الانقطاع في الإسناد

اقرأ في هذا المقال


لقد كان الإسناد في الحديث من أهمّ الدراسات الّتي اعتنى بها العلماء للتحقق من قبول الحديث وردة من بعد وفاة النّبي صلّى الله عليه وسلّم، وظهور الوضع والتدليس وإدخال مالم يقل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقد كانت كل دراسات علماء الحديث وجهودهم نابع من إيمانهم بمصدر ديننا الثاني بعد القرآن وهو الحديث الشريف، وأنّ هذا العلم يجب أن ينقل صحيحاً لكي لا يحلّ حراماً أو يحرّم حلالاً، وممّا تابعه علماء الحديث في الإسناد الانقطاع في الإسناد، فما الانقطاع في الإسناد؟ وماهي مباحثه ومصطلحاته تعالوا نتعرف على هذا العلم الخاص.

مفهوم الانقطاع في الإسناد

إنَّ مفهوم الإنقطاع في الإسناد لغة يطلق على الشي المفصول، والّذي أصبح جزءاً غير متصل بالأصل.

وأمّا الانقطاع في الإسناد اصطلاحاً: هو ما انفصل من سلسلة الرواة للحديث النّبويّ الشريف، وقد يكون هنالك إنزال لرواة وسقوط لهم في بعض طبقات الرواة الراوين للحديث النّبويّ الشريف، ولذلك سمي انقطاعاً لأنّ سلسلة الحديث النّبويّ الشريف يجب أن تكون كل طبقاة الرواة وسلسلتهم في نقل الحديث متصلة كوثاق متّصل، فعندما يسقط من الرواة شي فيحدث انقطاع في ذلك الوثاق، وعلماء الحديث حرصوا على التأكد من اتّصال الحديث لنقل الحديث صحيحاً كما جاء من النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وحتى يبتعدوا عن ما أُحدث بعد وفاة النبي من التغيير والزيادة والوضع في الحديث.

مباحث انقطاع السند

لقد شملت دراسات علماء الحديث وطلبة العلم في إسناد الحديث الشريف منقطعاً مواضيعاً منها:

1ـ المنقطع في الإسناد: وهو الإسناد الذي لم يكتمل بسقوط راوٍ من طبقات الحديث سواءً كان الحديث من النّبي صلّى الله عليه وسلّم أم خبر وأثر عن غيره صلّى الله عليه وسلّم من الصّحابة والتابعين.

2ـ المرسل: وهو ما عرّفه العلماء بأنّه ما رفعه راوٍ من التابعين إلى النّبي صلّى الله عليه وسلّم مسقطاً طبقة بينه وبين النّبي صلّى الله عليه وسلم، فارسله دون ذكر من سمع منه ما روى، وقد ذهب العلماء إلى ضعفة لوجود مجهود ساقط في الإسناد.

3ـ المعلّق: وهوأن يحذف المصنِّف أو الراوي ما كان من رواة أوّله فيرفعة إلى النّبي صلّى الله عليه وسلّم، وحديث هذا الإسناد إذا لم يثبت من طريق آخر أو لم يصنّفه الراوي بباب آخر من كتابه بسند متصل فهو حديث لا يحتجّ به.

4ـ المُدَلَّس: وهو رواية راوي الحديث عن من عاصره والتقى به متوهماً بذلك أو متوهماً بلقائه والاستماع منه ، وهو ماعُرِّف عند العلماء بتدليس الإسقاط، أو أن يروي راوٍ حديث عن ضعيف في الرواية جاء بين ثقتين وهو ما عُرِّف عندهم بالتسوية المدلَّسة، أو أن يروي الرَّاوي حديثاً عن شيخ سمع منه وآخر لم يدركه ولم يسمع منه وكل هذه الحالات من تدليس الإسناد، وهنالك نوع آخر من التدليس هو تدليس الشيوخ المسموع منهم فيذكر الراوي من سمع منه بصفة لا يعرف بها.

5ـ المرسل الخفي: وهوأن يروي الراوي حديثاً بشرْطيْ الإلتقاء والمعاصرة بمن سمع منهم، لكنّه في الحقيقة لم يلقَ من روى عنه ولمْ يسمعْ منه.

6ـ المُعضَل: أن يكون الإسناد منقطعاً بإسقاط راويين أو أكثر في طبقات الإسناد في أيِّ مكان به أوله أو آخره أو في الوسط.

أهمية دراسة الإنقطاع في الإسناد

إنّ تتبع إسناد الحديث وتتبع طبقاتة طريق لكشف الخطأ في متن الحديث النّبويّ الشريف، وهو واجب من واجبات علماء هذا العلم الشريف، وسبيل سار عليه العلماء المصنّفين لكي يخرجوا ما وصل لنا من علوم الحديث الشريف، ومن مصنّفات فرّقت بين المقبول وغير المقبول منه، ومن مصطلحات نبعت من علم الجرح والتعديل في الرواة.

المصدر: منهج النقد في علوم الحديث للدكتور نور الدين عترمباحث في علوم الحديث لمناع القطانعلوم الحديث د همام سعيد مادة علمية أعدّها لطلبة الجامعات الأردنيّة


شارك المقالة: