حديث في آداب الطّريق

اقرأ في هذا المقال


إنَّ الإسلامَ بمنظومتهِ حثَّ على الأخلاقِ، لما لها منْ أثرٍ في تنظيمِ حياةِ الإنْسانِ في شتَّى أشكال الحياةِ، وقدْ جاءَ الحديثُ بكلِّ شواهدهِ يدعو إلى هذهِ الأخلاقِ، ومنْ هذه الأخلاقِ ما يكونُ في الطَّريقِ، وسنعرضُ حديثاً منْ أحاديثِهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في آدابِ وحقوقِ الطّريقِ عندَ المسلمين.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ يرْحمهُ اللهُِ في الصَّحيحِ: (( حدَّثَنا مُعاذُ بنُ فُضالةَ، حدَّثَنا أبو عمرَ حفصُ بنُ ميسرةَ، عنْ زيد بنِ أسلمَ، عنْ عطاءِ بنِ يسارٍ، عنْ أبي سعيدٍ الخدريِّ رضيَ اللهُ عنهُ، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال: (إياكمْ والجلوسَُ على الطُّرقاتِ). فقالوا: مالنا بدٌّ، إنَّما هي مجالسنا، نتحدَّثُ فيها. قال: (فإذا أبيتمْ إلَّا المجالسَ فأعطوا الطريقِ حقَّها). قالوا: وما حقُّ الطَّريقِ؟ قالَ غضُّ البصرِ، وكفُّ الأذى ، وردُّ السَّلامِ، وأمرٌ بالمعروفِ، ونهيٌّ عنِ المنكرِ). رقمُ الحديثِ:2465)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصَّحيحِ، في كتابِ المظالِمِ؛ بابُ أفنيةِ الدُّورِ والجلوسِ فيها، كما ذكرهُ في كتابِ الإستئذانِ، والحديثُ منْ طريقِ الرَّاويِ أبي سعيدٍ الخدريِّ، وهو سعد بن مالك الأنصاريِّ منَ الصَّحابَةِ المكثرينَ للحديثِ عنْ رسولِ اللهِ صلطَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ فهم:

  1. معاذُ بنُ فضالةَ: وهوَ المحدِّثُ أبو زيدٍ، معاذُ بنُ فُضالةَ الزَّهرانيُّ، منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ، ووفاتُهُ في 210هـ.
  2. حفصُ بنُ ميسرةَ: وهوَ أبو عمرَ حفصُ بنُ ميسرةَ العقيليُّ منَ أتباعِ التَّابعينَ في رواية الحديث، ووفاتُه في 181هـ.
  3. زيدُ بنُ أسلمَ: وهوَ زيدُ بنُ أسلمَ القرشيُّ العدويُّ، مولى عمرَ بنِ الخطَّابِ، منْ التَّابعينَ المحدِّثينَ، ووفاتُهُ في 136هـ.
  4. عطاءُ بنُ يسارٍ: وهوَ عطاءُ بنُ يسارٍ الهلاليُّ، منَ التَّابعينَ ورواةُ الحديثِ المشهورينَ، وكانتْ وفاتُهُ في 94هـ .

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ المذكورُ إلى أنَّ للطَّريقِ آدابٌ يجبُ على المُسلمِ أنْ يتخلَّقَ فيها، إذا كانَ للجلوسِ فيها ضرورَةُ ، وقدْ عدَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في هذا الحديثِ منَ الآدابِ:

  1. غضُّ البصرِ: وهوكفُّ العينِ عنْ محارمِ اللهِ وأعراضِ النَّاسِ، وفيها سلامَةُ منَ الوقوعِ في الفتنِ.
  2. كفُّ الأذى: وهوَ الإبتعادُ عنْ ما يؤذي النَّاسَ في طريقِهمِ، وإزالته عنهمْ.
  3. ردُّ السَّلامِ: وردُّ السَّلامِ على منْ مرَّ في الطَّريقِ، لما للسَّلامِ منْ آثارٍ في محاربةِ الكراهيةِ ونشرِ الأُلفةِ بينَ النَّاسِ.
  4. الأمرُ بالمعروفِ: وهوَ الدَّعوةُ إلى كلِّ عملٍ يتقبَّلُهُ اللهُ منْ المُسلمِ منَ العملِ المشروعِ.
  5. النَّهيِّ عنِ المنكرِ: وهوَ مدافعةُ الحرامِ والمنهيُّ عنهُ منَ الأفعالِ والأقوالِ ما لا يحبُّهُ اللهُ.

ما يرشد إليهِ الحديث:

منَ الدُّروسِ والعبرِ المستفادَةِ منَ الحديثِ:

  • المسلمُ يبتعدُ عنِ الجلوسِ في الطّرقاتِ منْ غيرِ الضَّرورَةِ.
  • وجوبُ غضِّ البصرِ عنْ محارمِ الله.
  • وجوبُ ردِّ السَّلامِ لنشرِ الأُلفةِ بينَ المسلمينِ.
  • المسلمُ في كلِّ مكانٍ يأمرُ بما يرضي اللهِ وينهى عنْ ما لايرضى اللهُ عزَّ وجلَّ.
  • المسلمُ طاهرٌ نظيفُ، يزيلُ منْ طريقِ النَّاسِ ما يؤذيهمْ وما يكرهونَ.

المصدر: صحيح البخاري للإمام البخاريفتح الباري في شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلانيسير أعلام النبلاء للذهبيسنن أبي داوود للإمام أبي داوود السجستاني أول كتاب الأدب


شارك المقالة: