أبو الزّبير والرّواية

اقرأ في هذا المقال


لقد كانت رواية الحديث النّبويّ رحلةً طويلةً خاضها كبار المحدّثين من الصّحابة رضوان الله عليهم فيما نقلوه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ثم من جاء بعدهم من التّابعين رحمهم الله فيما أخذوه عن الصّحابة ثمّ أتباعهم وهكذا مرّ الحديث النّبويّ الشّريف بين هذه الأجيال بمنهجيةٍ عاليةٍ من التّثبت في روايَتَه ونقلِهِ وفي رحلتنا في البحث عن سِيَرِ التّابعين نتوقَّف عند محطة التّابعين وعند سيرة المحدّث أبي الزّبير فتعالوا معنا في سيرته العطرة.

نبذة عن أبي الزّبير

هو: التّابعيّ الجليل، أبو الزّبير، محمّد بن مسلم بن تَدُرس، من المحدّثين في زمن التّابعين عن الصّحابة رضوان الله عليهم، كان مولى لحكيم بن حزام، ويقال له أبو الزّبير المكيّ لولائه لبني أسد من مكّة، كان قد إلتقى بكثير من رواة الحديث من الصّحابة وخاصّة المكثرين من الرّواية وتعلّم منهم حتى أصبح عالماً ومرجعاً في الحديث، وكانت وفاته في العام الثّامن والعشرين بعد المائة من الهجرة عن عمر جاوز الثمانينَ رحمه الله.

روايته للحديث

كان أبو الزّبير محمّد بن مسلم من التّابعين الّذين رووا الحديث عن كثير من الصّحابة كعبدالله بن عبّاس وجابر بن عبدالله وعبدالله بن عمر وعبدالله بن الزّبير بن العوّام وغيرهم رضي الله عنهم، كما روى الحديث عن كثير من التّابعين من أمثال: سعيد بن جُبير وطاووس وعبد الرّحمن بن هرمز وعكرمة مولى عبدالله بن عبّاس وغيرهم رحمهم الله، كما روى عن أبي الزّبير كثيرٌ من الرّواة من أمثال: ابن شهاب الزّهريّ وأيوب السُّختيانيّ والأعمش والسُفيانان الثوريّ وابن عيَيْنةَ وحمّاد بن سلمة وابن جُرَيْج ٍوغيرهم رحمهم الله وكان من أهل الثّقة في رواية الحديث وروى له كثير من أهل الحديث.

من رواية أبي الزّبير للحديث

ممّا ورد من رواية الحديث من طريق أبي الزّبير ما أورده الإمام مسلم في صحيحه: (( حدّثنا ابن جُرَيْج، أخبَرَني أبو الزّبير، أنَّهُ سَمِعَ جابرَ بنَ عبدالله يقول: سَمِعْتُ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: ( لا عَدْوَ ولا صَفَرَ ولا غُولَ )، وسَمِعتُ أبا الزّبيرِ يذكُرُ أنّ جابراً فسَّرَ لهُمْ قوله: ( ولا صَفَرَ ) فقال أبو الزُّبيرِ: الصَّفْرُ البَطْنُ فقيل لجابر: كيفَ؟ قال: كانَ يُقالُ دوابُّ البَطْنِ، قال: ولمْ يُفَسِّر الغُولَ، قال أبو الزّبير: هذه الغُولُ الّتي تَغوَّلُ )). من كتاب السّلام، رقم الحديث 2222.

المصدر: سير أعلام النبلاء للذهبيصحيح مسلم للإمام مسلمتهذيب الكمال للمزي


شارك المقالة: