أسباب التصاق التوائم وكيفية تشخيصه

اقرأ في هذا المقال


تعتبر التوائم الملتصقة حالة نادرة، وأغلب هذه الحالات تموت في رحم الأم قبل الولادة، البعض الآخر قد يموت بعد الولادة، وهناك نسبة أخرى تعيش، خصوصاً مع التطور الطبي لعلاج مثل هذه الحالات، بالإضافة إلى أن ذلك يعتمد على موقع ودرجة الالتصاق، وعدد ونوع الأعضاء الحيوية المشتركة، بالإضافة إلى التطور العلاجي.

تعريف التوأم الملتصق

يسمى أيضًا التوائم السيامية، هو ولادة توأم متماثلين في الجنس، يكون هذا التوأم ملتصق بدنياً بأماكن مختلفة من الجسم، فقد يشتركان في عدة أعضاء حيوية، أو يكون الالتصاق فقط سطحي وهو النوع الأسهل خلال الفصل، والأطول عمرًا، وهذا الالتصاق عادة ما يكون في منطقة الصدر، أو البطن، أو الحوض.

أسباب التصاق التوائم 

هناك نظريات تفسر التصاق التوائم، منها ما يلي:

نظرية الانشطار

حيث أن في الوضع الطبيعي يحدث انقسام كامل للبويضة، وبعد 8-12 يوم تبدأ طبقات الجنين في تكوين الأعضاء لكل طفل بصورة مستقلة، لكن هنا يبدأ الانقسام بصورة متأخرة في اليوم 13-15، فيتوقف قبل موعد الانقسام الكامل، بالتالي يبقى جزء من التوأم بدون انقسام، بالتالي فإن انقسام البويضة المخصبة يعتبر انقسام جزئي، بالتالي بدلًا من تكون توأم منفصل، يتم تكوين توأم ملتصق.

نظرية الاندماج 

تعتبر النظرية الأكثر شيوعًا، لكن في هذه الحالة تنقسم البويضة المخصبة انقسام كامل، ولكن الخلايا الجذعية في أحد التوأمين تبحث عن خلايا متماثلة في التوأم الآخر، فيندمج التوأمان معًا، فيحدث هذا الانقسام في أي مرحلة من مراحل تكوين الجنين.

وفي كلا النظريتين لا يوجد سبب واضح لحدوث أي منهما، بالتالي لا يوجد طريقة لمنع حصول مثل هذه الحالات.

تشخيص التوائم الملتصقة 

عادة ما يتم تشخيص التوائم الملتصقة في وقت مبكر من الحمل، في غضون مرور ثمانية أسابيع من الحمل، يتم تشخيص التوائم الملتصقة بأنواع مختلفة من التصوير، بما في ذلك:

  • الموجات فوق الصوتية للجنين، موجات صوتية عالية التردد تنتج صورة يمكن أن تكون ثلاثية الأبعاد أو رباعية الأبعاد يظهر فيها التصاق التوأم، حيث يكون التوأمين في كيس واحد، ويظهر مكان الالتصاق، حيث أنه عند رؤية الطبيب لطفلين في كيس حمل واحد، بدون وجود غشاء واضح فاصل بين الأجنة، فيجب التأكد من عدم وجود التصاق.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي للجنين، التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) الذي يوفر صورًا أكثر تفصيلاً لأجزاء الجسم، مثل الأعضاء الداخلية، فيظهر وجود أعضاء حيوية ملتصقة للأجنة.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي للجنين بالموجات فوق الصوتية، يجمع بين التصوير بالموجات فوق الصوتية والتصوير بالرنين المغناطيسي.
  • مخطط صدى القلب للجنين.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية للقلب لتقييم التشوهات.

بالإضافة إلى وجود أعراض معينة في الحامل قد تفيد في التشخيص مثل زيادة في القيء والغثيان، والشعور بالإرهاق، وسرعة نمو الرحم، ويعد تشخيص التوأم الملتصق قبل الولادة، ذات أهمية كبيرة، وذلك لأن أغلب التوائم المتصلة تموت داخل الرحم، ومن أجل تحديد الإجراءات المناسبة خلال عملية الولادة، والموعد المناسب لعملية الفصل.

مضاعفات الحمل بتوأم سيامي 

  • مشاكل تعتمد على موقع الالتصاق مثل مشاكل في القلب، الشلل الدماغي، مشاكل في الهضم، وغيره.
  • العامل النفسي، حيث تتأثر نفسية هذا التوأم بسبب نظرته لنفسه ونظرة المجتمع له.
  • الموت داخل الرحم، حيث أن منهم من يموت داخل الرحم، أو بعد الولادة بقليل.

لذلك لا بد لكل من الأهل وفريق الرعاية الطبية من مناقشة هذه المضاعفات المحتملة والاستعداد لها.

أول توأم سيامي في العالم

هما تشانج وإنج بونكر، تمت ولادتهم في سيام تايلاند عام 1811، يعتبران أول توأم سيامي في التاريخ، كانا يتشاركان الكبد، تزوجا اختين وأنجبا 21 طفل، وتوفي تشانج قبل إنج بثلاث ساعات، حيث أن إنج بعد أن عرف بموت أخوه أصابته صدمه توفي  بعدها بثلاث ساعات.

نستنتج بأن هذه الحالة نادرة لا يعني عدم الاهتمام بها، لذلك نرى ذلك ملحوظ في تطور الطب والعمليات الجراحية لمثل هذه الحالات، والذي سيتم التحدث عنه في مقالة أخرى عن التوائم الملتصقة، ويجب أيضًا على الأهل معرفة كيفية التعامل مع التوائم الملتصقة، والرعاية الصحية لهم، ومساعدتهم على التكيف مع حياتهم خصوصًا في حال كان من الصعب فصلهم، ولم يموتوا بعد الولادة، وتعليمهم كيفية تقبل أنفسهم والتعامل معها ومع المجتمع.


شارك المقالة: