العلاج الوظيفي وكيفية تأثير العوامل البيئية أو السياقية على التنقل

اقرأ في هذا المقال


العلاج الوظيفي وكيفية تأثير العوامل البيئية أو السياقية على التنقل:

لإجراء تقييم شامل لقدرة الشخص على التحرك في العالم، يتطلب من المعالج أن يأخذ في الاعتبار ليس فقط قدرة الشخص على الحركة ولكن أيضًا الوجهة المرغوبة والسياق الذي ستحدث فيه الحركة.

قد يتأثر التنقل بشكل مختلف في السياقات البيئية المختلفة للفرد، لذلك، يجب على المعالج مراعاة مهارات التنقل في جميع البيئات ذات الصلة. على سبيل المثال، قد يحتاج المريض المصاب بسكتة دماغية إلى كرسي متحرك خارج المنزل ولكن يمكنه التنقل في أرجاء المنزل بمساعدة جهاز تقويم العظام مثل عصا. كما قد يحتاج مريض آخر أصيب بجلطة دماغية إلى كرسي متحرك للتنقل داخل المنزل وخارجه أيضًا. لكل من هؤلاء المرضى، يجب اعتبار الكرسي المتحرك كأداة تنقل ضرورية.

يعتبر التنقل الوظيفي التمشي مع أو بدون جهاز مساعد أو دفع كرسي متحرك يدوي أو تقنيات تشغيل آمنة للتنقل بالطاقة. حيث أن التدريب الأولي على مهارات التنقل في بيئة علاجية خاضعة للرقابة هو الأساس لتعزيز سلامة المريض والأداء المستقل في نهاية المطاف في المنزل والمدرسة ومكان العمل والبيئات الأخرى.

ستتم المرحلة الأولى من تدخل الحركة الوظيفية في بيئة يسهل الوصول إليها في غرفة المستشفى أو عيادة العلاج. كما تنظر المرحلة الثانية في تنقل المريض بالنسبة إلى منزله الفعلي والمجتمعات المختارة وهو أمر بالغ الأهمية لتخطيط الخروج. كما قد لا يتكون السياق البيئي للمريض من طوابق مستوية أو سجادة منخفضة الوبر أو قطع سهل للأرصفة أو مداخل منحدرة بشكل جيد للمستشفيات ومرافق إعادة التأهيل.

قد تكون التضاريس الخارجية حول المنزل عبارة عن أوساخ ناعمة أو رمل أو عشب كثيف. كما قد يتم إعاقة التمشي الوظيفي باستخدام أجهزة تقويم العظام أو أجهزة التنقل مثل الكرسي المتحرك بسبب الممرات والمداخل الضيقة للمنزل. كما قد يضطر المريض إلى الانتقال إلى سرير مائي أو مرتبة ناعمة بدلاً من سطح ارتفاع قابل للتعديل لسرير مستشفى ثابت. وقد لا يكون هناك دش الاستحمام، لذلك المريض يضطر إلى تعلم كيفية استخدام حوض استحمام عادي مع مقعد حوض.

حتى إذا تم تفريغ المريض في بيئة معيشية مساعدة، يجب السعي للحصول على أقصى قدر من الاستقلال في التنقل لتلك البيئة. سواء كان المريض يمشي أو يستخدم كرسيًا متحركًا ولديه وضع مثالي أم لا، فمن الأهمية بمكان معرفة بيئة العالم الحقيقي لذلك الشخص، لذا فإن خطة التدخل للتنقل والنتائج النهائية ستكون ذات قيمة حقيقية ومعنى للمريض.

وبالتالي، فإن المرحلة الثانية من التدخل تأخذ في الاعتبار البيئات الفعلية التي سيعود إليها المريض بحيث يمكن إجراء التدريب الواقعي باستخدام بيئات وهمية تم إنشاؤها في عيادة العلاج أو في بيئات محاكاة داخل مرفق العلاج أو حوله.
تتناول المرحلة الثالثة من التدخل تنقل المجتمع ويجب أن تأخذ في الاعتبار تحديد المريض لمجتمعه وأنماط السفر المختارة أو المتاحة. كما يشمل السياق البيئي بأكمله الخروج من المنزل واستخدام الفناء والحي ومواقع المجتمع التي يعمل فيها الشخص ويذهب إلى المدرسة، كما يشارك في الأحداث العامة أو الثقافية أو الدينية أو يشارك في التصويت أو التسوق.

بناء مهارة للتنقل:

  • التحرك في الفضاء المباشر، مثل التدحرج من وضعية الاستلقاء إلى وضعية الانبطاح أو تغيير موضع الجذع والأطراف أو الانتقال من وضعية الاستلقاء إلى وضعية الجلوس.
  • التحرك في السرير لوضع الجسم أو المهام اليومية الأساسية مثل الضماد أو فحص الجلد.
  • الانتقال من السرير إلى المناطق المحيطة مثل الحمام لأنشطة النظافة.
  • التحرك حول المستوى الذي يمكن الوصول إليه من بيئة العلاج من أجل تدخل مهارات الأداء أو من أجلمهام الحياة اليومية الأخرى مثل أنشطة المطبخ أو التغذية.
  • التحرك على التضاريس غير المستوية للبيئة الخارجية.
  • التنقل في منزل المريض وبيئة الحي.
  • التحرك حول البيئة المجتمعية المختارة.

أهمية نهج الفريق متعدد التخصصات:

يعد العمل الجماعي بين العلاج المهني والتخصصات الأخرى أمرًا مهمًا لتخطيط التدخل في التنقل بحيث يمكن لجميع التخصصات مشاركة رؤية نتائج التدخل المستهدفة للتنقل والتي تكون واقعية. كما قد يكون لكل من العلاج الوظيفي والعلاج الطبيعي أهداف تتعلق بالتنقل، ومع ذلك، سيعالج كل تخصص وجهًا مختلفًا من التنقل وسيستخدم أساليب وتقنيات مختلفة لاستعادة الكفاءة في التنقل. على سبيل المثال، سيتناول المعالج الفيزيائي قدرة المريض على الوقوف بينما يعالج المعالج المهني قدرة المريض على الوقوف لفترة من الوقت لإكمال نشاط مثل غسل الأطباق في حوض المطبخ.

سيتناول المعالج الفيزيائي قدرة المريض على المشي بتوازن جيد وتقنية مشية جيدة، بينما سيتناول المعالج المهني قدرة المريض على التجول في المطبخ لطهي وجبة أو في غرفة غسيل تحمل بياضات متسخة. كما يجب أن يعرف كل تخصص أهداف واستراتيجيات تدخل الآخر من حيث صلتها بالتخطيط للنتائج المستهدفة في التنقل الوظيفي والمجتمعي. حيث يقضي الاتصال بين أعضاء الفريق على الازدواجية غير الضرورية ويعزز انتقال المهارات.

يجب أن يتأثر الاتجاه الذي يتخذه المعالج المهني في متابعة مهام الحياة اليومية بإنجازات المريض في العلاج الطبيعي مع أداء الأطراف السفلية والتمشي. على العكس من ذلك، قد يؤثر الاستقلال في حركة السرير التي تحققت في العلاج المهني على التوازن ونقل التدريب في العلاج الطبيعي.

قد يستغرق تحقيق أهداف العلاج الطبيعي التي تعتبر مهارات تمهيدية لتدخل الحركة الوظيفية عدة أسابيع، لذلك خلال هذا الوقت، يعمل المعالج المهني على المهام التي لا تتطلب مستوى عالٍ من قوة الأطراف السفلية وتوازن الجذع والقدرة على التحمل. على سبيل المثال، المريض الذي يُتوقع منه المشي عند الخروج سوف يؤدي في البداية مهام الحلاقة أو المطبخ أثناء الجلوس.
عندما يكون المريض قد حقق التسامح الدائم والتوازن في العلاج الطبيعي، يمكن للمعالج المهني أن يدمج الوقوف في أنشطة مثل أنشطة الاستمالة في حوض الحمام وغسل الأطباق في حوض المطبخ. وعندما يتقرر أن المريض سيستخدم كرسيًا متحركًا عند خروجه من المستشفى، يعمل المعالج المهني على تعليم المريض كيفية دفع الكرسي المتحرك وأداء الأنشطة من الكرسي، مثل ارتداء الملابس والطهي.
إذا كان المريض يعمل بجهاز تقويم العظام، ولكنه محدود، يجب على المعالج المهني دمج الجهاز في أهداف التدخل للتنقل الوظيفي والمجتمعي. على سبيل المثال، يجب على الشخص الذي يستخدم عصا أو مشاية أن يتعلم المناورة في المطبخ باستخدام هذا الجهاز أثناء الطهي.

المصدر: كتاب" مقدمة في العلاج الوظيفي" للمؤلفة سمية الملكاويكتاب" اسس العلاج الوظيفي" للمؤلف محمد صلاحكتاب" dsm5 بالعربية" للمؤلف أنور الحماديكتاب"إطار ممارسة العلاج الوظيفي" للمؤلفة سمية الملكاوي


شارك المقالة: