الوصول إلى أسوار خيبر

اقرأ في هذا المقال


وقد بات جيش المسلمين ليلتهم الأخيرة قبل موقعة غزوة خيبر المشهورة.

أسوار خيبر

بعد أن استراح جيش المسلمين ليلتهم الأخيرة التي كان قد بدأ في صباح يومها التالي القتال قريباً من منطقة خيبر، وكانت اليهود لا تشعر بقدوم جيش المسلمين أبداً، وكان من عادة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إذا جاء لقومٍ بليلٍ لم يقربهم حتى يأتي الصبح، فلمّا جاء الصباح صلى النبي الفجر بغلس.

ركب المسلمون متوجهين إلى القتال، فخرج أهل خيبر لأراضيهم وكانوا في حالة من عدم الشعور بقدوم النبي ومن معه من جيش المسلمين، ولكن عندها شاهد أهل خيبر جيش النبي، قال أهل خيبر حينها: (محمد، والله محمد والخميس)، ومن ثمّ عاد أهل خيبر هاربين إلى مدينتهم وبيوتهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الله أكبر، خربت خيبر، الله أكبر، خربت خيبر، إنّا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين).

حصون خيبر

حيث كانت مدينة خيبر مقسمة إلى شطرين أو جزئين، كل شطر أو جزء منها فيه خمسة من الحصون.
أول جزء يتكون من:
1) حصن ناعم 2) حصن الصعب بن معاذ 3) حصن قلعة الزبير 4 ) حصن أبيّ 5)حصن الثوار.
وكانت تقع الحصون الثلاثة الأولى منها في منطقة اسمها (النطاة)، وأمّا بقية الحصون الأخرى فمكانهم في منطقة يقال لها (الشق).

أمّا الجزء أو الشطر الثاني من منطقة خيبر والذي يعرف ذلك الشطر بالكتيية فيوجد فيه ثلاثة حصون لا غير:
1 ) حصن القموص: (وكان حصن لبني أبي الحقيق من بني النضير).
2) حصن الوطيح.
3) حصن السلالم.

ويوجد في مدينة خيبر العديد من الحصون والقلاع غير تلك الحصون الثمانية، إلّا أنّ تلك الحصون كانت صغيرة بالمقارنة مع غيرها من الحصون الثمانية، والتي لا تصل إلى درجة هذه الحصون أو القلاع من ناحية المناعة أو القوة.

ولكنّ القتال الدامي قد جرى في الجزء الأول من منطقة خيبر، أمّا الجزء الثاني فحصونها الثلاثة مع أنّ جنود اليهود فيها كانوا في كثرة إلّا أنّها استسلمت من دون قتال.

واستمر النبي وجيش المسلمين بالتقدم، حتى اختار النبي صلى الله عليه وسلم لمعسكره منزلاً، فجاء الصحابي حباب بن المنذر رضي الله عنه إلى النبي فجرى حوار بينه وبين النبي، كانت نتيجة ذلك الحوار هو تحول النبي إلى مكان آخر واختيار مكان أفضل، حيث قال حباب للنبي: (يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل أنزله الله، أم هو الرأي في الحرب، فقال النبي لحباب: بل هو الرأي)، ( وكان حباب يقصد أنّ هذا المنزل الذي اختاره النبي إنّما هو أمر من الله، أم أنّه رأي المعركة)، فرد حباب على النبي بشورى وقال للنبي بمعنى الكلام: أن يا نبي الله هذا المكان قريب جداً من الحصن الذي يسمّى نطاة، وجميع جنود يهود خيبر فيه، وهم يدرون ويعرفون كل أحوالنا، ونحن لا نعلم أي شئ عن حالهم وأحوالهم، وحتى أنّ سهامهم قد تصل إلينا، ولكنّ سهامنا لن تصل إليهم، ولا نأمن من بيات اليهود.

وأكمل حباب كلامه للنبي وقال أن هذا المكان بين النخل، ومكان نافذ وعميق، وأرض وبيئة، وطلب حباب من النبي بعد إذن النبي أن يغير المكان الذي هم فيه، إلى مكان أفضل يخلوا من هذه المفاسد حتى يتخذه معسكراً للمسلمين، حينها وافق النبي كلام حباب وما أشاره حباب إليه، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بتغيير المكان، والتحول إلى مكان آخر يكون منزلاً للنبي ومعسكراً لجيش المسلمين.

المصدر: الرحيق المختوم/ صفى الرحمن المباركفورينور اليقين/محمد الخضريمختصر الجامع/ سميرة الزايد


شارك المقالة: