تقيح الجلد الغنغريني - Pyoderma gangrenosum

اقرأ في هذا المقال


ما هو تقيح الجلد الغنغريني – Pyoderma gangrenosum؟

تقيح الجلد الغنغريني (Pyoderma gangrenosum): هي حالة نادرة تتسبب في ظهور تقرحات كبيرة ومؤلمة على الجلد، غالباً تكون على الساقين. حيث تظهر تقيح الجلد الغنغريني على شكل قرحة متضخمة ومؤلمة للغاية. كما إنها واحدة من مجموعة من الاضطرابات الالتهابية الذاتية.

حيث أن الأسباب الدقيقة لتقيُّح الجلد الغنغريني غير معروفة، ولكن يبدو أنها اضطراب في جهاز المناعة. كما أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض أساسية معينة، مثل مرض التهاب الأمعاء أو التهاب المفاصل، يكونون أكثر عرضة للإصابة بتقيح الجلد الغنغريني.

في حين يمكن أن تتطوّر تقرحات التقيح الجلدي الغنغريني بسرعة. بينما عادة ما يتم التخلص منها بالعلاج، ولكن التندب والتكرار أمر شائع. حيث أن اسم تقيح الجلد الغنغريني هو اسم تاريخي. وتعدّ هذه الحالة بأنها ليست عدوى (تقيح الجلد) ولا تسبب الغرغرينا. كما تتميز بقرحة كاملة السماكة مع حواف زرقاء مبطنة، مع ظهور آفات جديدة بعد الصدمة الموضعية.

يمثل تقيح الجلد الغنغريني ثاني أكثر المظاهر الجلدية شيوعاً لمرض التهاب الأمعاء، وهو أكثر شيوعاً من مضاعفات التهاب القولون التقرحي مقارنة بمرض كرون. حيث يرتبط تقيح الجلد الغنغريني المرتبط مع مرض التهاب الأمعاء الخفيف سريرياً، . كما ينشط مرض الأمعاء الكامن في أكثر من نصف المرضى في وقت حدوث نوبة من تقيح الجلد الغنغريني. كما غالباً ما توجد تقيح الجلد الغنغريني في الطرف السفلي ويمكن أن تكون شديدة. بينما قد تظهر أنواع تقرحية وبثرية من تقيح الجلد الغنغريني.

أعراض تقيح الجلد الغنغريني:

يبدأ تقيح الجلد الغنغريني عادةً بنتوء صغير أحمر اللون على الجلد قد يشبه لدغة العنكبوت. بينما في غضون أيام، يمكن أن يتطوّر هذا النتوء إلى قرحة مفتوحة كبيرة ومؤلمة. كما تظهر القرحة عادة على الساقين، ولكنها قد تتطوّر في أي مكان في الجسم. حيث يظهر أحياناً حول مواقع الجراحة. أما في حال وجود لعض القروح، فقد تنمو وتندمج في قرحة واحدة أكبر. حيث يجب رؤية الطبيب إذا كان هنالك إصابة بجرح جلدي مؤلم وسريع النمو.

أسباب تقيح الجلد الغنغريني:

في حين أن السبب الدقيق لتقيُّح الجلد الغنغريني غير معروف، كما تعتبر الحالة بأنها ليست معدية. حيث غالباً ما يرتبط بأمراض المناعة الذاتية مثل التهاب القولون التقرحي ومرض كرون والتهاب المفاصل، كما قد يكون لها مكون وراثي. لكن في حال الإصابة ببتقيح الجلد الغنغريني فإنه يؤدي إلى ظهور تقرحات جديدة.

حيث أن تقيح الجلد الغنغريني مرض غير شائع يصيب الذكور والإناث في أي عمر. كما يُعتقد أنه رد فعل لمرض أو حالة داخلية، حيث أنه هنالك بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالمرض وهي:

  • العمر والجنس: حيث يمكن أن تصيب هذه الحالة أيّ شخص في أيّ عمر، على الرغم من أنها أكثر شيوعاً بين العشرين و الخمسين عاماً.
  • الإصابة بمرض التهاب الأمعاء: حيث أن الأشخاص المصابون بأمراض الجهاز الهضمي مثل التهاب القولون التقرحي أو داء كرون معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بتقيح الجلد الغنغريني.
  • الإصابة باضطراب في الدم: في حين أن الأشخاص المصابون بابيضاض الدم النقوي الحاد أو خلل التنسج النقوي أو اضطراب التكاثر النقوي معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بتقيح الجلد الغنغريني.
  • التهاب المفصل الروماتويدي.

  • اعتلالات الدم النخاعية بما في ذلك اللوكيميا.
  • التهاب الكبد المزمن النشط.
  • الأورام.
  • استخدام الكوكايين المغشوش بالليفاميزول.
  • حوالي نصف المصابين بتقيح الجلد الغنغريني ليس لديهم أي من عوامل الخطر المرتبطة بها.

حيث قد تشمل المضاعفات المحتملة لتقيح الجلد الغنغريني العدوى والتندب والألم غير المنضبط والاكتئاب وفقدان الحركة.

تشخيص تقيح الجلد الغنغريني:

لتشخيص تقيح الجلد الغنغريني يجب الذهاب إلى الطبيب والتحدث معه حول التاريخ الطبي والقيام بالفحص البدني. حيث لا يوجد اختبار يمكن أن يؤكد تشخيص تقيح الجلد الغنغريني. لكن قد يقوم الطبيب بمجموعة متنوعة من الاختبارات لاستبعاد الحالات الأخرى التي قد يكون لها علامات أو أعراض مشابهة. كما قد يشمل ذلك اختبارات الدم وخزعة الجلد واختبارات أخرى.

حيث يتم تشخيص تقيح الجلد الغنغريني من خلال مظهره المميز وألمه الشديد. وعادةً ما يكون اختبار باثرجي (Pathergy) إيجابياً، وهذا الاختبار هو اختبار وخز الجلد يسبب حطاطة أو بثرة أو قرحة.

  • يجب مسح الجرح واستنباته بحثاً عن كائنات دقيقة، لكن هذه ليست سبب تقيح الجلد الغنغريني.
  • قد تكون الخزعة ضرورية لاستبعاد الأسباب الأخرى للتقرح، حيث يسبب تقيح الجلد الغنغريني ارتشاحاً التهابياً، ولكن هذا قد يكون غائباً عند العلاج.
  • لكن في الغالب لا تكون اختبارات الدم مفيدة بشكل خاص. حيث قد يكون لدى بعض المرضى الجسم المضاد السيتوبلازمي المضاد للغذاء.

علاج تقيح الجلد الغنغريني:

يهدف علاج تقيح الجلد الغنغريني إلى تقليل الالتهاب والسيطرة على الألم وتعزيز التئام الجروح والسيطرة على أيّ مرض كامن. حيث يعتمد العلاج على عدة عوامل، بما في ذلك تقييم حدة الأعراض وعدد قرح الجلد وحجمها وعمقها ومعدل نموها.

في حين قد يستجيب بعض الأشخاص جيداً للعلاج بمزيج من الحبوب أو الكريمات أو الحقن. بينما قد يحتاج البعض الآخر إلى الإقامة في المستشفى أو مركز علاج الحروق من أجل رعاية الجروح المتخصصة. كما أنه حتى بعد العلاج الناجح، من الشائع ظهور جروح جديدة.

1- الأدوية:

حيث تُعدّ الستيرويدات القشرية العلاج الأكثر شيوعاً بأخذ الجرعات اليومية منه. في حين يمكن وضع هذه الأدوية على الجلد أو حقنها في الجرح أو عن طريق الفم (بريدنيزون). كما قد يتسبب استخدام الكورتيكوستيرويدات لفترة طويلة أو بجرعات عالية في حدوث آثار جانبية خطيرة. لهذا السبب، قد يصف الطبيب الأدوية التي تحافظ على الستيرويد (غير الستيرويدية) إذا كانت هنالك حاجة إلى علاج طويل الأمد.

في حين يتم استخدام الأدوية التي تحافظ على الستيرويد والسيكلوسبورين هو دواء غير ستيرويدي فعّال. حيث تشمل الخيارات الأخرى المايكوفينوليت والأمينوغلوبين وغيرها. حيث أنه اعتماداً على نوع الدواء المستخدم يتم دهنه على الجروح أو حقنه أو تناوله عن طريق الفم. كما يمكن استخدام مسكن الآلام. حيث أنه اعتماداً على مدى الجروح، قد يمكن الاستفادة مسكنات الألم، خاصة عند تغيير الضمادات.

2- العناية بالجروح:

بالإضافة إلى وضع الدواء مباشرة على الجروح، يقوم الطبيب أو أخصائي العناية بالجروح بتغطيتها بضمادة غير ملتصقة، رطبة (ليست مبللة أو جافة)، وربما بغطاء مطاطي، حيث إبقاء المنطقة المصابة مرتفعة. كما يجب اتباع تعليمات الطبيب بخصوص العناية بالجروح. ويجب الانتباه والاهتمام بشكل خاص لأن العديد من الأدوية الفموية الموصوفة لتقيح الجلد الغنغريني تثبط جهاز المناعة، ممّا يزيد من خطر الإصابة بالعدوى.

حيث تعتبر العناية بالجروح المتخصصة وإدارة الألم ضرورية. بينما بمجرد أن يصبح المرض مستقراً وخاملاً، يمكن التفكير في الإصلاح الجراحي باستخدام طرق العناية الجلد وتطعيم الجلد وعلاج الجروح بالضغط السلبي والجلد المزروع. كما يجب أن يتناقص العلاج الجهازي ببطء على مدى عدة أشهر.

3- الجراحة:

نظراً لأن تقيح الجلد الغنغريني يمكن أن يتفاقم بسبب الجروح في الجلد، فإن الجراحة لإزالة الأنسجة الميتة لا تعتبر عادةً خياراً جيداً للعلاج. حيث قد تؤدي إصابة الجلد إلى تفاقم القرح الموجودة أو تؤدي إلى ظهور قروح جديدة. في حين إذا كانت القرح على الجلد كبيرة وتحتاج إلى مساعدة في الشفاء، فقد يقترح الطبيب أجراء جلدي. بحيث يقوم الجراح بوضع قطعة من الجلد أو الجلد الصناعي فوق القروح المفتوحة. حيث لا تتم محاولة هذا الإجراء إلا بعد زوال التهاب الجرح وبدء القرحة في التئامها.

4- التأقلم والدعم:

حيث أنه مع العلاج، من المحتمل أن يتم التعافي من تقيح الجلد الغنغريني. في حين أنه قد يشعر المُصاب بالاكتئاب إذا استغرقت العملية وقتاً طويلاً وكانت مؤلمة. أو قد يكون هنالك شعور بالتوتر بشأن احتمالية تكرار الإصابة أو القلق حول مظهر البشرة. حيث يجب ومن المهم أيضا التحدث مع مستشار أو أخصائي اجتماعي طبي أو أشخاص آخرين مصابين بتقيح الجلد الغنغريني أو أصيبوا به لأخذ النصيحة والدعم.

5- الوقاية:

حيث لا يمكن منع تقيح الجلد الغنغريني تماماً، بينما في حالة المعاناة من هذا المرض، فيجب المحاولة بتجنّب إصابة البشرة. في حينى قد تؤدي الإصابة أو الصدمة التي تلحق بالجلد، بما في ذلك من الجراحة، إلى ظهور تقرحات جديدة. كما يجب السيطرة السيطرة على أي حالة أساسية قد تسبب القرحة.

في حين أنه يجب العلم بأن تشخيص تقيح الجلد الغنغريني لا يمكن التنبؤ به الأن. حيث أنه حوالي نصف المرضى المعالجين يحققون التئام الجروح عند العلاج بالبريدنيزون أو السيكلوسبورين. بينما يجب على المرضى الذين يعانون من تقيح الجلد الغنغريني توخي الحذر الشديد لتجنب الصدمات التي يمكن أن تسبب قرحة جديدة.

المصدر: Pyoderma gangrenosumWhat is pyoderma gangrenosum?Pyoderma GangrenosumDiagnosis and treatment of pyoderma gangrenosum


شارك المقالة: