تدخلات العلاج الوظيفي في التدخل المبكر

اقرأ في هذا المقال


تدخلات العلاج المهني:

النتائج الأساسية لتدخل العلاج المهني للرضع والأطفال الصغار هي اللعب، بما في ذلك اللعب بالأشياء واللعب الاجتماعي، المشاركة الاجتماعية، بما في ذلك التفاعلات بين الوالدين والطفل والتفاعل بين الأقران والتفاعلات الجماعية والعناية بالنفس مثل الأكل والنوم. وقد تم وصف مبادئ واستراتيجيات التدخل لكل مجال في هذا المقال.

يعد اللعب عنصرًا أساسيًا في العلاج المهني لطفل صغير وقد تم تعريفه على أنه وسيلة تدخل (استراتيجية لتعزيز التقدم النمائي) و(هدف نتيجة مهنية). لذلك، تعمل تدخلات العلاج المهني على تحسين نتائج اللعب واستخدام اللعب كوسيلة علاجية السياق لتعزيز المهارات التنموية.

اللعب كنتيجة للتدخل:

اللعب هو مهنة الطفل الأكثر أهمية، يمكن أن يكون اللعب استكشافيًا أو رمزيًا أو إبداعيًا أو تنافسيًا بطبيعته، يمكن أن يكون تعلم كيفية اللعب هدفًا للتدخل، خاصة للأطفال ذوي الإعاقات الكبيرة التي تؤثر على مجالات أداء متعددة. وقد لا يطور الأطفال الذين يعانون من إعاقات متعلقة بالطب مهارات اللعب بسبب محدودية الفرص بسبب مكوثهم في المستشفى لفترات طويلة أو الاتصال بالتكنولوجيا الطبية أو ضعف الوظيفة البدنية.

قد يُظهر الأطفال الدارجون المعرضون لخطر التوحد لعبًا جامدًا أو نمطيًا يفتقد إلى العناصر الاجتماعية والتخيلية المهمة كما قد يعاني الأطفال المصابون باضطرابات حركية من قدرة محدودة على التعامل مع الأشياء أو حركتها للمشاركة بشكل كامل في اللعب الحسي الحركي. وقد يعاني الأطفال الآخرون من عجز في اللعب بسبب القيود المعرفية أو الصعوبات في التفاعلات الاجتماعية. لزيادة بدء الطفل ومشاركته في اللعب، يقوم المعالج المهني بنمذجة المرح في التفاعلات مع الطفل سواء كانت لعبة الغميضة أو هدم جدار تخيلي أو البحث عن كنز في الرمال، يجب أن يثير النشاط شعوراً بالمتعة والمتعة.

اللعب كوسيلة لتعلم مهارات معينة:

تسمح مشاركة الطفل في أنشطة اللعب له أو لها بممارسة المهارات التنموية المتقنة وتعلم مهارات جديدة. المهارات التي هي أساس المشاركة في المهن الأخرى، مثل القدرة على التلاعب بالأشياء وحل المشكلات والانضمام إلى المهام، يمكن تطويرها وممارستها أثناء اللعب. كما ينشئ المعالجون المهنيون ومقدمو الرعاية سيناريوهات اللعب التي تشجع على تنمية مهارات معينة.

تستخدم أنشطة التدخل الأشياء والمواد الموجودة عادةً في البيئة الطبيعية، بدلاً من العناصر التي يتم إحضارها إلى المنزل بواسطة المعالج المهني (على سبيل المثال، كرات العلاج) يمكن للمعالجين المهنيين أن يوضحوا لمقدمي الرعاية كيفية إنشاء الألعاب والألعاب. ومن الأشياء اليومية مثل الحاويات البلاستيكية والملاعق الخشبية وتطوير حركات ذراع محددة وتسهيل التظاهر بالعزف المتسلسل أو صنع الموسيقى أو تعزيز الاهتمام المشترك. على سبيل المثال، يلعب طفل صغير مصاب بالشلل الدماغي المفلوج حيوانات محشوة ويستخدم ذراعه المصابة لتثبيت الجذع عند الوصول إلى سلة المهملات لإزالة الألعاب.

يدعم هذا النشاط هدف العلاج المهني القائم على المحرك للطفل لدمج الذراع المصابة في اللعب ويمكن تكراره للتدرب على التكيف التدريجي (على سبيل المثال، يعانق الطفل الحيوانات قبل إعادتها إلى سلة المهملات) إنها فرصة تعلم تستخدم اللعب كما بدأه الطفل بألعابه الخاصة.

عندما يعاني الطفل من تأخيرات في الحركة، يعمل المعالج المهني مع مقدمي الرعاية لتحديد كيفية دمج الألعاب والتجارب الحسية الحركية والاستراتيجيات الأخرى المناسبة للعمر في روتين الطفل اليومي لمعالجة أوجه القصور في المهارات الحركية. فعلى سبيل المثال، قد تشجع الأسرة التي تستمتع بالمشي لمسافات طويلة طفلها الصغير على التقاط أوراق الشجر المتساقطة على الطريق ووضعها في حقيبة صغيرة، وهو نشاط يشجع على تحسين مهارات الإمساك والإفراج. كما يمكن لمقدم الرعاية في مركز رعاية الأطفال للرضع أن يلعب لعبة Peek-a-boo مع الرضيع لتشجيع الوصول والإمساك.

إشراك الطفل في اللعب:

لإشراك الرضيع أو الطفل بشكل كامل في اللعب كنتيجة أو سياق تدخل لتنمية المهارات، يقدم المعالجون الأنشطة التي تقوم بما يلي:

  •  إثارة وإشراك الطفل.
  • التشجيع والممارسة السريعة للمهارات التنموية الناشئة.
  • تعزيز تعلم مهارات المستوى الأعلى.
  • تشجيع نقل مهارات اللعب إلى أنشطة متعددة.

الإثارة والمشاركة:

يستخدم المعالجون المهنيون مجموعة متنوعة من الأساليب لتحفيز اهتمام الطفل وتحفيزهم للانخراط في نشاط اللعب. حيث أن مفتاح الاستثارة المثلى هو بيئة مريحة، مع عناصر حسية تعزز التنظيم الذاتي للطفل. بالنسبة لبعض الأطفال، قد يتطلب التنظيم الذاتي تعديلات على البيئة لتقليل الإثارة، مثل خفض الإضاءة أو إيقاف تشغيل التلفزيون أو استخدام مصادر أخرى مفضلة للمدخلات الحسية، مثل التأرجح الإيقاعي للموسيقى.

إن توفير الأنواع المفضلة ومستويات المدخلات الحسية لدى الرضيع يدعم التنظيم الذاتي والاستثارة المثلى. الرضيع الذي يتمتع بإثارة مثالية يكون يقظًا ويمكنه الانخراط في نشاط ما. طريقة أخرى لإشراك الطفل والحفاظ على الاهتمام هي استخدام الأشياء أو الأنشطة المفضلة للطفل، بالإضافة إلى أنه يمكن لمقدم الرعاية المساعدة في تحديد الألعاب والمواد والأشياء ذات الأهمية العالية. وقد يحتاج نشاط اللعب أيضًا إلى أن يكون مناسبًا من الناحية التنموية – أي على مستوى اللعب النمائي للطفل.

تتضمن ميزات نشاط اللعب الذي يمكن أن يحفز الطفل أو يثير اهتمامه الألعاب التي تحتوي على مكونات تفاعلية. الألعاب المعروف أنها مفضلة (على سبيل المثال، غالبًا ما يفضل الأطفال المصابون بالتوحد القطارات) والأنشطة المعروفة بأنها ذات مغزى شخصي وجوهرية، يجب أن يكون الدافع لذلك الطفل.

ويمكن تأكيد مغزى أنشطة اللعب من قبل الوالدين وملاحظتها في مستوى مشاركة الطفل ويمكن لسياقات اللعب المفضلة أن تخلق وتسهل التفاعلات الاجتماعية ذات مغزى بين الطفل المعوق والمعالج المهني أو مقدم الرعاية. عندما ينخرط الطفل في نشاط لعب هادف، يمكن للمعالج المهني إدخال اختلافات في اللعب أو أنشطة اللعب ذات المستوى الأعلى من حيث النمو والتي تثير وتتحدى الطفل.

السماح بممارسة المهارات التنموية الناشئة:

لأنها ممتعة، تتكرر أنشطة اللعب بسهولة وتتنوع بسهولة. وقد يستمر تركيز الأطفال المشاركين على اللعب لفترات طويلة، مما يسمح بنوع الممارسة التي يمكن أن تؤدي إلى إتقان المهارة. حيث يصمم المعالجون المهنيون أنشطة لاستهداف مهارات معينة وممارستها وتوسيعها، مثل بناء مسار قطار على السجادة أو ملء دلو رمال أو إخراج العشرات من الثعابين من (Play-Doh).

يمكن بسهولة تكييف أنشطة اللعب غير المنظمة أو تصنيفها لتعزيز استجابة الطفل ذات المستوى الأعلى (على سبيل المثال، يمكن للطفل أن يصطف أو يكدس الكتل ولكن يمكنه أيضًا إنشاء تصميمات وبناء منازل وجسور). ومن المرجح أن يتكرر نشاط اللعب الذي يتناسب جيدًا مع روتين مقدم الرعاية، بهذه الطريقة يتم دمج مهارات اللعب في الحياة اليومية للطفل والأسرة.

تعزيز مهارة المستوى الأعلى:

بينما يلعب الطفل، يقدم المعالج المهني تعزيزًا مناسبًا (وإيجابيًا عالميًا تقريبًا). نظرًا لأن اللعب غالبًا ما يكون معززًا داخليًا، فإن الحاجة إلى الثناء والتشجيع اللفظي (التعزيز الخارجي) يمكن أن تكون ضئيلة.

غالبًا ما يعزز اهتمام المعالج المهني بلعب الطفل ومراقبته؛ كما يعزز التأثير الإيجابي والمتعة تصرفات الطفل. ويمكن أن يوفر تفاعل الأقران أثناء اللعب النمذجة ويعزز بشكل طبيعي جهود الطفل.

يخطط المعالج المهني بعناية للأنشطة التي تعزز بشكل جوهري، مثل الصعود والقفز إلى الوسائد أو المشي على حافة الرصيف أو على حافة صندوق رمل أو مشاركة لعبة مع الأصدقاء. بالإضافة إلى ذلك، فإن المعالج المهني يفسر سريريًا توقيت التعزيز (أحيانًا تؤدي التغذية الراجعة المتأخرة إلى أداء الطفل المستدام)، سواء لاستخدام ملاحظات محددة أو عامة (عادةً ما يستفيد الطفل من ملاحظات أكثر تحديدًا)، ومتى تتلاشى التعليقات (مثل أن يصبح الطفل أكثر استقلالية، يعطي المعالج المهني أو مقدم الرعاية ملاحظات أقل). غالبًا ما تكون أنشطة اللعب، وخاصة اللعب الاجتماعي مع الأقران مجزية في جوهرها ويمكن أن تعزز تنمية المهارات الجديدة لمجرد أن اللعب ممتع.

المصدر: كتاب" مقدمة في العلاج الوظيفي" للمؤلفة سمية الملكاويكتاب" اسس العلاج الوظيفي" للمؤلف محمد صلاحكتاب"dsm5بالعربية" للمؤلف أنور الحماديكتاب"إطار ممارسة العلاج الوظيفي" للمؤلفة سمية الملكاوي


شارك المقالة: