أسعد بن سهل والرواية

اقرأ في هذا المقال


ما زلنا نطلُبُ الحديثَ من أثَرهم، أسماؤُهم لا زالتْ مؤرَّخةً في كتبِ الحديث، نقلوا للأمّةِ الإسلاميَّة حديثَ النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم، لأنّهم يعلمون أنَّ علم الأمّة لا يكتمل بعد القرآن الكريم إلّا بالحديثِ النّبويِّ، تلك مسيرةٌ طويلةٌ بدأها الصّحابة الكرام رضوان الله عليهم، ورووها لبعضهم البعضِ، ليكونوا شهداء على التّابعين من بعدهم بما نقلوه لهم، وقد برز من التّابعين من نقلوا علم الرّواية وكانّ لهم حضور، وسنتكلّم في هذه السّطور عن واحدٍ منهم، مع ورود رواياتٍ لبعض أئمة الحديث أنّه من الصّحابة، إنّه أسعَدُ بنُ سهلٍ فتعالوا نقرأ في سيرتهِ بالحديث.

نبذة عن أسعد بن سهل

هو: التّابعيُّ الجليلُ، أبو أمامَةَ، أسعَدُ بنُ سهلِ بن حنيفٍ ولد في زمن النّبيِّ صلّى الله عليه وسلَّم، لذلك إعتَبَره بعض المؤرّخينَ من الصّحابة كالإمام الذّهبيِّ، وورد أنّه جيءَ به إلى النّبيِّ عليه السّلام فحنَّكه وسمّاهُ، فكان لهُ من بركة النّبيِّ ودعائه الفضلَ والرّفعةَ والعلم، وكانت وفاتُه رحمه الله تعالى في العامِ المائة للهجرة وقد جاوز التّسعينَ من العمرِ.

روايته للحديث

كان المحدّث أسعدُ بنُ سهلٍ من رواة الحديث النّبويّ الشّريف، وقد روى الحديثَ عن جمعٍ من الصّحابة الكرامِ من أمثالِ: عبدِاللهِ بنِ عبّاسٍ وأنسِ بنِ مالكٍ وعمرَ بنِ الخطّابِ وزيدِ بنِ ثابتٍ وعبدِ اللهِ بنِ عمرو بنِ العاصِ وأبي هريرةَ وعثمانَ بنِ عفّانَ وأمِّ المؤمنينَ عائشةَ وغيرهم رضي اللهُ عنهم، كما روى عنه الحديث كثير من الرّواة من أمثالِ: سعدِ بنِ إبراهيمَ بن عبدِ الرّحمنِ وأبي جّعفَرَ الخّطْمِيِّ وصفوان بن سُليم ومحمّدِ بنِ المُنكَدِر والزهريِّ ابن شهابٍ وأبي الزّنادِ وغيرهم رحمهم الله وكان من أهل الثّقة في الرّواية.

من رواية أسعد بن سهل للحديث

ممّا وردَ من رواية الحديث من طريقِ أسعدِ بنِ سهلٍ ما أورده الإمامُ مسلمٌ في صحيحه: (( أخْبَرَنِي يونُسَ بنُ يزيدَ، عنْ ابنِ شهابٍ، قالَ حدّثنِي أبو أمامَةَ بنُ سهلِ بنِ حنيفٍ، عن أبي هريرَة، قالَ: سَمِعْتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلَّم يقولُ: ( أسْرِعُوا بالجَنازَة، فإنْ كانَتْ صالِحَةً، قرَّبْتُموها إلى الخَيْرِ، وإنْ كانتْ غيرَ ذلِكَ، كانَ شَرّاً تَضَعُونَهُ عنْ رِقابِكُمْ ) من كتابِ الجَنائِزِ، رقمِ الحديثِ 944 )).

المصدر: سير أعلام النبلاء للذهبيصحيح مسلم للإمام مسلمتهذيب الكمال للمزي


شارك المقالة: