حديث في أشراط السّاعة

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كان لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمُ خصوصيُّةُ في علمهِ بشيءٍ منْ أخبارِ السَّاعةِ، فلمْ ينقضي أجلُ النَّبيِّ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ إلَّا وأخبرَ في كثيرٍ منْ أشراطِ السَّاعةِ وعلاماتِها، وسنعرضُ حديثاً في بعضِ أشراطِ السَّاعةِ المذكورةِ في الحديث.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ في الصَّحيحِ: ((حدَّثنا عمرانُ بنُ ميسرةَ، قالَ: حدَّثنا عبدُ الوارثِ، عنْ أبي التَّيَّاحِ، عنْ أنسٍ، قالَ: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنَّ منْ أشراطِ السَّاعةِ أنْ يُرفعَ العلمً ويثبتَ الجهلُ، ويشربَ الخمرُ، ويظهرَ الزِّنَى). رقمُ الحديثِ80)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ يرْحمهُ اللهُ في صحيحه الجامع في كِتابِ العلمِ، بابُ رفعِ العلمِ وظهورِ الجهلِ،كما ذكرهُ في كِتابِ الجهادِ والسِّيرِ (2927)، وكتابِ النِّكاحِ (5231)، وذكرهُ الإمامُ مسلمٌ في صحيحهِ في كتابِ العلمِ، أمَّا الحديثُ المذكور فقدْ جاءَ منْ طريقِ الصَّحابيِّ أنسِ بنِ مالكٍ الأنصاريِّ خادمِ النَّبيِّ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ وهوَ منَ المكثرينَ للحديثِ عنهُ منَ الصَّحابةِ رضوانُ اللهِ عليهم، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ فهم:

  • عمرانُ بنُ ميسرة: وهوَ عمرانُ بنُ ميسرةَ المنقريُّ البصريُّ (ت:223هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ في الحديثِ.
  • عبدُ الوارثِ: وهوَ عبدُ الوارثِ بنُ سعيدِ بنِ ذكوانَ التَّميميُّ (102هـ180هـ)، وهوّ منْ رواةِ الحديثِ منْ أتباع التَّابعينَ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ المذكورُ إلى أشراطٍ وعلاماتٍ تظهرُ في الأمَّةِ قبلَ قيامِ السَّاعةِ، وهوَ منَ الوحيِّ الغيبيِّ ممَّا أخبرَ اللهُ تعالى به نبيًّنا محمَّدٌ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، ويفيدُ إلى أنَّ السَّاعةَ تقومُ على شرارِ الخلقِ في تركِ العباداتِ وفعلِ المحرَّماتِ الّتي تتفشى في مجتمعاتهم، ومنْ علاماتِ السَّاعةِ المذكورة:

  • رفعُ العلمِ: ورفعُ العلمِ كما ذكرَ في بعضِ الأحاديثِ ليسَ انتزاعاً منْ صدورِ النَّاسِ بلْ بقلَّةِ السَّعيِّ إليهِ وموتُ أهلهِ وقلَّةُ طالبيهِ منَ المجتهدينَ.
  • ثبوتُ الجهلِ: وثبوتُ الجهلِ نتيجةً لرفعِ العلمِ وكثرةُ الجُّهَّالِ الّذينَ يتكلمونَ باسمِ العامَّةِ، ويكثرونَ الفتوى حتَّى يضلونَ النَّاسَ ويقودونهمْ إلى الضَّلالِ.
  • شربُ الخمرِ: وفي هذا إشارةٌ إلى انتشارهِ في المجتمعاتِ وكثرةِ شاربيهِ، وفي هذا دليلُ على ضعفِ الإيمانِ واتِّباعِ الشَّهواتِ المُضلَّةِ.
  • كثرةُ الزِّنى: وكثرةُ الزِّنى يعني كثرةُ النِّكاحِ الحرامِ والسَّعيِّ إليهِ، فيتفشَّى في المجتمعاتِ، ويكثرُ هتكُ الأعراضِ وتختلط الأرحامُ بما فيها.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الدُّروسِ والعبرِ المستفادةِ منَ الحديث:

  • الإخبارُ بالغيبياتِ من النَّبيِّ وحي منَ اللهِ تعالى.
  • اتِّباعُ الشَّهواتِ والمحرَّماتِ سببٌ في ضياعِ الأممِ ونذيرٌ باقترابِ السَّاعةِ.
  • البعدُ عنِ المحرَّماتِ ووجوبِ اتِّباعِ أمرِ اللهِ خوفاً منْ عذابهِ عزَّ وجلَّ.
  • وجوبُ السعيّ لطلبِ العلمِ.
  • الجهلُ نذيرٌ لدمارِ الأممِ وانحطاطها.

المصدر: صحيح البخاري للإمام البخاريصحيح مسلم للإمام مسلمفتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلانيالمنهاج في شرح صحيح مسلم للإمام النوويسير أعلام النبلاء للإمام الذّهبيتهذيب الكمال للمزي


شارك المقالة: