الحديث الحسن

اقرأ في هذا المقال


إنّ الحديث كمصدر للتَّشريع اللإسلامي بعد القرآن لهُ أهمية كبيرة في تبيان الأحكام، وما كان عامّاً في القرآن الكريم، ولأهميتهِ فقد بذل علماء الحديث الجهود العظيمة في التثبُّت منهُ، عن طريق السند والمتن، وصفات تجب أن تكون في الرَّاوي حتى يكون حجّة يعمل به، وقد قسّم علماء الحديث (الحديث الشريف) من حيث اتّصال السَّند، وصفات الرُّواة، وأهميت، وحجيته ومصادر تواجده.

مفهوم الحديث الحسن

قبل أن نبحر في مفهوم الحديث الحسن، علينا أن نعرف أنّ مرتبتهُ بعد الحديث الصحيح، والحديث الصحيح هو ما اتّصل سندهُ بنقل العدل الضابط، عن مثلهِ إلى رسول الله ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ من غير شذوذ ولا علّة قادحة، وإنّ الحديث الصحيح نجد في تعريفهِ أكبر صفات القبول للحديث في العقيدة والفقه والتشريع؛ لما في صفات رواتهِ عن النّبيّ ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ من صفات تؤهّلهم لأن ينقلوا الحديث عن النّبي ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ بلا كذبٍ أو خطأٍ أو نسيان، ومؤتمنون في صفاتهم على حديث رسول الله ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ أمَّا الحديث الحسن، فإنّه يأتي مرتبة بعد الحديث الصحيح، وعُرِّف بأنّهُ ما اتّصل سندهُ بنقل العدل خفيف الضبط عن مثله إلى رسول الله من غير شذوذ ولا علَّة قادحة، وهو بهذا التَّعريف لا يختلف عن الحديث الصَّحيح، إلَّا بصفات رواتهِ، وهو أنّ رواتهُ أقل ضبطاً من رواة الحديث الصحيح إمَّا لخطأ أونسيان، وهم اجتمعت فيهم شروط العدالة في إسلامهم، وتمييزهم، وبلوغهم، وهو متَّصل السند في كل طبقة من طبقات سنده، ولم يكن بهِ علّة تقدح به، أو مخالفة للمصدر الأول في التشريع.

مصادر الحديث الحسن

عند بحثنا عن مصادر للحديث الحسن، نجد أنّ الحديث الحسن في الكتب الأربعة، وهي سنن الترمذيّ والنّسائيّ، وابن ماجة وأبو داوود، وهي كتب السنّة المعروفة، يإستثناء صحيح البخاريِّ ومسلم، والتي جمعت أكثر الأحاديث الصحيحة.

أقسام الحديث الحسن

يقسم الحديث الحسن إلى قسمين:

1ـ حديث حسن لذاتهِ: وهو ما اتّصف رواتهُ بما سبق ذكرة، وقد يكون قد قوّاهُ حديث من طريق آخر مثلة، فيصبح صحيحاً لغيرهِ.

2ـ حديث حسن لغيرهِ: هو الحديث الّذي لم يتَّصف رواتهُ بالكذب والفسق، وبهِ ضعف يسير، وقوي بحديث من شاكلتهِ، فيُقال حديث حسن لغيرهِ.

حجية الحديث الحسن

إنّ الحديث الحسن من الأحاديث الّتي يُؤخذ بها ويُستدل بنصوصها، بعد الحديث الصحيح، ويستنبط منه الأحكام الشرعية، وهو في مرتبة بين الصحيح والضعيف، فهو أدنى من الصحيح ، وأقوى من الضعيف.

المصدر: علوم الحديث د همام سعيدمباحث في علوم القرآن مناع القطان


شارك المقالة: