العلاج الوظيفي ودعم المشاركة في الحياة الأسرية

اقرأ في هذا المقال


العلاج الوظيفي ودعم المشاركة في الحياة الأسرية:

1- تطوير الاستقلال في إجراءات الرعاية الذاتية وصيانة الصحة:

يمكن للمعالجين المهنيين الذين يفهمون طبيعة المهن الأسرية أن يساعدوا الآباء على إدارة مهام الحياة اليومية وتكييفها مع أطفالهم. حيث يساعد المعالج المهني الوالد في تحديد الأهداف المتعلقة بالروتين اليومي والمهام التي يقدرها الوالدان، ثم يتم ملاحظة كيف يتم القيام بها.
قد يقوم المعالج المهني بإشراك الوالد في مناقشة استراتيجيات بديلة أو قد يقوم بنمذجة التقنيات التي تساعد الطفل على أداء أنشطة الحياة اليومية بمهارة واستقلالية أكبر. ومن خلال معرفته بالميكانيكا الحيوية للرفع والتحرك، يجب أن يأخذ المعالج المهني في الاعتبار ما إذا كانت المهمة يتم تنفيذها بطريقة تحفظ الطاقة وتجنب الإصابة.
هذا الاعتبار مهم بشكل خاص عندما يحد الضعف الجسدي بشكل كبير من التنقل. كما قد لا تكون استراتيجيات مساعدة الطفل البالغ من العمر 5 سنوات في الاستحمام وارتداء الملابس واستخدام المرحاض آمنة لظهر الوالد عندما يصبح مراهقًا. كما أن معرفة المعالج المهني بالحلول التكيفية للرعاية الذاتية، مثل مثبتات الفيلكرو أو إذا كان توازن الوقوف صعبًا للغاية. لذلك، فإن ارتداء الملابس أثناء الجلوس يمكن أن يكون مفيدًا جدًا للآباء وخاصة الآباء لأول مرة.
كما يجب أن يكون أي وقت إضافي يطلب فيه المعالج من الوالد أن يقضيه في تدريس خطوات جديدة في الرعاية الذاتية استجابة لاحتياجات الوالد المحددة. بالإضافة إلى ذلك، يجب تبرير الجهد بالأدلة على أن الروتين المتغير لديه فرصة جيدة لإحداث تغيير فوري. كما يجب تقديم اقتراحات بديلة بسرعة عندما لا تعمل تقنية معدلة.
كما يجب أن يكون الهدف من توصيات العلاج المهني هو إفادة الأسرة بأكملها من خلال زيادة استقلالية الطفل بأقل تكلفة في الوقت والطاقة للوالدين. وقد يتطلب الاستقلال في مهن الرعاية الذاتية في كثير من الأحيان ممارسة متكررة حتى يصبح الأداء وعادة. يمكن أن يساعد المعالجون المهنيون الآباء على تعزيز جهود الطفل في الاستقلالية.
كما تزداد الاستمرارية في مهن الرعاية الذاتية المتكررة بشكل متكرر، مثل استخدام المرحاض وتناول الطعام بالأواني، وعندما يبدأ المعالج المهني التواصل مع المعلم وأولياء الأمور وغيرهم. قد يخدم هذا الغرض دفتر ملاحظات يحمله الطفل بين المدرسة والمنزل.

2- المشاركة في الأنشطة الترفيهية والترويحية:

إن قدرة الأسرة على إشراك أفراد الأسرة في الأنشطة الترفيهية والترويحية هي نتيجة لعملية متعددة الأبعاد تشمل أسرة المجتمع والطفل المعاق. كما أن أحد العوامل التي يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على المشاركة هو توفر برنامج شامل، حيث يدعم الأقران وقادة النشاط قدرة الطفل على المشاركة.
كما أن هناك عوامل أخرى، مثل مدى إدراك الوالدين للقبول من الأصدقاء والجيران وكيف ينظر الآباء إلى كونهم نشيطين، بشكل غير مباشر تحدد ما إذا كانت العائلات تختار المشاركة في الأنشطة الترفيهية في المجتمع.
أحيانًا ما يحد آباء الأطفال الذين يعانون من تأخر في النمو ومشاكل سلوكية من اصطحاب أطفالهم إلى المجتمع استجابةً لردود الفعل السلبية لأشخاص آخرين. كما تؤثر الموارد، مثل المال لشراء المعدات ووقت نقل الأطفال، على مدى مشاركة الأسرة في الأنشطة الترفيهية. كما ستجد العائلات القادرة على تحمل تكاليف الإجازات أن العديد من المتنزهات أصبحت أكثر ملاءمة لاحتياجاتهم.
يمكن للمعالجين المهنيين التعبير عن احترامهم لقيمة الترفيه والتسلية من خلال تضمينها في خطط التقييم والتدخل. كما يمكن أن يقترح المعالجون المهنيون معدات مكيفة يمكن للطفل استخدامها لجعل الأنشطة الترفيهية ممكنة. ومع إقرار قانون الأمريكيين ذوي الإعاقة في عام 1990، أصبح المزيد من الفرص الترفيهية متاحة لذوي الإعاقة. وغالبًا ما تتوفر المعلومات حول الأنشطة الترفيهية المجتمعية في النشرات الإخبارية المحلية أو على مواقع الويب.
كما يمكن للمعالجين المهنيين ملاحظة الأنشطة التي يمكن الوصول إليها والمناسبة للأطفال ذوي الإعاقة، كما يمكنهم أيضًا اقتراح استراتيجيات لجعل نزهات الأسرة أكثر نجاحًا، مثل توفير سماعات رأس لطفل لديه حساسية سمعية. ويمكن للممارسين أيضًا مساعدة الآباء على إنجاز مهام تقديم الرعاية بكفاءة لتوفير المزيد من الوقت للاستجمام. كما يمكن أيضًا أن تدعم جدولة برامج العلاج والتثقيف في الأوقات التي تسمح للعائلات بالمشاركة في الأنشطة الترفيهية وظيفة الأسرة.

3- التنشئة الاجتماعية والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية:

التنشئة الاجتماعية ليست ضرورية فقط للصحة ولكنها آلية مهمة لإعداد أفراد الأسرة لدخول مجموعتهم الثقافية والمشاركة في الأنشطة المجتمعية. حيث أفادت معظم أسر الأطفال ذوي الإعاقة، وخاصة الأطفال الذين يعانون من مشاكل السلوك، أن فرص المشاركة في المجتمع قليلة للغاية. كما ترى العائلات أنها الوكلاء الاجتماعيون الوحيدون لأطفالهم لأن الأنشطة الاجتماعية المجتمعية ببساطة لا تستوعب أطفالهم .
بالإضافة إلى ذلك، قد يتفاعل الأطفال ذوو الإعاقة بشكل متكرر مع البالغين أكثر من أقرانهم، خاصة إذا كان لديهم مساعدين في الفصل. كما قد يؤدي التفاعل المستمر مع البالغين لاستبعاد الأقران إلى تفاقم مشاعر عدم الكفاءة الاجتماعية في التفاعلات مع الأقران. بالاضافة إلى ذلك، يجب أن تركز البرامج التعليمية والتدخلية مزيدًا من الاهتمام على مساعدة الصداقات في التطور والازدهار.
قد تخلق إعاقة الطفل أيضًا حواجز أمام فرص الوالدين في التواصل الاجتماعي. وغالبًا ما تشعر عائلات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة أن لديهم وقتًا أقل يقضونه في المشاركة في الأنشطة الاجتماعية. ونظرًا لصعوبة ترتيب رعاية الأطفال ويجب إعدادها مسبقًا، نادرًا ما يكون الاستفادة من الفرص الاجتماعية التلقائية ممكنًا. كما قد يكون من الصعب بشكل خاص إدارة من يتصرفون أو يظهرون سلوكيات تخريبية في المواقف الاجتماعية.
غالبًا ما يجد الآباء أنه من المفيد تكوين صداقات مع الآباء الآخرين الذين يمرون بظروف مماثلة. ولقد وجدت عدد من الدراسات أن زيادة الدعم الاجتماعي ترتبط بوظيفة أسرية أكثر صحة ومستويات أقل من التوتر. كما نفذ الباحثون برنامجًا لأمهات الأطفال ذوي الإعاقة لمعالجة مخاوفهم وصعوباتهم في الروتين اليومي والتكيف. وقد تم تشجيع الأمهات على تقديم الدعم العاطفي لبعضهن البعض ومساعدة بعضهن البعض في حل معضلات محددة في الروتين اليومي.
لقد أدركوا أنهم غيروا صورتهم الذاتية واستراتيجيات التأقلم من خلال المشاركة في جلسات المجموعة. كما قد وضعوا قيمة كبيرة لامتلاكهم “فرصة داعمة لمناقشة مشاعرهم وأفكارهم في مكان غير محكم ومريح” التي تجعل الحياة اليومية أسهل وتساعدهم على التكيف مع التوتر وتعطيهم موقفًا أكثر إيجابية تجاه أطفالهم. كما يبدو أن هذه أشكال الدعم الاجتماعي ذات أهمية مساوية أو أكبر للعائلات من الخدمات المهنية.

4- تعزيز الاستعداد للعيش المجتمعي:

تعرب أسر الأطفال ذوي الإعاقة عن مخاوفهم بشأن مستقبل أطفالهم، لا سيما بمجرد تركهم المدرسة. كما أنهم قلقون من أن أطفالهم لن يتمتعوا بالمهارات الحياتية اللازمة للعيش بشكل مستقل. حيث أنه عندما يصبح الأطفال مراهقين ثم شبابًا، يحتاج الآباء إلى معلومات حول ترتيبات المعيشة الممكنة في المجتمع.
في كثير من الأحيان، يكون الشباب قادرين على مغادرة المنزل ولكنهم يحتاجون إلى أشخاص داعمين وترتيبات للإشراف والمراقبة على المدى القصير أو الطويل. كما قد لا يكون لدى هؤلاء الشباب العديد من الخيارات وقد تكون الخيارات مقيدة بشكل مفرط (لتأمين التمويل) أو قد لا توفر إشرافًا كافيًا. كما يشدد آباء الشباب ذوي الإعاقة على الحاجة إلى المعلومات حول الإسكان، ولا سيما ترتيبات المعيشة المبتكرة والمدعومة. ولكي ينجح هؤلاء الشباب في العيش في المجتمع مع الدعم، تحتاج العائلات إلى المساعدة في العثور على رفقاء السكن والأشخاص الداعمين الآخرين والتمويل وترتيبات الإشراف والمراقبة.
بالاضافة إلى ذلك يواجه الشباب ذوو الإعاقة العديد من التحديات في العثور على عمل والحفاظ عليه. ومع ذلك، فإن النماذج الجديدة التي تدعم أداء العمل وتساعد الحياة المجتمعية قد أظهرت نجاحًا، كما قد تحتاج العائلات والمهنيون إلى العمل معًا للدعوة إلى تغييرات في المجتمع لخلق فرص للشباب الكبار ليصبحوا أعضاء عاملين ومنتجين في المجتمع.

المصدر: كتاب" مقدمة في العلاج الوظيفي" للمؤلفة سمية الملكاويكتاب" إطار ممارسة العلاج الوظيفي" للمؤلفة سمية الملكاويكتاب" اسس العلاج الوظيفي" للمؤلف محمد صلاحكتاب"dsm5 بالعربية" للمؤلف أنور الحمادي


شارك المقالة: