المشيمة المنزاحة وما هي أسبابها

اقرأ في هذا المقال


يحدُث انغِراس المشيمة في مُعظم الحالات في الجزء العلوي من الرَّحِم بعيداً عن عُنق الرَّحِم عندما يتمُّ الانغِراس في الجزء المُنخَفض من الرَّحم بالقُرب من الثُغر الداخِلي لعُنق الرّحِم، ومن المُمكن أن تُغطي فيها المشيمة فتحة عُنق الرَّحِم، وتُسمَّى في هذه الحالة المشيمة المُنزاحة.

تحدث المشيمة المنزاحة عندما تتمركز المشيمة في الجزء السفلي من الرحم، مغطية عنق الرحم جزئياً أو كلياً. هذا التوضع يمكن أن يؤدي إلى تداولات صحية خطيرة للأم والجنين، وقد يستلزم تدخل طبي فوري.

أسباب الإصابة بالمشيمة المنزاحة

المشيمة المنزاحة تحدث نتيجة لتثبيت المشيمة في موقع غير طبيعي داخل الرحم، ويمكن أن تكون هناك عدة أسباب لحدوث هذه الحالة. إليك بعض الأسباب المحتملة للإصابة بالمشيمة المنزاحة:

  1. عوامل عامة: بعض العوامل العامة قد تزيد من احتمالية حدوث المشيمة المنزاحة، مثل الحمل في سن متقدمة أو حمل متعدد (توأم أو أكثر).
  2. تداخل الأوعية الدموية: في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي تداخل الأوعية الدموية بين المشيمة وجدار الرحم إلى حدوث المشيمة المنزاحة.
  3. التداخل مع ندبات سابقة: إذا كان هناك ندبات أو تداخل مع الأنسجة الندبية في جدار الرحم نتيجة لعمليات جراحية سابقة، قد يزيد ذلك من خطر المشيمة المنزاحة.
  4. تداخل مع الرحم الأملس: في بعض الحالات، يمكن أن يحدث تداخل بين المشيمة والجدار العضلي للرحم، وهذا قد يساهم في المشيمة المنزاحة.
  5. التداخل مع نشاط الرحم: قد يكون نشاط الرحم الزائد أحد العوامل التي تسهم في تحريك المشيمة من مكانها الطبيعي.
  6. التداخل مع التصاقات الجنين: في بعض الحالات، يمكن أن يتسبب التصاق الجنين بالمشيمة في حدوث المشيمة المنزاحة.
  7. التداخل مع عوامل وراثية: قد تكون هناك عوامل وراثية قد تزيد من احتمالية الإصابة بالمشيمة المنزاحة، خاصةً إذا كانت هناك سجلات عائلية بهذه الحالة.

توضح هذه الأسباب التعقيد الكبير لعملية الحمل وكيف يمكن أن تتأثر الأمور بعوامل متعددة. يظهر التفاعل بين هذه العوامل والتاريخ الطبي للأم دورًا هامًا في فهم وتشخيص المشيمة المنزاحة واتخاذ الخطوات اللازمة للرعاية والعلاج.


تشخيص المشيمة المنزاحة

يتم تشخيص المشيمة المنزاحة عادةً من خلال الفحوصات الطبية، مثل الأشعة التلفزيونية أو الموجات فوق الصوتية. في حال تأكيد التشخيص، يعتمد العلاج على درجة المشيمة وتأثيرها على الحمل.

  1. المراقبة الدقيقة: يمكن أن يتم تحت المراقبة الطبية الدقيقة للمشيمة المنزاحة، وتحديد مدى تأثيرها على الحمل.
  2. الراحة الكاملة: في بعض الحالات، يُنصح بالراحة التامة للحماية من التوتر والضغوط الزائدة.
  3. الولادة القيصرية: في حالات المشيمة المنزاحة الشديدة أو في حالة حدوث نزيف خطير، قد يُنصح بإجراء عملية قيصرية للتقليل من المخاطر.

يتم اكتشاف وجود المشيمة المُنزاحة عن طريق الموجات فوق الصوتية في مرحلة مبكرة من الحِمل، حيث إنَّ المشيمة تُغَطِّي فتحة عُنق الرَّحم في مُعظم الحالات وتزول بعد الولادة.

مضاعفات المشيمة المنزاحة

  • النزيف، يُمكن أن يكون من الأم أو من الجنين نَفسِهِ أو من كليهما ممَّا يُشَكِّل خطراً على حياتهما.
  • الولادة المبكرة، الحاجة لأنَّ تنجب المرأة والجنين ما زالَ خديجاً، ممّا يعرض الجنين لمضاعفات الخداج.
  • إصابة الأم بتخثُّر الدم نتيجة النزيف الحاد.
  • خطر استِئصال الرّحم بِسبب عدم قدرة الرّحم على التقلُّص بشكل طبيعي وإيقاف النزيف.

علاج المشيمة المنزاحة:

يتم تحديد نوع العلاج بالانتباه إلى نوع المشيمة المنزاحة، وعمر الحمل، والأعراض السريرية.

  • إذا تمّ تشخيص المشيمة المنزاحة بواسطة فحص الأمواج فوق الصوتية في الثلث الثاني من الحمل فإنَّ هناك فرصة جيدة لتنتَقل المشيمة حتى موعد الولادة، وتَكون الولادة طبيعية.
  • إذا كانت المشيمة المنزاحة باتِّجاة عُنق الرًحم بالكامل فإنَّ الوضع لن يتغيَّر، يتمّ التَّخطيط لإجراء عملية قيصرية.
  • المشيمة المنزاحة التي تُكتشف بعد النَّزيف في الأشهر الأولى من الحمل بحاجةٍ إلى مراقبةٍ مستمرةٍ طيلة فترة الحمل؛ لمنع حدوث خطر للأم والجنين.

تأثيرات المشيمة المنزاحة

  1. نزيف: يمكن أن يؤدي وضع المشيمة إلى النزيف، خاصةً خلال فترة الولادة. هذا يمكن أن يكون خطراً على الحياة للأم والطفل.
  2. تدني تدفق الدم: يمكن أن يقلل المشيمة المنزاحة من تدفق الدم إلى الجنين، مما يؤثر على توفير الأكسجين والغذاء اللازمين لنموه.
  3. تأخر في النمو الجنيني: يمكن أن يسبب قليل من التدفق الدمي إلى الجنين تأخرًا في نموه، مما قد يؤثر على صحته بشكل عام.
  4. التسارع في الولادة: قد يزيد وضع المشيمة من خطر ولادة مبكرة، مما يعزز التحديات التي قد تواجه الطفل المولود في هذا الوقت.

في الختام، يظهر الأهمية الكبيرة للتشخيص المبكر ورعاية طبية فعّالة للتعامل مع المشيمة المنزاحة. تبقى الفحوصات الدورية والمتابعة الطبية الدقيقة جزءاً حيوياً من تحقيق نتائج صحية جيدة للأم والجنين.

كما يبرز التفاعل الهش بين المشيمة وعملية الحمل حيث يمكن أن تسهم المشيمة المنزاحة في إضافة تحديات إلى الرحلة الفريدة للحمل. يظهر الأمل في التقدم الطبي والرعاية الطبية المتقدمة للنساء اللواتي يواجهن هذه التحديات. بتشخيص دقيق وعلاج فعّال، يمكن تحقيق تجارب حمل صحية وناجحة. يُحث الأطباء وفرق الرعاية الصحية على الوعي المستمر حول مثل هذه الحالات وضرورة التشخيص المبكر لتوفير الرعاية المثلى للأمهات والأطفال. من خلال فهم عميق وتوجيهات طبية دقيقة، يمكن تحسين فرص الولادة السليمة وصحة الأسرة بشكل عام.


شارك المقالة: