غنائم خيبر

اقرأ في هذا المقال


وقد أراد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن يجلي ويبعد اليهود من منطقة خيبر، حينئذ قال يهود خيبر للنبي أن يا محمد، دعنا نكون ونبقى في هذه الأرض ( يقصدون خيبر)، فنقوم بإصلاحها، وطلبوا من النبي أن يقوموا عليها ويصلحوها ويزرعوها، وكان كلامهم مع النبي أنّ اليهود يعلمون بأرض خيبر أكثر من علم المسلمين بها، وفوق كل ذلك لم يكن عند الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عند أصحابه أي غلمان يقومون على أرض خيبر، وحتى أنّ المسلمين كانوا لا يفرغون حتى يقوموا على أرض خيبر.

عندها أمر النبي بإعطاء أرض خيبر لليهود، على أن يكون لليهود الشطر من كل زرع ومن كل ثمر، وما بدا لنبينا محمد أن يقر لهم، وكان الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة هو من يخرصه عليهم.

وقسّمت أراضي منطقة خيبر على أسهم بعدد ستة وثلاثين سهمًا، يجمع في كل سهم مائة سهم، عندها كانت المحصلة ثلاثة آلاف وستة مئة سهم، كان نصيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وللمسلمين النصف من تلك الأسهم، يعني أنّ لهم ألف وثمانية مئة سهم، وكان نصيب النبي صلى الله عليه وسلم سهم واحد كسهم أي أحد من المسلمين، وقام بعزل النصف الآخر من الأسهم والذي كان مقداره ألف وثمانمئة سهم، وكان هذا النصف الآخر لنوائب النبي وما يتنزل به من أمور وحاجات المسلمين .

وقد قسّمت هذه الأسهم على الف وثمانمئة سهم لأنّ هذه الأسهم كانت من الله طعمة لأهل الحديبية ممن شهد منهم أو ممن غاب وكان عددهم ألف وأربعمائة، وكان مع أهل الحديبية مئتي فرس، نصيب كل فرس منها سهمان، فقسمت حينها على ألف وثمانمائة سهم، فأصبح للفارس الواحد ثلاثة من الأسهم، وللراجل سهم واحد فقط.

وهذا الأمر يدل على أنّ المغانم في خيبر كانت كثيرة جداً، حيث جاءت الروايات أنّ المسلمين قالوا ما شبعنا حتى فتحنا منطقة خيبر، وتكلمت الروايات أنّه عندما فتح المسلمون خيبر قالوا الآن نشبع من التمر، وبعد أن عاد رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى المدينة المنورة قام المهاجرون وردوا إلى الأنصار المنائح التي كانوا قد منحوهم إياها من النخيل حين أصبح للمهاجرين في خيبر مال ونخيل .

المصدر: الرحيق المختوم/ صفى الرحمن المباركفورينور اليقين/محمد الخضريمختصر الجامع/ سميرة الزايد


شارك المقالة: