الالتفات في القرآن الكريم

اقرأ في هذا المقال


أساليب اللغة العربية لا تكاد تنتهي، والقرآن الكريم تتبع هذه الأساليب في نظمه لأنها أفصح في البلاغة وبيان المراد منها، ومن هذه الأساليب أسلوب الالتفات فما هو.

مفهوم الالتفات

نقل الكلام من أسلوب إلى أسلوب آخر، بأحد أساليب الالتفات التي في اللغة العربية، وذلك زيادة في تجديد نشاط المستمع.

أقسام الالتفات في القرآن الكريم

1- من المتكلم إلى المخاطب: ومثاله قوله تعالى: “وَمَا لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ” (سورة يس:22)، فغير الكلام من صيغة المتكلم إلى صيغة المخاطب في وإليه ترجعون، وذلك بنصح نفسه بعبادة الله ومن ثم نصح قومه، ثم التفت إلى تخويفهم بأنهم إليه يرجعون.

2- من المتكلم إلى الغائب: كما في قوله تعالى: “قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ” (سورة الأعراف:158)، فلم يقل لهم آمنوا بي، فهو نفى عن نفسه العصبية ودفعهم لإتباعه بالصفات التي اتصف بها النبي صلى الله عليه وسلم.

3- من المخاطب إلى الغائب: كقوله تعالى: “حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ” (سورة يونس:22)، فالتفت من الخطاب في “كُنْتُمْ” إلى الغيبة بقوله: “وَجَرَيْنَ بِهِمْ“.

4- من الغائب إلى المتكلم: كما في قوله سبحانه: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ” (سورة الإسراء:1)، وقوله تعالى: “وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ” (سورة فصلت:12).

5- من الغائب إلى المخاطب: نحو قوله تعالى: “فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنزتُمْ لأنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنزونَ” (سورة التوبة:35)، فالتفت من الغائب في جباههم وجنوبهم إلى أسلوب المخاطب في ما كنزتم.

سبب الالتفات في القرآن الكريم

التفنن والانتقال من أسلوب إلى آخر، وذلك لما فيه من تنشيط السامع، وتعظيم شأن المخاطب، وقصد المبالغة.

شرط الالتفات في القرآن الكريم

أن يكون في جملتين، أي في كلامين مستقلين.

المصدر: البرهان في علوم القرآن،بدر الدين الزركشي،2006موسوعة علوم القرآن،عبدالقادر منصور،2002مباحث في علوم القرآن،مناع القطان،2000علوم القرآن الكريم،الشيخ الدكتور نور الدين عتر،1996


شارك المقالة: