القرآن المعجزة الباقية

اقرأ في هذا المقال


إعجاز القرآن الكريم:

إعجاز القرآن: هو دليل على عجزَ البشرُ عن الإتيان بما جاء به أو بمثلِ بعضه، في معانيه وألفاظه وكلماته وهذه الخصوصية جعلت القرآن أعظم دليل على صدق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في رسالته، وحجته الباقية على الناس إلى أن تقوم الساعة.

قال الله تعالى:  ﴿وَقَالُوا۟ لَوۡلَاۤ أُنزِلَ عَلَیۡهِ ءَایَـٰتࣱ مِّن رَّبِّهِۦۚ قُلۡ إِنَّمَا ٱلۡـَٔایَـٰتُ عِندَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَاۤ أَنَا۠ نَذِیرࣱ مُّبِینٌ (٥٠) أَوَلَمۡ یَكۡفِهِمۡ أَنَّاۤ أَنزَلۡنَا عَلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ یُتۡلَىٰ عَلَیۡهِمۡۚ إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَرَحۡمَةࣰ وَذِكۡرَىٰ لِقَوۡمࣲ یُؤۡمِنُونَ (٥١) قُلۡ كَفَىٰ بِٱللَّهِ بَیۡنِی وَبَیۡنَكُمۡ شَهِیدࣰاۖ یَعۡلَمُ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِۗ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ بِٱلۡبَـٰطِلِ وَكَفَرُوا۟ بِٱللَّهِ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡخَـٰسِرُونَ (٥٢)﴾ صدق الله العظيم [العنكبوت ٥٠-٥٢]

وجاء في سبب النزول هذه الآيات ما رواه ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتف فيه كتاب فقال “كفى بقوم ضلالة وأن يرغبون عما جاء به نبيهم إلى ما جاء به نبي غير نبيهم أو كتاب غير كتابهم” فأنزل الله تعالى: “أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب” أخرجه أبو محمد الدارمي في مسنده.

ويؤيده ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما من الأنبياء نبي إلا أُعطِيَ ما مِثلُه آمَن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إليَّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة))، وقد كان الله عزوجل يُجري على أيدي رسُله وأنبيائه ويسوق لهم من البراهين ما يدلُ على صدقهم أنهم مبعوثون من عند الله تعالى، مما لا يقع مثلُه في العادة لغيرهم من البشر.
وهو معجزاتهم، كعصا موسى، وإحياء عيسى عليه السلام للموت، والإسراء والمعراج لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لكن تلك المعجزات كانت أدلة امن شهدها، ونصيب من لم يشهدها إنما هو الخبر الواجب التصديق، بخلاف القرآن، فإنه المعجزة الباقية، التي لم تزل حيةً بين الناس، لم يتبدل ولم يتغير، ولن يكون ذلك في يوم من الدهر. تحدى الله عزوجل أرباب الفصاحة والبيان، بل جميع بني الإنسان، بل حتى لو ظاهرهم عليه الجان، ولم يزل يتحدى: أن يأتوا بمثل هذا القرآن، أو بمثلِ بعضه، فما فعلوا، ولن يفعلوا.

المصدر: تفسير القرطبي - القرطبي محاضرات في علوم القران- غانم القدوريمناهل العرفان في علوم القران - الزرقانيصحيح البخاري- محمد بن اسماعيل البخاري


شارك المقالة: