أهمية الدعوة إلى التمسك بكتاب الله.

اقرأ في هذا المقال


أرسل الله تعالى سيدنا المصطفى، ورسوله المجتبى محمداً صلى الله عليه وسلم بخاتمة الرسالات، وآخر الدعوات، وأنزل معه الكتاب العظيم ليكون للعالمين نذيراً، وسراجاً منيراً، وأمر الله تبارك وتعالى جميع الناس التمسك بكتابه الكريم وحفظه، والعناية به، وعم التفريط به، والتقصير فيه, قال تعالى  ﴿فَٱسۡتَمۡسِكۡ بِٱلَّذِیۤ أُوحِیَ إِلَیۡكَۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَ ٰ⁠طࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ﴾ [الزخرف ٤٣]

يقول الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره للآية الكريمة” يذكر الله تعالى نبيه الكريم: فتمسك يا محمد بما يأمرك به هذا القرآن الذي أوحاه إليك ربك (إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَ ٰ⁠طࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ) ومنهاج سديد، وذلك هو دين الله الذي أمر به وهو الإسلام.

ويقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره لهذه الآية الكريمة” أي: خذ بالقرآن المنزل على قلبك فإنه الحق وما يهدي إليه هو الحق المفضي إلى صراط الله المستقيم، الموصل إلى جنات النعيم، والخير الدائم”

ويقول الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية  ﴿فَٱسۡتَمۡسِكۡ بِٱلَّذِیۤ أُوحِیَ إِلَیۡكَۖ ﴾ بأن تعتقد أنّه حق، وبأن تعمل بموجبه، فإنّه الصراط المستقيم الذي لا يميل عنه إلّا ضالٌّ في الدين.

ومن مجموع هذه التفاسير التي صاغها علماؤنا، نستطيع الخلوص بجموع من الهدايات التالية:

  • أهمية الاعتقاد الصحيح في دين الإسلام، وذلك يقتضي أن تكون العقيدة الحقة بعيدة كل البعد عن الباطل والكفر والشرك بالله تعالى.
  • أهمية التمسك بالقرآن العظيم يوصل – بإذنه تعالى – إلى جنات الخلد ، والخير الدائم.
  • ضرورة العمل بالقرآن العظيم، والتطبيق العملي في واقع الحياة المعاش؛ وهذا دليل  من أعظم الأدلة، التي تثبت صدق دعوى التمسك به.
  • أنّ القرآن الكريم كامل الاستقامة من كل الوجوه، وهوخال من العيوب، والتشكيك والترديد، فاستحق التمسك والعمل به.
  • أنّه واضح المنهج، فيما دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لأنّه منهج يسير ويمشي على ضوء كتاب الله وتعاليمه.
  • واضح من الآية خطورة عدم التمسك بكتاب الله تعالى، أو الميل عن منهجه القويم، وعدم التمسك به، وهذا دليل على الشقاء والبعد عن الطريق الصحيح، ولهذا يقول الله تعالى لسيدنا محمد ﴿فَلِذَ ٰ⁠لِكَ فَٱدۡعُۖ وَٱسۡتَقِمۡ كَمَاۤ أُمِرۡتَۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَاۤءَهُمۡۖ وَقُلۡ ءَامَنتُ بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن كِتَـٰبࣲۖ وَأُمِرۡتُ لِأَعۡدِلَ بَیۡنَكُمُۖ ٱللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمۡۖ لَنَاۤ أَعۡمَـٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَـٰلُكُمۡۖ لَا حُجَّةَ بَیۡنَنَا وَبَیۡنَكُمُۖ ٱللَّهُ یَجۡمَعُ بَیۡنَنَاۖ وَإِلَیۡهِ ٱلۡمَصِیرُ﴾ [الشورى ١٥] وهذه الآية أمر للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم بالدعوة كما أمره الله تعالى، والسير على منهاجه، وعدم اتباع الأهواء المتفرقة والضالّة.

المصدر: تفسير ابن كثير - ابن كثير تفسير الطبري - الطبري تفسير فخر الدينالرازي - فخر الدين الرازي


شارك المقالة: