مناهج أهل السنة في دراسة العقيدة الإسلامية

أهل السنة هم الذين اتبعوا ما جاء به الوحي في عقيدتهم، وتميّزوا عن غيرهم من الأئمة والعلماء، في صفاتهم الشخصية ومكانتهم العلمية، وفي عقيدتهم التي اعتمدوا فيها كل ما هو صحيح وموثوق، وقد انتهج أهل السنة عدة مناهج لدراسة أمور العقيدة الإسلامية وفهمها، نتحدث عنها في هذا المقال.

مناهج أهل السنة في دراسة العقيدة الإسلامية:

• منهج الصحابة: اتبع أهل السنة في تعلم أمور العقيدة الإسلامية ودراستها منهج الصحابة، فهو منهج يعتمد على أن يستدل في الحقائق والاعتقادات، على ما ورد في القرآن الكريم، والسنة النبوية من أدلة.

• المنهج العقلاني: وهو المنهج الذي يقوم على تحكيم العقل السليم، وتقديمه عند النقل الشرعي للحقائق والمعتقدات.

• المنهج الباطني: يقوم هذا المنهج على ما يفهمه العلماء من النصوص فهماً خاصاً، أي تفسيرها باطنياً، ويكون هذا الفهم والتفسير لخاصة الأئمة والعلماء فقط.

أدلة صحة منهج السلف في دراسة العقيدة الإسلامية:

إنّ العمل بما عمل به السلف الصالح من صحابة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، والإيمان بما آمنوا به، من علامات هداية الإنسان، والابتعاد عن ذلك يكون سبباً للضلال والشقاء، فقال تعالى: “إِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ”سورة البقرة 137.

كما جعل الله سبحانه وتعالى طريق المؤمنين في القول والفعل والاعتقاد، هو ما جاء به النبي _عليه الصلاة والسلام_، وعمل به الصحابة من بعده، وللتأكيد على صحة هذه الاعتقادات، فقد حرم الله تعالى تجاهلها والابتعاد عنها، وجعل ذلك سبباً لسوء مصير مَن يتجنبها في الآخرة، فقال تعالى: “وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا” سورة النساء 115.

ودعا مَن جاء من بعد الصحابة إلى اتباع مناهج الصحابة في العقيدة الإسلامية، مبررين أنّ الصحابة _رضي الله عنهم_، كانوا أقوى على كشف الحقائق وإثبات المعتقدات؛ لأنهم الأكثر دراسة ووقوفاً على هذا العلم، وكان لديهم من المعلومات ما يكفي للإجابة على ما يمكن أن يخطر في عقل الإنسان، من أسئلة حول العقائد والحقائق.

مقومات منهج السلف في الاستدلال والنظر:

منهج السلف هو منهج النبي _صلى الله عليه وسلم_ ومَن جاء بعده من الصحابة والتابعين، ومَن تبعهم من الأئمة والعلماء بالإحسان، وهو منهج سليم صالح بكل ما جاء به.

وتتمثل أهم مقومات منهج السلف في الاستدلال بنصوص كتاب الله تعالى، وسنة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، وهي مقومات صادقة صحيحة، بُنيت على الحق والصواب، تتوافق مع العقول السليمة، وتتناسب مع كافة أحوال الناس في أي مكان وأي زمان، فمنهج السلف هو منهج ثابت لا يتغير؛ لأنه يعود في الأصل إلى مصدر واحد.