بشير بن يسار والرواية

اقرأ في هذا المقال


مازلنا نخط في رحلتنا بالبحثِ عن رواية الحديثِ النّبويِّ سطوراً عن أُولئك الرواة الّذين كانَ لهم الفضلُ على أمّة الإسلام بنقل مصادر دينها ولا سيّما الحديثِ النّبويِّ الشّريفِ وما وصَلنَا مِنهم من حديث النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم ما زلنا نعتاش في تشريعنا به، تلك مسيرة أرّخها حماةُ الدّينِ من الصّحابة رضوان الله عليه أوّلاً، ثمَّ التابعين من بعدهم، ولازلنا نجوب في طريقنا ديار التّابعين الأخيار حتى وصلنا في بحثنا إلى راوٍ منهم، إنَّه بُشَيْرُ بنُ يسار رحمه الله، فتعالوا معنا في سيرَتِه مع الحديث.

نبذة عن بشير بن يسار

هو التّابعيُّ الجليلُ، أبو كَيْسانَ، بُشَيْرُ بنُ يسارٍ الحارِثيُّ الأنْصارِيُّ، من رواة الحديثِ النَبويِّ، كانَ مولىً لبني حارِثة، وقد أدرك زمن الصّحابة في الرّواية كبيراً، وكان ممّن قلّت روايتهم للحديث وكانَ من الفقهاءِ المعروفينَ، ولا يعْلَم عن زمانِ وفاتِه بالتّحديد.

روايته للحديث

كان بُشَيْرُ بنُ يسارٍ من التّابعين الّذين رووا الحديث عمّن أدرَكَهُم من الصّحابة رضوانُ اللهِ عليهم ومنهم: رافعِ بنِ خَديجٍ وسُوَيدٍ بنِ النّعمانَ وسهلِ بنِ أبي حَثمَة وجابرِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عمرو وأنسِ بنِ مالكَ وغيرهم، كما روى من طريقِه الحديثَ كثيرٌ من الرّواة من أمثالِ: محمّدِ بنِ إسحاقَ بنِ يسارٍ والوليد بن كَثيرٍ ويحيى بنُ سعيدٍ الأنصاريِّ وغيرهم يرحمهم الله وكان من أهل الثّقة في رواية الحديث وحديثه عند كثيرٍ من جماعةِ الحديثِ كالإمام مسلمٍ وأبي داوودَ والتّرمِذيِّ والنَّسائِيِّ وابنِ ماجةَ رحمهم الله.

من رواية بشير بن يسار للحديث

ممّا ورد من رواية الحديث النّبويّ الشّريفِ من طريقِ بُُشَيْرِ بنِ يسارٍ ما أورده الإمامُ مسلمُ بن الحجّاجِ في صحيحه: ((وحدّثَنا عبدُ الله بنُ مسلّمةَ القَعْنَبِيُّ، حدّثنا سُلَيمانُ ـ يعني ابنَ بلالٍ ـ عن يحيى ـ وهو ابنُ سعيدٍ ـ عنْ بُشَيْرِ بنِ يسارٍ، عنْ بعضِ أصحابِ رسول الله منْ أهلِ دارِهِمْ منْهُمْ سهلُ بنُ أبي حَثْمَةَ، أنَّ رسول الله صلّى الله عليهِ وسلّمَ نَهى عنْ بيع ِالثَّمَرِ بالتَّمْرِ وقال: ( ذلكَ الرِّبا تلكَ المُزَابَنَةُ ). إلّا أنّه رخَّصَ في بيْعَِ العَرِيَّةِ النَّخْلَةِ والنّخْلَتيْنِ يأخُذُها أهْلُ البَيْتِ بِخَرْصِها تَمْراً يأكُلُونَهَا رُطَبَاً )) من كتاب البُيوعِ، رقم الحديث1540/67.

المصدر: تهذيب الكمال للمزيسير أعلام النبلاء للذهبيصحيح مسلم للإمام مسلم


شارك المقالة: