ما هي الأماكن المعصومة من الدجال؟

اقرأ في هذا المقال


الأماكن المعصومة من الدجال:

أولاً: عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: “يأتي المسيح من قِبل المشرق همتهُ المدينة حتى ينزلَ دُبُر أحُد ثم ّ تصرف الملائكة وجههُ قبل الشام وهنالك يهلكُ”. أخرجه أحمد.
ثانياً: عن محجن بن الأدرع أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم خطبَ الناس فقال: “أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خطب النَّاس وقال: يومُ الخلاصِ وما يومُ الخلاصِ؟ يوم الخلاصِ وما يومُ الخلاص؟ يوم الخلاصِ وما يومُ الخلاص؟ ثلاثًا، فقيل له: وما يوم الخلاصِ؟ قال: يجيء الدجالُ فيصعد أُحُدًا فينظر المدينة فيقول لأصحابه: أترون هذا القصرَ الأبيضَ؟ هذا مسجِدُ أحمدَ، ثم يأتي المدينةَ فيجِدُ بكلِّ نَقبٍ منها ملكًا مُصلتًا فيأتي سبخةَ الجرفِ فيضرب رواقَه، ثم ترجفُ المدينةُ ثلاثَ رَجفاتٍ فلا يبقى منافِقٌ ولا مُنافِقةٌ ولا فاسِقٌ ولا فاسقةٌ إلا خرج إليه، فذلك يوم الخلاصِ”. أخرجه أحمد.
من حديث فاطمة بنت قيس، في قصة تميم الداري والجساسة، أن الدّجال قال لهم : “وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة فهما محرمتان علي كلتاهما كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدا منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعن بمخصرته في المنبر هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة يعني المدينة ألا هل كنت حدثتكم ذلك فقال الناس نعم فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة”. رواه مسلم.

إنّ الحديث فيه إشارةً عجيبة وهي أنّ المسجد النبوي الذي كان في عهد النبي عليه الصلاة والسلام عند ذكره لهذا الكلام عبارة عن عريش من الجريد سيصبح أشبه بالقصر العظيم المنيف ولونه يكون أبيضاً، ومن ينظر إلى المسجد النبوي في هذا العصر يجدّ مصداق كلام رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
إنّ الحديث يؤكد ما ذكرت أنّ آثار فتنة الدّجال تكون على ذوي القلوب المريضة، وهي من هذا الوجه ممحصة للقلوب، وكاشفة لحقيقتها، فإن قدوم الدّجال نحو المدينة وحصاره لها، ووقوع الرجفات الثلاثة، والله أعلم بحقيقتها يُحرك ذوي النفوس المريضة من أصحاب الشهوات، أو ممن يعبدون الله على حرف، فيخرجون للدّجال نصرة له، وخروجهم خيرٌ للمؤمنين، لذا سمى النبي عليه الصلاة والسلام ذلك اليوم بيوم الخلاص، أي خلاص المدينة من المنافقين، ولا يبقى فيها إلا الذهب الخالص؛ أي خلاص المدينة من المنافقين، ولا يبقى فيها إلا الذهب الخالص الذي لا تزيده شدة النار إلا نقاوةً وقوةً وصفاء.
ثالثاً: عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل عليّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقال لي ما يُبكيك قلتُ يا رسول الله ذكرتُ الدّجال فبكيتُ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “دخَلَ عليَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأنا أَبْكي، فقال لي: ما يُبْكيكِ؟ قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، ذكَرْتُ الدَّجَّالَ فبَكيْتُ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنْ يَخرُجِ الدَّجَّالُ وأنا حيٌّ كَفَيْتُكموه، وإنْ يَخرُجْ بَعدي؛ فإنَّ ربَّكم عزَّ وجلَّ ليس بأعورَ، وإنَّه يخرُجُ في يَهوديَّةِ أصْبَهانَ، حتى يأْتيَ المَدينةَ فينزِلَ ناحيتَها، ولها يومَئذٍ سبعةُ أبوابٍ، على كلِّ نَقْبٍ منها مَلَكانِ، فيَخرُجُ إليه شِرارُ أهلِها حتى الشامَ مدينةً بفِلَسْطينَ ببابِ لُدٍّ، وقال أبو داوُدَ مرَّةً: حتى يأتيَ فِلَسْطينَ بابَ لُدٍّ، فينزِلُ عيسى عليه السَّلامُ فيقتُلُه، ثُم يَمكُثُ عيسى عليه السَّلامُ في الأرضِ أربعينَ سَنةً إمامًا عَدْلًا، وحَكَمًا مُقْسِطًا”. أخرجه أحمد.

رابعاً: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “على أنقابِ المدينة ملائكةٌ لا يدخلُها الطاعون ولا الدّجال” أخرجه البخاري.
خامساً: عن أنسُ بن مالك رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام: “قال ليس من بلدٍ إلا سيطؤهُ الدّجال إلا مكة والمدينة ليس له من نقابها نقبٌ إلا عليه الملائكة صافّين يحرسونها ثم نرجفُ المدينة بأهلها ثلاث رجفاتٍ فيخرجُ الله كلّ كافر ومنافق” أخرجه البخاري.
سادساً:عم جُنادة بنُ أبي أُمية عن رجل ٍ من أصحاب النبي عليه الصلاةُ والسَلام عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال عن الدّجال:” يبلغُ سُلطانهُ كلّ منهلٍ لا يأتي أربعة مساجد فذكر المسجد الحرام والمسجد الأقصى والطور والمدينة” أخرجه أحمد.
إنّ جميع هذه الأحاديثُ تدلُ على أن بلاد الحرمين هما الأماكن المعصومة من فتنة الدّجال، والعصمة لا تقتصر على المسجدين فيهما بل تشمل جميع مكة والمدينة اللتين تحرسان من قبل الملائكة. وهناك حديث أضاف موضعين آخرين، وهما المسجد الأقصى والطور، فهل تقتصر حراسة الملائكةِ على حدود المسجد الأقصى وجبل الطور، إنّ ظاهر الحديث يُشير إلى ذلك، والمعلوم أنّ جيش المسلمين الذي يتصدى للدّجال يكون في بيت المقدس.

المصدر: كتاب علامات الساعة، تأليف سعيد اللحام.كتاب المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة، تأليف مصطفى العدوي.الموسوعة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة، تأليف محمد أحمد المبيض.كتاب أشراط الساعة، تأليف عبد الله بن سليمان الغضيلي.كتاب مختصر أشراط الساعة الصغرى والكبرى، إعداد عوض بن علي بن عبد الله- تقديم فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين.كتاب أشراط الساعة وأسرارها، تأليف محمد سلامة جبر- الطبعة الأولى.


شارك المقالة: