انخفاض درجة حرارة الرضيع

اقرأ في هذا المقال


يمتلك الشخص البالغقدرة على المحافظة على درجة حرارة جسمه ضمن المعدل المطلوب ما بين 36.1-37.2 درجة مئوية عن طريق جزء من الدماغ يسمى الوطاء أو تحت المهاد، إلّا أنَّ هذا النظام يعتبر غير مكتمل النمو عند الأطفال حديثي الولادة وهذا ما يجعلهم معرضين بشكل خاص لتغير في درجات الحرارة، وقد تم الحديث في مقالات أخرى عن ارتفاع درجة الحرارة، الآن سيتم التحدث عن انخفاض درجة الحرارة عند الأطفال الرضع في هذا المقال.

انخفاض درجة حرارة الطفل

التعريف المعتمد لمنظمة الصحة العالمية “WHO” لانخفاض درجة الحرارة هو: انخفاض درجة حرارة الطفل الأساسية عن 36.5 درجة مئوية، ويتم تقسيمه الى ثلاثة فئات اعتمادًا على الخطورة كما يلي:

  • بين 36 و 36.4 درجة مئوية (أقلها خطورة )  mild.
  • بين 35.9 و 32 درجة مئوية (معتدل) moderate.
  • أقل من 32 درجة مئوية، (الأكثر شدة)  sever.

لماذا يعد أطفال الخداج أكثر عرضة لانخفاض درجة الحرارة؟

الأطفال الخدج معرضون بشكل خاص لانخفاض درجة حرارة الجسم لعدّة أسباب كما يلي:

  • لديهم مساحة سطح كبيرة بالنسبة إلى وزنهم، حيث يتم فقد مقدار أكبر من الحرارة (متعلق ذلك بمساحة السطح) يفوق توليد الحرارة (المتعلق بالوزن).
  • جلدهم رقيق ويتم فقد الحرارة عبر الجلد، لذا فإن فقدان الماء عبر الجلد مهم في الأسبوع الأول من العمر لتحديد مقدار خطورة التعرض لانخفاض درجة الحرارة.
  • لديهم القليل من الدهون تحت الجلد للعزل لمنع فقدان درجة الحرارة.
  • غالبًا ما يتم رعايتهم وهم عراة وهذا يعرضهم بشكل أكبر لفقد الحرارة.
  • لا يمكنهم الحفاظ على الحرارة عن طريق الالتفاف أو توليد الحرارة عن طريق الارتعاش.
  • نظام الجسم للحفاظ على درجة الحرارة غير مكتمل لديهم.
  • ليس لديهم القدرة على التعبير عن مشاعرهم وما لديهم من أعراض مما يؤخر اكتشاف انخفاض الحرارة لديهم.

أسباب انخفاض درجة الحرارة عند الرضيع

نعلم أن الطفل تحديداً أطفال الخداج غير قادرين على تنظيم درجة حرارة أجسامهم لذلك فإنَّ انخفاض بسيط في درجة حرارة المحيط قد يؤدي إلى انخفاض في درجة حرارة الطفل ومن هذه الأسباب ما يلي:

  • عدم تجفيف الطفل بشكل جيدبعد الاستحمام أو إبقاؤه لفترات طويلة داخل الماء.
  • عدم ارتداء الملابس الكافية/ البطانية المناسبة لحرارة الجو.
  • بعض الالتهابات مثل التهاب السحايا، في العادة يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة ولكن في بعض الأحيان قد يؤدي إلى انخفاض درجة الحرارة وحينها يكون المرض أكثر خطورة.
  • مرض إنتان تعفن الدم أو ما يؤدي إليه مثل الأطفال الذين لديهم تاريخ في تمزق الأغشية المبكر الذي يؤدي إلى مرض تعفن الدم.
  • التدفئة المحلية غير الكافية.
  • عدم قياس درجة الحرارة بالطريقة الصحيحة مما يؤدي إلى نتائج خاطئة.
  • عدم الوعي للتدابير الوقائية لتجنب انخفاض درجة الحرارة.
  • قصور الغدة الدرقية الخلقي.
  •  الأمراض التي تعرض الحاجز الجلدي للخطر مثل انشقاق البطن الخلقي، عيوب الأنبوب العصبية.
  • خلل في الجهاز العصبي خصوصاً في المناطق المنظمة لدرجة الحرارة لأسباب مثل النزيف الدماغي، نقص التروية للدماغ.

أعراض انخفاض درجة الحرارة عند الرضيع

أعراض انخفاض درجة الحرارة لا تظهر إلَّا بعد انخفاض الحرارة أقل من 34 درجة مئوية، وهذه الأعراض عند البالغين تبدأ بالرجفة وصك الأسنان، ثم عدم الاتزان وحركات غير متناسقة، لعثمة الكلام، تشويش التفكير، ضعف النبض، سرعة التنفس، وفي النهاية قد يؤدي إلى فقد الوعي.

أما عند الأطفال الرُّضَّع فإن الأمر مختلف حيث أنّ الطفل غير قادر عن التعبير عن هذه الأعراض ومن أعراض انخفاض درجة الحرارةعند الرضيع هي برودة الجسم وتلوُّنه باللون الأحمر الفاتح، أو الأبيض، النعاس المفرط، فقدان الشهية حيث يؤدي انخفاض حرارة الجسم إلى زيادة استهلاك الطاقة وقد يؤدي إلى نقص الأكسجين ونقص السكر في الدم والفشل في زيادة الوزن ويؤثر على النمو ووظائف الأعضاء، وهو عامل خطر مستقل للوفاة بعد الولادة بفترة وجيزة.

مضاعفات انخفاض درجة حرارة الطفل الرضيع

  • زيادة احتمالية حدوث الالتهابات، لدى الخدج خاصة.
  • مشكلات في التخثر، حيث أن انخفاض الحرارة الشديد يؤدي الى زيادة احتمالية حدوث نزيف داخلي.
  • الحماض الأيضي metabolic acidosis.
  • داء الغشاء الهياليني أو متلازمة الضائقة التنفسية.
  •  نزيف في النظام البطيني للدماغ IVH.
  • أعراض عصبية.
  • انخفاض شديد في الضغط.

التشخيص والعلاج لانخفاض درجة الحرارة

يتم تشخيص انخفاض درجة الحرارة عن طريق ميزان حرارة لقياس درجة حرارة الجسم الأساسية core body temperature، والعلاج يكون عن طريق أولاً تجنب المسبب لانخفاض درجة الحرارة ثم تدفئة جسم الرضيع بالطرق المتاحة من حاضنة وتجفيفه وعدم تعريضه للجو البارد وملامسته لجسم والدته.

الوقاية من انخفاض درجة الحرارة عند الرضيع

من الإجراءات الروتينية لحديثي الولادة أن تتم تدفئة الطفل وذلك من خلال تجفيف الطفل بمنشفة وملامسة الجلد للأم والطفل، وتغطية الطفل بما في ذلك الرأس، وتأخير استحمام الطفل، لكن لأنَّ أطفال الخداج معرضون بشكل خاص لانخفاض درجة الحرارة لذلك يجب بذل جهود لإبقاء الطفل دافئاً أثناء الإنعاش، حيث أنّهيجب وضع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 30 أسبوعًا أو ذو الوزن المنخفض باستثناء الوجه في كيس بلاستيكي أو لفهم بغطاء بلاستيكي شفاف دون أن يجفوا للسماح للبلاستيك بالتشبث بالجلد.

ويمكن أيضاً لمصدر حرارة مشع من طاولة الإنعاش، الحاضنة و / أو المرتبة الحراريةأن يسخن الطفل في الكيس، والذي يعمل تقريبًا مثل طبقة أخرى من الجلد عن طريق تجنب فقدان الحرارة التبخيري، حيث أنّ الحاضنات تقوم بتوفير الرطوبة المحيطة مما يقلل من فقدان الحرارة عبر الجلد بالتالي يمنع حدوث انخفاض في درجة الحرارة بدون تعريض الطفل لارتفاع درجة الحرارة.

المصدر: Netters pediatrics, by Todd A.Florin and Stephen ludwig,5th editionIllustrated textbook of pediatrics,by Tom lissauer and Will Carroll ,5th editionHutchison’s paediatrics ,by Krishna M Goel and Devendra K Gupta,second editionNelson essential of pediatrics ,by Karen Marcdante and Robert Kliegman,8th edition


شارك المقالة: