التجهز لفتح مكة

اقرأ في هذا المقال


بعد الغدر الذي قامت به قريش ومعها بنو بكر ونقضهم للمعاهدة التي كانت بين المسلمين وكفار قريش، كان النبي يفكر بمحاسبة قريش وبني بكر على فعلتهم.

ولكن قبل ذلك كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد أمر السيدة عائشة رضي الله عنها قبل أن يسمع النبي بخبر نقض الميثاق بثلاثة أيام أن تقوم بتجهيزه، من دون أن يعلم أي أحد بذلك الأمر، حينها دخل عليها والدها الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنها، فسألها سيدنا أبو بكر الصديق ابنته السيدة عائشة عن هذا الجهاز، عندها أجابت السيدة عائشة: (والله ما أدري)، فقال سيدنا أبو بكر الصديق: (والله ما هذا زمان غزو بني الأصفر)، وبعد ذلك سألها أين يريد رسول الله، فأجابت السيدة عائشة: (والله لا علم لي)، وبعد ثلاثة أيام في وقت الصباح، جاء عمرو بن سالم وهو رجل من بني خزاعة ومعه أربعين راكباً، حيث قال تلك الأبيات:
يا رب إني ناشد محمداً حلفنا وحلف أبيه الأتلدا
قد كنتم ولدا وكنا والدا ثمَّ أسلمنا ولم ننزع يدا
فانصر هداك الله نصراً أبدا وادع عباد الله يأتوا مددا
فيهم رسول الله قد تجردا أبيض مثل البدر يسمو صعدا
إن سيم خسفاً وجهه تربدا في قيلق كالبحر يجري مزبدا
إنّ قريشاً أخلفوك الموعدا ونقضوا ميثاقك المؤكدا
وجعلوا لي في كداء رصدا وزعموا أن لست أدعو أحدا
وهم أذل وأقل عددا هم بيتونا بالوتير هجدا
وقتلونا ركعاً وسجداً

عندها أصبح الناس يعلمون بنقض الميثاق والمعاهدة من قبل قريش، وبعد ذلك الأمر قدم بديل ومن ثمّ جاء أبو سفيان، حينها تأكد الناس من صحة خبر نقض المعاهدة، وبعد ذلك أمرهم سيد الخلق رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم بالجهاز للغزو، وأعلمهم النبي أنّه سائر نحو مكة المكرمة، وبعد ذلك دعا النبي قائلاً: ( اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها ).

وحتى يزيد في الإخفاء والتمويه والتعمية جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية بعدد ثمانية رجال، حيث أمر النبي قائداً عليها وكان أبي قتادة بن ربعي، وأرسل السرية إلى بطن إضم، والتي كانت ما بين ذي خشب وذي المروة ، وكان ذلك في شهر رمضان المبارك من السنة الثامنة للهجرة النبوية الشريفة، وحتى يظن الناس أن النبي يتوجه من هذه الناحية أو بذلك الاتجاة، وبذلك تصل الأخبار إلى قريش بشكل غير صحيح، حيث واصلت سرية أبي قتادة سيرها، حتى وصلت إلى المكان الذي أمرهم النبي السير إليه، وبعد ذلك وصلت أخبار إلى تلك السرية أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد خرج متجهاً نحو مكة المكرمة، عندها سارت به حتى تلحقته.

المصدر: مختصر الجامع/ سميرة الزايدنور اليقين/محمد الخضريالرحيق المختوم/ صفى الرحمن المباركفوري


شارك المقالة: