجه مختلف.

تعريف التهاب السحايا السلي

التهاب السحايا: هو التهاب الأغشية المحيطة للدماغ، وهناك العديد من الأسباب المحتملة لهذا الالتهاب ولكن من أحد هذه الأنواع بكتيريا السل التي تعرف بأنها تؤثر على الرئتين بشكل أساسي ولكن مناطق أخرى مثل الدماغ، المفاصل وغيرها قد تتأثر، حيث أن هذه البكتيريا تنتقل من مناطق مختلفة من الجسم مثل الرئتين إلى الدماغ مسببة التهاب السحايا هناك.

سبب الإصابة بالتهاب السحايا السلي

يعتبر سبب الإصابة هو البكتيريا المتفطرة السلية tuberculosis والتي تنتقل إلى الدماغ أو العمود الفقري لتصيب الأغشية المحيطة به، ولا يعد التهاب السحايا السلي معدي بين الأطفال، حيث أن النوع الوحيد المعدي منه هو التهاب السل الرئوي حيث ينقل الطفل البكتيريا المسببة للمرض للأطفال الآخرين من خلال العطس أو السعال.

عوامل خطر الإصابة بالتهاب السحايا السلي عند الأطفال

  • أن تكون طفل يعد ذلك من عوامل الخطر للإصابة بمثل هذا المرض حيث أن الأطفال مناعتهم أقل من غيرهم مما يجعل الأطفال من عمر سنة إلى خمس سنوات هم الفئة المعرضة أكثر للإصابة بمثل هذا المرض.
  • التعامل مع طفل مصاب بالسل الرئوي.
  • الأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة HIV.

أعراض التهاب السحايا السلي عند الأطفال

  • ارتفاع في ضغط الدماغ مما يؤدي إلى أعراض مثل صداع، تيبس في الرقبة، استفراغ، مشاكل في الرؤية.
  • تغير في السلوك فقد تؤدي إلى تهيج الطفل أو الخمول والنعاس.
  • رهاب الضوء.
  • نوبات صرع.
  • استسقاء الرأس.
  • قد تؤدي إلى مشاكل في الدماغ في حال عدم علاجها مثل التخلف العقلي، فقدان السمع، الشلل النصفي.
  • شلل الأعصاب الدماغية، مما قد يؤدي إلى فقدان البصر أو السمع.
  • قد يؤدي إلى الغيبوبة وربما الموت.

تشخيص التهاب السحايا السلي عند الأطفال

إن التشخيص المبكر لالتهاب السحايا السلي يلعب دورًا محوريًّا في تحديد نتيجة المرض، ومن طرق التشخيص:

تحليل السائل النخاعي

يتم عن طريق عمل البزل القطني للأطفال حيث يعد شديد الألم للطفل إلا أنه أحد أهم الفحوصات للتأكد من وجود المرض، وتساعد البيانات المستخلصة من الفحص مثل ارتفاع البروتينات وانخفاض سكر الجلوكوز فيه إلى وجود التهاب بكتيري بشكل عام إلا أن ارتفاع الخلايا لللمفاوية يساعد في التأكد أن التشخيص هو التهاب السحايا السلي.

الزرعة البكتيرية للسائل النخاعي

يساعد تحديد العصيات الصامدة للحمض في السائل النخاعي الذي يتم عن طريق أخذ مسحة من السائل ووضعها في زرعة بكتيرية إلى تأكيد التشخيص ولكن تكون حساسية الفحص فقط 20‎%‎ عند الأطفال.

اختبار تضخيم الحمض النووي 

يعد أحد أهم الفحوصات التي باتت تستبدل الزرعة البكتيرية في تشخيص التهاب السحايا السلي عند الأطفال حيث وُجدت أن حساسية هذا الفحص أعلى بكثير من حساسية الزرعة البكتيرية عند الأطفال المصابين.

تصوير الأعصاب

يتم عن طريق عمل الرنين المغناطيسي أو الصورة الطبقية أو كليهما، وتكون أغلب التغيرات التي يراها الأطباء في حالات التهاب السحايا السلي عند الأطفال تتمحور حول وجود الاستسقاء الدماغي وبروز طبقات السحايا في الصور الطبقية وتكون نسبة حدوثهما في الأطفال ما يقارب ال75‎%‎ إلى ال80‎%‎.

وجود أدلة على السل خارج الجهاز العصبي 

يتم عمل فحوصات للتأكد من إصابة الأعضاء الأخرى بالسل مثل العينين والغدد الليمفية والمعدة والرئتين.

الأشعة السينية 

في أكثر من 50‎%‎ من حالات الأطفال المصابة وُجد أنها لديها ثورة غير سليمة للرئة تدل على السل.

اختبار السلين التوبيركولين

يساعد هذا الفحص في التشخيص كما في التنبؤ بشدة المرض، حيث وجد أن نسبة الوفاة عند الأشخاص الذين يظهر فحصهم سلبيًا كانت أعلى من الأطفال ذوي الفحص الموجب.

علاج التهاب السحايا السلي عند الأطفال

يُعتبر التهاب السحايا السلي من الأمراض صعبة العلاج، وحتى مع العلاج يكون من المتوقع حدوث مضاعفات عصبية مزمنة، وتكون نسب الوفاة أعلى في حال حدوث المرض في الأطفال الأصغر سنًا حيث يصل المرض لديهم إلى حالات أشد خطورة فلذلك يجب المباشرة في العلاج مباشرةً بعد الشك بالمرض، يتضمن العلاج التالي:

مضادات الميكروبات

يتم إعطاء الطفلأربعة أدوية وهي:أيزونيازيد، بيرازيناميد، ريفامبين، والإيثامبوتول لمدة شهرين وتسمى هذه المرحلة بالمرحلة العلاجية المكثفة ومن ثمّ يتم إعطاء المريض دوائين وهما أيزونيازيد وريفامبين لمدة عشرة أشهر وتسمى هذه المرحلة بالمرحلة الاستمرارية.

الستيروئيدات القشرية 

وجدت الدراسات أن استخدام الستيرويدات القشرية قد قللت نسب الوفاة في البالغين والأطفال على حد سواء بنسبة 25‎%‎، وتقلل من حدوث مضاعفات مثل فقدان السمع.

العلاج بالجراحة 

من أشهر مضاعفات التهاب السحايا السلي عند الأطفال هو استسقاء الرأس والذي عادةً ما يكون قابلًا للعلاج بالأدوية مثل المدرات، وفي حال عدم فعاليتها يتم زرع التحويلة البطينية الصفاقية لتخفيف الضغط الناجم عن تراكم السائل النخاعي في الدماغ، وأحيانًا في حالات فقدان السمع الشديد قد تتم عملية زراعة القوقعة.

الوقاية من التهاب السحايا السلي عند الأطفال

  • يتم تطعيم الأطفال بمطعوم ال BCG الذي يعمل على حماية الطفل من الإصابة بالتهاب السل الرئوي، والتهاب السحايا السلي، ويعتبر 80‎%‎ فعال للحماية من السل لمدة 15 سنة.
  • علاج الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات الإصابة بالسل غير النشط، حيث أن ذلك يمنع من انتشاره.
  • الابتعاد عن الأطفال المصابين بالسل الرئوي خوفًا من انتقال العدوى وانتشارها للدماغ.
  • الحفاظ على مناعة الطفل وابتعاده عن أي عامل قد يؤدي إلى نقص مناعته مثل سوء التغذية حيث أن ذلك يجعله أكثر عرضة للعديد من الالتهابات.

أسئلة شائعة حول التهاب السحايا السلي عند الأطفال

هل يعتبر التهاب السحايا السلي معدي؟

لا يعتبر التهاب السحايا السلي معدي، لكن التهاب السل الرئوي معدي وينتقل من طفل إلى آخر، حيث ينتقل عن طريق العطس فتخرج البكتيريا المسببة للسل إلى الهواء وتبقى معلقة فيه إلى أن يستنشق طفل آخر هذا الهواء فيصاب بالعدوى بالتهاب السل الرئوي والتي قد تنتقل إلى الدم ومنه إلى الدماغ مؤدية إلى التهاب السحايا السلي.

متى يعتبر التهاب السحايا السلي خطير؟

يعتبر خطير عند حدوث مضاعفات والتي تحدث في حال التأخر عن العلاج، وفقد تؤدي إلى تلف في الدماغ وشلل الأعصاب، غيبوبة، الصرع، وحتى الموت.

في النهاية نستنتج أن التهاب السحايا السلي من الالتهابات الخطيرة التي تصيب الأطفال وتؤدي إلى الوفاة لذلك لا بد لكل أم تلاحظ أي تغير على الطفل وارتفاع درجة حرارته وأي أعراض أخرى من الذهاب إلى الطبيب لعلاج الالتهاب والحد من مضاعفاته.

المصدر: Hutchison’s paediatrics ,by Krishna M Goel and Devendra K Gupta,second editionIllustrated textbook of pediatrics,by Tom lissauer and Will Carroll ,5th editionNetters pediatrics, by Todd A.Florin and Stephen ludwig,5th editionNelson essential of pediatrics ,by Karen Marcdante and Robert Kliegman,8th edition


شارك المقالة: