حديث في قبول النبي الهدية ورفضه للصدقة

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ منَ الخصوصيّةِ ما يميّزهُ عنِ البشرِ جميعهمْ، وكانَ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ يقدِّمُ للبشرِ نموذجاً يقتدى به في الأخلاقِ والتّسامحِ وقبول الحقِّ، وكانَ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ لا يردُّ سائلاً، وكانَ منْ أخلاقهِ عليهِ السّلامُ أنّهُ كانَ لا يرفضً هديّةً، سنعرضُ لكم حديثاً في قبولهِ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ للهديَّةِ، ورفضهِ للصّدقةِ.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ يرْحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدَّثنا إبراهيمُ بنُ المنذرِ، حدّثنا معنٌ، قال: حدّثني إبراهيمُ بنُ طهمانَ، عنْ محمّدِ بنِ زيادٍ، عنْ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، قال: كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا أُتيَ بطعامٍ سألَ عنهُ: (أهديَّةٌ أمْ صدقةُ؟) فإنْ قيلَ صدقةٌ قالَ لأصحابهِ: (كُلوا) ولمْ يأكلْ، وإنْ قيلَ: هديَّةٌ ضربَ بيدهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ فأكلَ معهمْ)). رقمُ الحديث:2576.

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الهِبةِ وفضلها والتّحريضِ عليها؛ بابُ قبولِ الهديّةِ، والحديثُ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنها وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنُ صخرٍ الدّوسيُّ، منْ أكثرِ الصّحابةِ روايةً للحديثِ، أمّا بقيّةُ رجالِ الحديث:

  • إبراهيمُ بنُ المنذرِ: وهوَ أبو إسحاقَ، إبراهيمٌ بنُ المنذرِ القرشيُّ الأسديُّ (ت:236هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتباعِ التّابعينَ في رواية الحديث (ثقةٌ).
  • معنٌ: وهوَ أبو يحيى، معنُ بنُ عيسى بنِ يحيى بنِ دينارٍ الأشجعيُّ (ت:198هـ)، وهوَ منْ ثقةٌ في الحديثِ منْ تبعِ الأتباعِ أيضاً.
  • إبراهيمُ بنُ طهمانَ: وهوَ أبو سعيدٍ، إبراهيمُ بنُ طهمانَ الخراسانيُّ (ت:158هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الحديثِ منْ أتْباعِ التّابعينَ.
  • محمّدُ بنُ زيادٍ: وهوَ أبو الحارثِ، محمّدُ بنُ زيادٍ القرشيُّ الجُمحيُّ، وهوَ منَ التّابعينَ الثّقاتِ في روايةِ الحديث.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى طبعٍ وصفةٍ منْ صفاتِ النّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وهي قبولُ الهديّةِ، فقدْ كانَ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ يقبلُ الهديّةَ مالم تكنْ مصحوبةٍ بغبنِ طلبٍ أو جورٍ، وقدْ ضربَ الحديثُ النّبويَّ مثلاُ في ذلكَ وهوَ إذا قدِّمَ لهُ طعامٌ كهديّةٍ أكلَ منهُ وشاركَ صحابتهُ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ، أمَّا إنْ كانَ ذلكَ الطّعامٌ صدقةٌ لمْ يقبلها عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ ولمْ يأكلْ منها، وسببُ رفضهِ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ هوَ أنَّ اللهَ حرّمَ عليهِ الصّدقةَ، وقدْ وردَ في سببِ التّحريمِ أقوالٌ منها: أنّها تنزيهٌ لمكانتهِ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ منْ وسخِ الأموالِ وأهلها، واللهُ تعالى أعلمُ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • سموُّ أخلاقِ النّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ.
  • قبولُهُ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ الهديّةِ.
  • تحريمُ الصّدقةِ على النّبيِّ عليهِ السّلامُ وعدمُ قبولها منهُ.

المصدر: صحيح البخاري للإمام محمّد بن إسماعيل البخاريفتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلانيسير أعلام النبلاء للذهبيتهذيب الكمال للإمام المزّي


شارك المقالة: