حديث في فضل الصلاة على الجنازة

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ لأحكامِ الجنائزِ في حديثِ رسول الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ كثيراً منَ الشّواهدِ الّتي بيّنَ فيها النّبيُّ عليه الصّلاة والسّلامُ للصّحابةِ ما يفعلونَ بالجنازةِ وما يتبعها منْ آدابٍ، وقدْ كانَ لصلاة الجنازةِ فضلُ كبيرٌ وأجر عظيم، وسنعرضُ حديثاً في فضل الصّلاة على الجنائزِ.

الحديث

أورد الإمامُ التّرمذيُّ في السنن: ((حدّثنا أبو كريب، قال: حدّثنا عبدةُ بنُ سليمانَ، عنْ محمّدِ بنِ عمرو، قال: حدّثنا أبو سلمة، عنْ أبي هريرةَ، قال: قالَ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّمَ: “منْ صلّى على جنازةٍ فلهُ قيراطٌ، ومنْ تبِعها حتّى يُقضى دفنها فلهُ قيراطانِ: أحدُهما، أو أصغرهما مثلَ أُحدٍ“)). حكمُ الحديثِ صحيحٌ ورقمه: (1040).

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ أبو عيسى، محمّدُ بنُ عيسى بنِ سورة التّرمذيُّ في السّننِ، في أبواب الجنائزِ عنْ رسولِ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، بابُ ما جاءَ في فضل الصّلاة على الجنازة، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنُ صخرٍ الدّوسيُّ، وهوَ من أكثرِ الصّحابةِ روايةً للحديثِ، أمّا بقيّةُ رجالِ سندِ الحديث:

  • أبو كريب: وهوَ محمّدُ بنُ العلاء الهمدانيُّ (161ـ247هـ)، وهوَ منْ ثقات الرّواية للحديثِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
  • عبدة بن سليمان: وهوَ أبو محمّدٍ، عبدةُ بنُ سليمانَ الكلابيُّ (120ـ187هـ)، وهوَ راوٍ ثقةٌ من أتباع التّابعين في الحديث.
  • محمّدُ بنُ عمرٍو: وهوَ أبو عبدِ الله، محمّدُ بنُ عمرِو بنِ علقمةَ بنِ وقّاصٍ اللّيثيُّ (ت: 145هـ)، وهوَ منْ ثقات الحديثِ منْ أتباع التّابعينَ.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديثُ النّبويُّ المذكورُ إلى فضلِ وأجرِ صلاة الجنازةِ والمشي خلفها حتّى توارى ويتمّ دفنها، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ أنّ لمنْ يصلّى على الجنازةِ قيراطٌ، ومنْ مشى خلفها حتّى تدفنَ فلهُ قيراطانِ، وأقلّ القيراطان بوزنِ جبلِ أحدٍ، والقيراطُ هوَ جزءُ منْ أجزاءِ الدّينارِ، وذكرُ الفضلِ واقترانه بالقيراطِ على سبيل التّوضيح، وليسَ حصراً في قيمته الماديّة، والله تعالى أعلمُ.

ما يرشد إليه الحديث

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • فضلُ صلاة الجماعة والمشي خلفها حتّى توارى.
  • المسلمونُ يتّبعونَ الجنائزِ نيلاً للأجر واتّباعاً للسّنة.

المصدر: الجامع الصحيح للإمام الترمذيسير أعلام النّبلاء للإمام الذّهبيكتاب الثّقات لابن حبّانتحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي لعبد الرحمن المباركفوري


شارك المقالة: