مرض موه الكلية الخلقي

اقرأ في هذا المقال


يتكون الجهاز البولي من الكلية، الحالب، المثانة، الإحليل وكل جزء مسؤول عن وظيفة معينة فعلى سبيل المثال الكلية تعمل على تخليص الجسم من الفضلات، الحالب هو الممر الذي يوصل الفضلات من الكلية إلى المثانة حيث يتم تخزينها هناك على هيئة بول الذي يخرج عن طريق الإحليل للخارج، هناك أمراض تصيب كل جزء من هذه الأجزاء ومشكلة في أي جزء تؤثر على الجزء الآخر، سنتكلم عن موه الكلية أو ما يسمى بالاستسقاء hydronephrosis، هذا المرض ليس له عمر محدد للحدوث قد يحدث في أي عمر، عند الأطفال حديثي الولادة، حتى أنّه قد يتم الكشف عنه في رحم الأم قبل الولادة.

ما هو مرض موه الكلية؟

هو توسع حوض الكلية بدون أو مع واحد أو أكثر من الحويصلات الكلوية نتيجة لتراكم البول فيها بسبب أمراض عديدة جميعها يعمل على تسكير المسار البولي مما يمنع خروجه من الجسم وتراكمه في الجهاز البولي وارتداده نحو الكلى مما يعرض الكلية للالتهابات المتكررة والضمور ثم الفشل الكلوي، هذا المرض قد يؤثر على كلية واحدة أو كليتين يعتمد ذلك على المرض المسبب له.

أسباب موه الكلية الخلقي

موه الكلية العابر transient

يختفي مع مرور الوقت ويشكل ما نسبته 41‎%‎ الى 88‎%‎ من الحالات، وقد يكون موه الكلية العابر أحادي أو ثنائي، لا يوجد سبب دقيق للآن لهذه الحالات ولكن يفترض العلماء أن السبب هو احتقان البول في الجهاز البولي للجنين وذلك لعدم النضج الكافي للعضلات الملساء في الجهاز البولي، يختلف الوقت المحدد لاختفاء موه الكلية العابر بين الأجنة، ولكن في أغلب الحالات يختفي بحلول السنة الواحدة إلى الثمانية عشر شهرًا بدون أي تدخل طبي.

انسداد الاتصال الحويضي الحالبي uretropelvic junction obstruction

وهو عبارة عن وجود عائق وظيفي أو تشريحي عند مستوى الاتصال بين الحويضة والحالب، ويعد السبب الأكثر شيوعاً لموه الكلية الانسدادي لدى الأجنة، يظهر بشكل أكبر لدى الذكور ويكون غالبًا في الكلية اليسرى ولكن قد يكون ثنائي الكلى في نسبة 10‎%‎ إلى 40‎%‎، ويحدث لأسباب معينة منها تطور غير طبيعي لجزء من العضلات الملساء عند المنطقة بين الحويضة والحالب حيث تكون هذه المنطقة ليس لديها حركة دودية فتكون منقبضة تماما مانعة إدرار البول من حوض الكلية المتأثرة، ووجود أوعية دمويةتقاطع المنطقة بين الحويضة والحالب مضيقةً إياها.

توسع الحالب megaureter

هو عيب خلقي يحدث في منطقة العبور من الحالب الى المثانة وقد يصيب حالب أو حالبين ولكن اغلب الحالات يكون حالب واحد مصاب فيسبب موه كلية أحادي، وفي كثير من حالات توسع الحالب الأولية تشفى تلقائيًا، حيث وجد أنه مرتبط بأسباب عدم النضج الوظيفي للحالب في حين أن أسبابه متعددة منها انسداد وظيفي حيث لا يوجد انسداد بجسم ما ولكن الانسداد ناتج عن انقباض مفرط لعضلات الحالب مشابه للانقباض المفرط في مرض هيرشسبرانج أو تعذر الارتخاء في المريء وقد يكون أحد أسبابه وجود انسداد تشريحي أسفل الحالب.

الارتداد المثاني الحالبي vesicouretral reflux

وهو عيب خلقي حيث يحدث تدفق عكسيللبول ليرتد باتجاه معاكس للأعلى من المثانة الى الحالب وقد يرتد البول وصولًا للكلى مؤديًا إلى موه الكلى، يحدث في جهة أو اثنتين ويكون في الاناث غالبًا، يكتشف المرض غالبا في حال كانت تشتكي الانثى من التهابات متكررةفي الجهاز البولي او في حال اكتشف وجود موه كلية من خلال فحص السونار.

يصنف المرض إلى خمس درجات، حيث تعد الدرجة الأولى والثانية قليلة الخطورة وتختفي غالباً بعد العقد الأول من العمر في حين أن الدرجتين الرابعة والخامسة تعد شديدة الخطورة ولا يتوقع تحسنها تلقائيًا وتلزم تدخلًا جراحيًا لتجنب المضاعفات.

تكرار الحالب أو الحالب المضاعف duplex kidney

هو عيب خلقي يحدث بحيث يكون لدى الشخص في أحد كليتيه حالبين مرتبطان بها ويصب الحالبين في غير مكانهما الطبيعي في المثانة، حيث يكون الحالب السفلي في الكلية مرتبطًا في المثانة أعلى من مكان ارتباطه والحالب الآخر مرتبط بالمثانة من الجزءالأدنى وهذه تسمى قاعدة ويجيرت مييرWeigert-Meyer rule، وقد يتصل الحالب الإضافي بأماكن متعددة غير المثانة مثل الاحليل، الرحم، أو حتى المهبل عند الاناث، يعد تكرار الحالب أحد أشيع العيوب الخلقية في الجهاز البولي والتي في كثير من الحالات لا تشخص حيث نسبة تسببها في المضاعفات مثل موه الكلى يعتبر نادر.

الصمام الإحليلي الخلقي posterior urethral valve

هو عبارة عن عيب خلقي حيث يظهر صمام انسدادي في الاحليل ناتج من تطور غير طبيعي داخل رحم الأم ويحدث للذكور فقطيتميز غالباً بوجود موه كلى ثنائي لدى حديثي الجنين مع قلة السائل السلوي ونقص تنسج رئوي.

تشخيص موه الكلية

يوجد عدة طرق ولكن سنتطرق لأفضل هذه الطرق وأكثرها استخدامًا مثل:

جهاز السونار

يعد أفضل وسيلة للكشف عن التوسع في حوض الكلية أو الحالب ومشاكل الاحليلكما انه يستطيع تمييز موه الكلية من الأمراض الكلوية الاخرى كالكتل والأورام وخلل التنسج الكلوي، ويعد جهاز السونار الأفضل للكشف عن موه الكلية ما قبل الولادة، حيث أنه في حال اكتُشف أن لدى الطفل موه كلى قبل الولادة من خلال السونار، فانه يتم تصويره السونار بعد الولادة في الأسبوعين الرابع والسادس لتأكيد ثبات وجود موه الكلى، حيث أنه في بعض الحالات يختفي موه الكلى.

الصورة النووية

هي صورة تفحص وظائف الكلى وإخراجها ومعدل الترشيح الكبيبي، حيث يمتاز هذا الفحص بقدرته على التمييز اذا كان هناك انسداد في المجرى البولي ام لا، ويستخدم في يومنا هذا كفحص مثالي للكشف ومتابعة حالات موه الكلية.

تصوير الحويضة الامامي

يستخدم في حال كان هنالك شك إذا كان هناك انسداد في المجرى البولي العلوي، والذي يشمل الكلى والحالب.

تصوير الحويضة الوريدية

هو فحص لتبيين الوظيفة والتشريح الكلوي يستخدم للكشف عن تكرار الحالب، الكلية الحذوية وهي حالة تلتحم فيها الكليتان من قطبهما السفلي على شكل حرف U، كان يستخدم سابقًا بكثرة، ولكن تم استبداله بجهاز السونار.

تصوير المثانة والاحليل التبولي

يستخدم في الحالات الذي ثبت فيها وجود توسع في الاحليل أو موه في الكليتين.

علاج موه الكلية الخلقي

أغلب حالات موه الكلية الخلقي لا تحتاج إلى علاج حيث أغلبها يشفى تلقائيًا بنضوج الطفل ولكن في حال كان هناك سبب دائم لموه الكلى يجب البدء بالعلاج، ويختلف العلاج باختلاف المسبب لموه الكلى الخلقي، ويهدف العلاج إلى تقليل الضغط على الكلى المسبب من تراكم البول ومنع التضرر الكلوي الدائم، بالنسبة للإجراءات العلاجية تشمل ما يلي:

  • القسطرة البولية لإدرار البول المتراكم من الجهاز الكلوي، حيث يتم إدخال القسطرة في المثانة سواء من الاحليل أو من البطن وتلك تسمى قسطرة فوق العانة.
  • العلاج الوقائي بالمضادات الحيوية؛ وذلك لأن تراكم البول في الجهاز البولي يؤدي إلى ارتفاع نسبة حدوث التهابات متكررة قد تسبب ضررًا دائم في الكلى مؤديًا في النهاية إلى الفشل الكلوي
  • الجراحة، حيث تختلف العملية المطلوبة باختلاف السبب حيث لكل سبب عملية خاصة، فقد يتم إزالة الكلية المتضررة، ففي بعض الحالات تفقد الكلى وظائفها وقد يكون ابقاؤها في جسد المريض أسوأ للمريض من عدمها فتتم إزالتها جراحياً.

شارك المقالة: