حديث في أفضل الأمة

اقرأ في هذا المقال


لقدْ بعثَ اللهُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في جيلٍ فُضِّلَ على غيرِهِ بحضورِ الوحيِّ والتَّنزيلِ، ومصاحبةِ النَّبيِّ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامِ في نشرِ دينِ الإسلامِ، فكانَ لهُمُ الفضلُ فيما وصلَ إلينا منْ أصولِ ديننا ومراجعهِ منَ القُرآنِ والسُّنَّةِ، وقدْ فُضِّلوا على غيرهم، وسنعرضُ حديثاً يدُلُّ على أفضليتهم، ومنْ أفضلِ النَّاسِ بعدهم.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ يرْحمهُ اللهُ في الصَّحيحِ: ((حدَّثني إسحاقُ، حدَّثنا النَّضْرُ، أخبرنا شعبةُ، عنْ أبي جمرةَ، سمعتُ زَهْدَمَ بنَ مُضَرِّبٍ، سمعتُ عمرانَ بنَ حُصينٍ رضي اللهُ عنْهما يقولُ: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (خيرُ أمَّتي قرْني، ثُمَّ الّذينَ يلونَهمْ، ثُمَّ الّذينَ يلونَهمْ ـ قالَ عمرانُ: فلا أدْري؛ أذكرَ بعدَ قرنهِ قرنينِ ، أوْ ثلاثاً؟ ـ ثُمَّ إنَّ بعدَكمْ قوماً، يشهدونَ ولا يُسْتشهدونَ، ويخونونَ ولا يؤتمنونَ، وينذُرونَ ولا يفونَ، ويظهرُ فيهمُ السِّمنُ). رقمُ الحديثِ:3650)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في صحيحهِ في كتابِ فضائلِ أصحابِ النَّبيِّ، بابُ فضائلِ أصحابِ النَّبيِّ، والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيِّ عمرانَ بنِ حُصينٍ الخُزاعيِّ البصريِّ المتوفَّى في (52هـ)، وأمَّ بقيَّةُ رجالِ الحديثِ فهم:

  • إسحاقُ: وهوَ إسحاقُ بنُ إبراهيمَ الحنظليِّ (161ـ237هـ)، منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ في الرِّوايةِ.
  • النَّضْرُ: وهوَ النَّضرُ بنُ شميلٍ المازنيُّ (122ـ204هـ)، منْ رواةِ الحديثِ منْ تيعِ أتباعِ التَّابعينَ.
  • أبو جمرةَ: وهوَ نصرُ بنُ عمرانَ الضَّبعيُّ (ت:127هـ)، وهوَ منْ التَّابعينَ في روايةِ الحديثِ.
  • زَهدَمُ بنُ مُضَرِّبٍ: وهوَ زَهدَمُ بنُ مُضَرِّبٍ الأزْديُّ، منَ التَّابعينَ في روايةِ الحديث.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى بيانِ النَّبيِّ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ إلى أفضلِ النَّاسِ منْ أمَّتِهِ، وهمُ الصَّحابَةُ رضوانُ اللهِ عليهم، والسببُ في تفضيلِهمْ ما عاشوهُ معَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ منْ أحداثٍ ووقائعَ ثبتوا فيها على دينهم واتِّباعهمْ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ،ثمَّ يأتي تفضيلُ منْ جاءَ بعدهمْ وهمُ التَّابعونَ، والتَّابعونَ منْ لقوا أصحابَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في زمنٍ قريبٍ منْ زمنِ النُّبوةِ وخيرِهِ وعطائهِ، ثمَّ القرنُ الّّي جاءَ بعدَهمْ وهمُ أتْباعُ التَّابعينَ، وفي زمنِ أتْباعِ التَّابعينَ كانَ امتدادُ خيرِ منْ سبقهمْ منَ البذلِ والعطاءِ لهذا الدِّينِ.

ثمَّ ذكرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ مِمَّا علمَ بهِ منْ علمِ الغيبِ بأقوامٍ في آخرِ الزَّمانِ، وهؤلاءِ قومُ ترفعُ فيها الأمانةُ وقولُ الحقِّ، ويكثرُ عندهمْ نقضُ العهودِ ويتفشَّى بهمُ السِّمنُ وهوَ زيادةُ الانشغالِ بالدُّنيا وشهواتها وملذّاتها ونسيانِ آخرتهم.

ما يرشد إليه الحديث:

يرشدُ الحديثُ إلى عدَّةِ فوائدَ منها:

  • فضلُ الصَّحابةِ على غيرهمْ وتفضيلهمْ منَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.
  • فضلُ التَّابعينُ بصحبةِ أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.
  • فضلُ أتْباعِ التَّابعينَ بعدَ أسلافهم.
  • ظهورُ الفتنِ في آخرِ الزَّمانِ وتحذيرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ منَ الوقوعِ فيها.

المصدر: صحيح البخاري للإمام البخاريفتح الباري في شرح صحيح البخاريعلوم الحديث للدكتور همام سعيدسير أعلام النبلاء للذهبيتهذيب الكمال للمزي


شارك المقالة: