كفى عزًا لأصحاب رسولنا الكريم محمد صَلَّى الله عليه وسلم أن الله سبحانه تعالى أخبر لهم بأنهم أفضل البشر، حيث بين الله تعالى في كتابه العزيز ذلك، قال الله تعالى: “كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ”، آل عمران، 110؛ إن الصحابة رضوان الله عليهم هم أول من داخل في هذا الخطاب، إن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم شهد لهم كذلك بقوله في الحديث النبوي: “خَيْرُ الْقُرُونِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ”، متفق عليه.
من هي آسية بنت فرج الجرهمية
لا منزلة أفضل من منزلة قوم اختارهم الله سبحانه وتعالى لصحبة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم ونصرته، قال تعالى: “مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ” ، الفتح، 29، وقال الله تعالى: “وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ”، التوبة، 100.
هي الصحابية آسية بنت الفرج الجرهمية نزلت الحجون من مكة، عاصرت النبي صلى الله عليه وسلم وآمنت به، ذكرت فِي حديث عبد الله بن جراد العقيلي، روى يعلى بن الأشدق، عن عبد الله بن جراد العقيلي، قال: “جاءت آسية بنت الفرج امرأة من جرهم كان مسكنها بالحجون حجون مكة إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: يا رسول الله، اني أخطأت على نفسي وزنيت فطهرني، قال: فهل ولدت؟ قالت: لا، قال: فكم بقى عليك من ولادتك؟ فأخبرته بنحو شهر، قال: لست بمطهرك حتى تلدي”، أخرجها ابن منده، وأبو نعيم.
هناك العديد من الصحابيات اللواتي لهن مواقف في نصرة الدين الإسلامي ونشره، وهناك العديد من الصحابيات التي شاركن في المعارك والحروب مع النبي صلى الله عليه وسلم ضد المشركين، فهن رمز للقوة والثبات والشجاعة والتربية السليم للأبناء، وهن المثال المحتذى به للزوجات المخلصات والأمهات الصانعات لقادة وخلفاء للأمة، يجب على أمهات المسلمين ونسائها جعل من هؤلاء الصحابيات مثال القدوة الإيجابية لهن في تحدي الصعاب والتربية الحسنة والمعاملة الجيدة للزوج.
