الحديث الصحيح ومصادره

اقرأ في هذا المقال


إن للحديث الشريف الصحيح مصادر ومراجع لأمّة الإسلام، وهي موجودة وموصولة بالنقل من زمن التدوين إلى زمننا مثبتة بما تواتر من أخبار الأمة، فما هو الحديث الصحيح ومراجعه تعالوا نعرف ذلك.

مفهوم الحديث الصحيح

إنّ الحديث الصحيح صِنفٌ من أصناف الحديث النّبويّ الشريف من حيث اتّصال سنده وصفات الرواة، وهو عند اصطلاح المحدّثين: ما اتّصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله من أوله إلى آخره، من آخر راوٍ إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، من غير شذوذ ولا علّة قادحة. وهي بهذه الشروط لامجال للشك فيه لما احتلّه من صفات عليا في القبول.

من مصادر الحديث الصحيح

إنَّ للحديث الصحيح مصادر يرجع إليها أهل الحديث وطلبة العلم وأمّة الإسلام ومنها:
1ـ الموطأ: وهو من مؤلفات الإمام مالك بن أنس، وهو أوّل كتاب في الحديث الصّحيح، لتقدّم زمن الإمام مالك، ورأى بعضهم بعدم صحّة كل ما احتوى الموطأ، ففيه المرسل والمنقطع بالإضافة للحديث الصحيح.

2ـ صحيح البخاري: وهو ماعُرف بالجامع الصحيح للإمام محمّد بن اسماعيل البخاريّ، من أشهر علماء الحديث على مرّ التاريخ الإسلامي، والجامع الصحيح أول كتابٍ إنفرد فيه الحديث الصحيح مجرّداً من مصاحبته لأيِّ نوع من أنواع الحديث الأخرى، اشترط شروطاً في قبول ورواية الحديث النّبويّ الشريف فيه من أصعب شروط المحدثين، وبالرّغم من حفظه كمّّاً عظيماً من الأحديث إلى أنّه اختار في صحيحه ما يقارب7397 كما قال الإمام ابن حجر، وحجيّة الجامع الصحيح ثابتة الوجوب لما احتوى على صحّة الأسانيد.

3ـ صحيح مسلم: هو كتابٌ للإمام مسلم بن الحجّاج من تلاميذ البخاريّ ومن أشهر أهل الحديث من بعد الإمام البخاريّ، وقد اختار الإمام مسلم في صحيحه ما كان صحيحاً بنفس شروط البخاري وبنفس المنهج، وقد ضمّ كتاب صحيح مسلم ما يقارب 4000 حديث، وحجيّة صحيح مسلم ثابتاً بالصّحة والقبول لما كان به كصحيح البخاريّ.
4ـ صحيح ابن خزيمة: وهو من تأليف الإمام أبي بكر بن خزيمة، قام بتأليفة بدرجة عالية من تصحيح أحاديثة، وبمستوى أقلّ من الصحيحين.

5ـ صحيح ابن حبّان: وهو من مؤلّفات الإمام ابن حبّان البستي، واشترط فيه شروطاً أسهل من ما كان عند البخاريّ ومسلم، وفيه كما في صحيح بن خزيمة لما تساهلاً فيه في تصحيح الأحاديث ليس بدرجة الصحيحان.

المصدر: منهج النقد في ععلوم الحديث لنور الدين عترعلوم الحديث د همّام سعيدصحيح مسلممباحث في علوم الحديث لمناع القطان


شارك المقالة: