حديث في حلاوة الإيمان

اقرأ في هذا المقال


الإيمانُ هو الإعْتقادُ الجازِمُ بأمور العقيدَةِ الإسْلامِيَّةِ منَ الإسلامِ والإيمانِ قوْلاً وعمَلاً ويقينُ بالقلْبِ، والمسْلِمُ يجبُ عليْهِ أنْ يكونَ بصِفاتِ الإيمانِ كيْ يُكْتَبَ عنْدَ اللهِ مؤمناُ، فيعبدُ اللهَ تعالى بإخلاصِ القولِ والعمل باليقينِ والإعْتقادِ الجازِمِ الَّذي لا يخالِطْهُ شَكٌ أوْ ريبَةٌ، وسنعرضُ في دراستنا حديثُ يَدُلُّ على ما يقودُ المؤمنَ إلى الإيمانِ وأنْ يُحسَّ بحلاوَتِهِ.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ في الصَّحيحِ: ((حدَّثَنا مُحمَّدُ بنُ المُثَنَّى، قالَ: حدَّثَنا عبدُ الوهَّابِ الثّقفيُّ، قالَ: حدَّثَنا أيُّوبُ، عنْ أبي قلابَةَ، عنْ أنسٍ، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، قالَ: ( ثلاثٌ منْ كُنَّ فيهِ وجدَ حلاوةَ الإيمانِ: أنْ يكونَ اللهُ ورَسولُهُ أحبَّ إليهِ مِمَّا سواهُما، وأنْ يحبَّ المرءَ لا يُحبُّهُ إلّا للهِ، وأنْ يكرَهَ أنْ يَعودَ في الكفْرِ كما يكرهُ أنْ يُقْذَفَ في النَّارِ). رقمُ الحديثِ: 16)).

سند الحديث:

الحديثُ يرْوِيهِ الإمامُ مُحمَّدُ بنُ إسْماعيلَ البُخاريُّ في الصَّحيحِ في كِتابِ الإيمانِ، بابُ حلاوةِ الإيمانِ، ويرْويهِ منْ طريقِ مُحَمَّدِ بنِ المُثنّى منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ، ويرْويهِ مُحَمَّدُ بنُ المُثنَّى عنْ عبدِ الوهابِ الثّقفيِّ منْ أتباعِ التَّابعينَ، ويرويهِ عبدُ الوهَّابِ عنْ أيُّوبَ وهوَ أيُّوبُ السَّخْتيانيُّ وهوَ منَ التَّابعينَ، ويرويهِ أيُّوبَ عنْ أبي قِلابَةَ وهوَ عبدُ اللهِ بنُ زيدٍ الجَرْميُّ منَ التَّابعينَ، ليصِلَ سندُ الحديثِ إلى أنَسِ بنِ مالِكَ وهوَ منَ المُكْثرينَ لروايَةِ الحديثِ منَ الصَّحابَةِ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى صفاتٍ في المَرْءِ منْ صفاتِ المؤمنينَ، ويجِدُ بِهِنَّ حلاوَةَ الإيمانِ، وحلاوَةُ الإيمانِ شُعورُ في النَّفسِ الإنْسانِيَّةُ تقودُ بهِ إلى الطُّمأنينِةِ والسكينَةِ والتوجُّهِ إلى فعلِ الطَّاعاتِ والبُعْدِ عنِ المَعاصِي، وشعورِهِ بمراقَبَةِ اللهِ تعالى لَهُ في كُلِّ أقوالِهِ وأعْمالِهِ، وهذهِ الصِّفاتِ هيَ:

  • أنْ يكونَ اللهُ ورسولُهُ مقَدَّمينِ في الحبِّ والإتِّباعِ، ومحبَّتُهُما في الطَّاعَةِ والبُعْدِ عنِ إقْترافِ الذُّنوبِ، وعدَمِ تقدِيمِ طاعَةِ أحَدٍ عليهُما.
  • أنْ يُحبَّ منَ النَّاسِ منْ يكونَ منَ الأخِلَّاءِ المؤمنينَ حبًّا في اللهِ وفي طاعتهِ، ولا يُحِبُّ أحَداً في مَعْصِيَةِ، حبًّا يقومُ على المشاركةِ في توحيدِ اللهِ وطاعتهِ.
  • أنْ يبْقَى الإنْسانُ بعيداُ عنْ مايقودهُ إلى الكفْرِ بعدَ أنْ ذاقَ حلاوةَ الإيمانِ وطُمأنينَتَها، ويكونُ هذا الشُّعورُ قائِماً على خوْفِهِ منَ الوقوعِ في النَّارِ بتركِ الإيمانِ وما يقودُ إليْهِ.

ما يرْشد إليهِ الحديث:

من الدروسِ المُستفادةِ منَ الحديثِ:

  • المؤمنُ يقُدِّمُ حبَّ اللهِ ورسولِهِ وطاعَتُهُما على غيرِهما.
  • حبُّ المؤمنُ لأيِّ إنْسانٍ يقومُ على الحُبِّ في صفاتِ الإيمانِ باللهِ تعالى.
  • يبتعدُ المؤمنُ عنْ أي عملٍ أو قولٍ يقودُ بهِ إلى الرُّجوعِ عنِ الإيمانِ والوقوعِ في عذابِ اللهِ تعالى ودٌخولِ النَّارِ.
  • إنَّ للإيمانِ حلاوَةً يشْعُرُ بِها المؤمنُ فقطْ، ويُحْرَمُ منها الكافرُ.

شارك المقالة: