أصحاب السنن الأربعة

اقرأ في هذا المقال


لقد كان لعلماء الحديثِ النَّبويِّ فضْلٌ كبيرٌ في اتِّصالِ سندِ الأمَّة الإسلاميَّةِ بتثبيت ما روي عنِ النَّبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم على مرِّ العُصور والأزمنةِ، وقد ظهرت جُهودُهم في التَّدوين بشكلٍ واضِحٍ بعد القرنِ الثَّانِي الهجري بظهور منْ عُرِفُوا بأصحابِ المسانيد والصُّحاح والسُنَنِ، وكانَ لكلِّ واحِدٍ منْهم طريقَتُهُ في تَصْنيفِ الحديثِ من حيثِ السَّندِ برواةِ الحديثِ ودرجاتِ قُبولِهم والمتْنِ من حيثِ لفظِ الحديثِ ومعناه، فظهرتْ أمَّهاتُ كُتبِ الحديثِ المُختلفة ومنْها السّننِ الأربعة، فتعالوا نقرأُ في مفهومِها وأصحابِها وأهميَّتِها.

مفهوم أصحابُ السنن الأربعة:

السُنَنِ الأَرْبَعَةِ هيَ: مفهومٌ عند أهلِ الحديثِ يَدُلُّ على السُنَنِ المُدَوِّنَة للحديثِ والمُعْتَرَفِ بها عندَ أهل السُّنَّة والجماعَة، وهي أربعَةٌ هي: سُنَنِ النّسائِي وسُنََنِ التَّرْمِذيّ وسُنَنِ أبي داوودَ وسننِ ابنِ ماجَةَ وهي بالإضافة إلى صحيح الإمام البُخارِيِّ والإمامِ مسلِمٍ يطلَقُ علَيْها الكُتبِ السِّتَةِ، ويطلَقُ لفْظُ أصحابِ السُنَنِ الأربعةِ على أصحابِها ومصَنِّفيها وهم: التّرْمِذيِّ والنَّسائِيِّ وأبي داوودَ وابنِ ماجَةَ رَحِمَهُمُ اللهُ.

أصحاب السنن الأربعة:

أمّا أصحابُ الكُتُبِ الأربَعَةِ فهم:

1ـ الإمامٌ التِّرْمِذيُّ أبو عيسَى محمَّدٌ التِّرمِذيُّ، الإمامُ المولودُ في العامِ التَّاسِعَ بعدَ مائتينِ مضَتْ من الهجرةِ والمُتَوَفَّى في العامِ التّاسعِ والسَّبعينَ بعدَ المائَتَيْنِ منَ الهِجْرَةِ النَّبويَّةَ يرحَمُهُ اللهُ وكتابُهُ يُعْرَف بسُنَنِ التِّرمِذيِّ.

2ـ الإمامٌ أبو داوودَ السَّجِسْتانِيُّ، الإمامٌ المولودُ في العامِ الثانِي بعدَ المائَتيْنِ منَ الهِجْرَة والمُتَوَفَّى في العامِ الخامِسِ والسَّبْعينَ بعدَ المائتينِ منَ الهجْرَةِ النَّبويَّةِ يرْحَمُه اللهُ ويُعْرَفُ كِتابُهُ بِسُنَنِ أبي داوود.

3ـ الإمامُ أحمَدُ بنُ شُعَيْبٍ النَّسائِيُّ المولودُ في العامِ الرابِعِ عشَرَ بعدَ المئَتَيْنِ منَ الهِجْرَةِ والمُتَوَفَّى في العامِ الثَّالثِ بعدَ المئَةِ الثَّالِثَةِ منَ الهِجْرَةِ يرحَمُهُ اللهُ ويُعْرَفُ كِتابُه بِسُنَنِ النَّسائِيِّ.

4ـ الإمامُمحَمّّدُ بنُ ماجَةَ القَزْوِينِيُّ، المولودُ في العامِ التاسعِ بعدَ المائَتيْنِ منَ الهِجْرَةِ والمُتَوَفَّى في العامِ الثَّالثِ والسَّبعين منَ الهِجرةِ يرْحَمُهُ اللهُ ويُعْرَفُ كِتابُه بسننِ ابنِ ماجَةَ.

أهميَّة السنن الأربعة:

لقدْ كان للسّننِ الأربَعَةِ أهميَّة كبيرَةٌ في تدويّنِ الحديثِ وكانَ لكل منْهم طريقَتُه في التَّصْنيف، متقاربونَ فيها معْ بعضِهمِ البعضِ، ولكنَّها صُنِّفت بعدَ الصَّحيحَيْنِ منْ حيثِ الأهميِّةِ والقبول، لانَّ منْها اخْتَلَفَتِ معَ الصَّحيحينِ بذِكر الأحاديثِ الأقلِّ درجَة بالقبولِ ممَّا ورَدَ في الصَّحيحَيْنِ، ولمْ يشتَرِطْ أصحابُها ما اشتَرطَ الشّيخانِ البخارِيَُ ومُسلِمٌ في قبولِ الرّوايةِ فكانَتْ شروطُ أصحابِ السُّنَنِ الأَربَعِة أخَفَّ درجَةٍ منها.

المصدر: منهج النقد في علوم الحديث لنور الدين عترمباحث في علوم الحديث لمناع القطانعلوم الحديث للدكتور همام سعيد


شارك المقالة: