أبو الأسود الدؤلي والرواية

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ عُلَماءُ المُسْلمينَ على مَرِّ التَّاريخ موسوعةَ عِلْمٍ جَمَعتْ بين أكثرِ العُلومِ ولوْ تَصَفّحْنا سِيرَهُم لوجدنا منْهُمُ المُقرِئينَ والرُّواةَ للحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ وعلماءَ اللُغَةِ وغيرها منَ العُلومِ، وها نَحْنُ في رحْلَتِنا في رواةِ الحديثِ النَّبويِّ نتوَقفُ عندِ عالمٍ منَ العُلماء المَشْهورينَ في اللُغَةَِ العربِيَّةِ وكانَ لهُ فَضْلُ الرِّوايَةِ للحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، إنَّهُ أبو الأسوَدِ الدُّؤلِيُّ أو ماجاءَ اسْمُه في بعْضِ كُتُبِ الحديثِ أبو الأسْوَدِ الدِّيلِيُّ، فتعالوا معنا في رِحلَتِنا إلى البَصْرَة حيثُ كانَ فِيها ولِنَقْرأَ سَوِيَّاً عنْ سيرتِهِ معَ الحَديثِ النَّبويّ الشَّريفِ.

نبذة عن أبي الأسود الدؤلي:

هوَ التَّابعيُّ الجليلُ، أبو الأسودِ، ظالِمُ بنُ عَمْرُو بنُ سُفيانِ الدُؤَلِيُّ، منْ رُواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريف، منَ المُخَضْرَمِينَ ، وٌلِدَ قبلَ أنْ يُبْعَث محَمَّدُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وأسلَمَ لكِنَّهُ لمْ يرَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فَعُدَّ في طبقاتِ التَّابعين وأبو الأَسوَدِ كُنْيَتُهُ معْ أنَّه لمْ يكُنْ صاحبَ بَشْرَةِ سوداءَ وقدْ رَضِيَ بهِ وفَضَّلَهُ على اسْمِهِ ظالِمٍ، وقدْ عُرِفَ بفَضْلِه في تَشْكيلِ أحْرفِ المُصْحَفِ الشَّريفِ وتنقيطِهِ، كما عُرِفَ بِدهائِهِ وحِكْمَتِهِ، ورُويَ أنَّهُ كانَ منْ أنْصارِ عليِّ بنِ أبي طالِبٍ وكانَ في جيشِهِ في واقِعَةِ صِفِّينَ، كانَ مِمَّنْ استَلَمَ الإمارَةَ والقَضاءَ في البَصْرَة وكانَتّ وفاتُهُ رَحِمَهُ اللهُ في العامِ التَّاسِعِ والسِّتينَ للهِجْرَة في مرضِ الطاعونِ في البصْرَةِ يرْحَمُهُ اللهُ.

روايته للحديثِ:

كانَ أبو الأسودِ الدُؤليُّ منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، وقدْ رَوَى الحديثَ عمَّنْ أدْرَكَهُمْ مِنَ الصَّحابَةِ رُضوانُ اللهِ عَلَيْهِم ومِنْهُم: الفاروقِ عمَرَ بنِ الخَطَّابِ وأبي ذر الغفاريِّ وعِمْرانَ بنِ الحُصَيْنِ ومعاذِ بنِ جَبَلٍ وعليِّ بنِ أبي طالِبٍ وأبي موسَى الأشْعَرِيِّ وغيرِهمْ.

أمَّا منْ روى الحديثَ منْ طَريقِ أبي الأسودِ الدُؤليِّ فَمِنْهُم: يحْيَى بنُ يَعْمَرَ وعبدُ اللهِ بنُ بُرَيْدَةَ ووَلَدُه أبو حَرْبٍ وغيرُهمْ، كما كانَ منْ الثِّقاتِ عندَ كثيرٍ منْ أهلِ الحديثِ وحديثُهُ عندَ جماعَةِ الحديثِ في كُتُبِهِم.

مِن رواية أبي الأسود الدؤلي للحديث:

مِمَّا وَرَدَ منْ رِوايَةِ الحديثِ منْ طريقِ أبي الأسْوَدِ الدُؤَلِيِّ ما أورَدَهُ الإمامٌ أبو داوودَ في السُّنَنِ كِتابِ الصَّلاةِ منَ الحديثِ الصَّحيحِ: (( حدَّثَنا وَهْبُ بنُ بَقِيَّةَ، أخْبَرَنا خالِدٌ، عنْ واصِلٍ، عنْ يَحْيَى بنِ يَعْمَرَ، عنْ أبي الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ قالَ:َ بيْنَما نَحْنُ عنْدَ أَبِي ذَرٍّ قالَ: ( يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى منْ أَحَدِكُمْ في كُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ، فَلَهُ بِكُلِّ صَلاةٍ صَدَقَةٌ، وصِيامٍ صَدَقَةٌ، وحَجٍّ صَدَقَةٌ، وتَسْبِيحٍ صَدَقَةٌ، وتكْبيرٍ صَدَقَةٌ، وتَحْميدٍ صَدَقَةٌ ). فَعَدَّ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ منْ هذِهِ الأعْمالِ الصَّالِحَةِ، ثُمَّ قالَ: ( يُجْزِئُ أحَدَكُمْ منْ ذلِكَ رَكْعَتَا الضُّحَى ). رَقَمُ الحديثِ 1286 )).

المصدر: سير أعلام النبلاء للذهبيسنن أبي داوود للغمام أبي داوود السجستانيتهذيب الكمال للمزي


شارك المقالة: