حديث في الصّيام عن الميت

اقرأ في هذا المقال


لقدْ ثبتَ في كثيرٍ منْ شواهدِ الحديثِ في وصولِ أجرِ العملِ للميتِ بعدَ موته، ومنه الدّعاءُ والعمل الصّالحُ، كما ثبتَ أنّ المسلمَ يصومُ عنْهُ وليّهُ إذا كان عليه صيامُ وتوفيَ قبلَ أنْ يتمّه، وسنعرضُ حديثاً في ذلك.

الحديث

أوردَ الإمامُ التّرمذيّ في الجامع الصّحيح: ((حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، قال: حدّثنا أبو خالدٍ الأحمرُ، عنِ الأعمشِ، عنْ سلمةَ بنِ كهيلٍ، ومسلمٍ البطينِ، عنْ سعيدِ بنِ جبيرٍ، وعطاءٍ ومجاهدٍ، عنِ ابنِ عبّاسٍ، قال: جاءتِ امرأةُ إلى النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّمَ، فقالتْ : إنّ أختي ماتت، وعليها صومُ شهرينِ متتابعينِ. قال: “أرأيتِ لو كانَ على أختكِ دينٌ، أكنتِ تقضينه؟”. قالتْ نعم. قال: “فحقّ الله أحقّ”)). حكم الحديثِ صحيح ورقمه: (716).

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ النّبويُّ المذكورُ يوردهُ الإمامُ أبو عيسى، محمّدُ بنُ عيسى التّرمذيُّ في الجامع الصّحيحِ، في أبواب الصّومِ عنْ رسولِ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، بابُ: (ما جاءَ في الصّومِ عنِ الميّت)، والحديثُ جاءَ منْ طريق الصّحابيِّ الجليلِ ابنِ عبّاسٍ رضي الله عنهما، وهوَ حبرُ الأمّةِ عبدُ اللهِ بنُ عبّاسِ بنِ عبدِ المطّلب القرشيُّ الهاشميُّ، وهوَ منَ المكثرينَ في الحديثِ منَ الصّحابة، أمّا بقيّة رجالِ سندِ الحديث:

  • أبو سعيدٍ الأشجّ: وهوَ عبدُ الله بنُ سعيدٍ الكنديّ (ت: 257هـ)، منْ ثقات تبع الأتباع في الحديث.
  • أبو خالدٍ الأحمر: وهوَ سليمانُ بنُ حيّان الأزديُّ (114ـ190هـ)، وهوَ منْ أتباع التّابعينَ الثّقات.
  • مسلمُ البَطينُ: وهوَ مسلمُ بنُ عمرانَ الكوفيُّ، وهوَ منَ التّابعينَ الثّقات.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديثُ النّبويُّ المذكورُ إلى جواز الصّيامِ عنِ الميّت إذا كان عليه صومُ، وقدْ بيّن النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ ذلكَ في جوابه للمرأة الّتي سألته عنْ أختها الّتي ماتت وعليها صيامَ، فأرشدها إلى الصّيامِ عنها، فالصّيام منَ العبادات الّتي يصلُ أجرُها وثوابها للإنسانِ بعدَ موته، كما ثبتَ عندَ أهل الحديثِ والفقه بأنّه منْ ماتَ وعليه صيامُ لمْ يصمه صامَ عنهُ وليّه منْ بعده، والله تعالى أعلمُ.

ما يرشد إليه الحديث

من الفوائد من الحديث:

  • منْ مات وعليه صيام صام عنه وليّه في الدنيا.
  • الصّوم من العبادات الّتي يصلُ أجرها للميّت.

المصدر: الجامع الصحيح للإمام الترمذيتحفة الأحوذي بشرح جامع التّرمذي لعبد الرحمن المباركفوريسير أعلام النّبلاء للإمام الذّهبيكتاب الثّقات لابن حبّان


شارك المقالة: