حديث في مواقيت الحج

اقرأ في هذا المقال


إنّ الحجَّ منْ أركانِ الإسلامِ الخمسةِ الّتي فرضها الإسلامُ على المسلمينَ، والعمرةُ منَ السّننِ المؤكّدةِ، وجعلَ تأديتهُما مقروناً بالاستطاعةِ على فعلِ ذلكَ، وقدْ كانَ للحجِّ والعمرةِ في حديثِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كثيراً منَ الشَّواهدِ الّتي بيَّنَ فيها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ واجباتهُما وسننهُما وهيئاتهِما، كما بيَّنَ المواقيتَ  الزَّمانيَّةِ والمكانيةِ لهما، وسنعرضُ حديثاً نبويّاً في المواقيتِ المكانيَّةِ.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاري في الصَّحيحِ في كتابِ الحجِّ :  ((حدَّثنا موسى بنُ إسماعيلَ، حدَّثنا وُهيبٌ، حدَّثنا ابنُ طاؤسَ، عنِ ابنِ عبَّاسٍ، قال: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وقّتَ لأهل المدينةِ ذا الحُليفةِ، ولأهل الشّامِ الجحفةَ، ولأهل نجدٍ قرنَ المنازلِ، ولأهل اليمنِ يلملمَ، هنَّ لَهُنَّ ولمنْ أتى عليْهنَّ منْ غيرهنَّ ممّنْ أرادَ الحجَّ والعمرةَ، ومنْ كانَ دونَ ذلكَ منْ حيثُ أنشأ حتّى أهلُ مكَّةَ منْ مكَّةَ )). رقمُ الحديث: 1524.

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصَّحيحِ في كتابِ الحجِّ؛ بابُ مُهلِّ أهلِ مكَّةَ للحجِّ والعمرةَ، والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيِّ الجليلِ ابنِ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما، وهو على الصحابيُّ الجليلُ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ، ترجمانُ القرآنِ، ومنْ أكثرِ الصَّحابةِ روايةً للحديثِ عنْ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أمَّا رجالُ الحديثِ الباقونُ فهمْ:

  • موسى بنُ إسماعيلَ: وهوَ أبو سلمة؟، موسى بنُ إسماعيلَ المنقريُّ الحافظُ (ت:223هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ في روايةِ الحديثِ.
  • وهيبٌ: وهوَ أبو بكرٍ، وهيبُ بنُ خالدِ بنِ عجلانَ الباهليُّ (107ـ165هـ)، وهوَ منْ أتْباعِ التَّابعينَ في رواية الحديث.
  • ابنُ طاؤسَ: وهوَ أبو محمَّدٍ، عبدُ اللهِ بنُ طاؤسَ بنِ كيسانَ الخولانيُّ (ت:132هـ)،وهوَ منْ أتباعِ التَّابعينَ الثّقاتِ في الرّوايةِ.
  • أبوه (ابنُ طاؤس): وهوَ طاؤسَ بنِ كيسانَ اليمانيُّ الحميريُّ (ت:104هـ)، وهوَ منَ التَّابعينَ في روايةِ الحديث.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى مواقيتِ الإحرامِ المكانيةِ، وهي مواقيتٌ لمنْ أرادَ أنْ يحرمَ لأداءِ مناسكِ الحجِّ والعمرةِ، وأشارَ الحديثُ إلى أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليها حدّدها لأهلِ المناطقِ والأمصارِ وهي خمسة:

  • ذو الحليفة: وهي ميقاتُ أهلِ المدينةِ المنوّرةِ، وهوَ ما يسمّى آبار علي.
  • الجحفةُ: وهوَ ميقاتُ أهل الشّامِ ومصرَ وأهل المغربِ، وهوَ بالقربِ منْ منطقةِ رابغٍ بالقربِ منْ مكّةَ المكرَّمةِ.
  • قرنُ المنازلِ: وهوَ ما يعرفُ اليومَ بالسّيلِ الكبيرِ، ويقعُ بالشّمالِ منْ مدينةِ الطّائف.
  • يلملم: وهوَ ميقاتُ أهل اليمنِ وهوَ جنوبُ مكّةَ المكرّمةِ.
  • ميقاتُ لأهلِ مكّةَ المكرّمةِ: وهيَ أنْ يحرمَ منْ بيته.

ما يرشدُ إليه الحديث:

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • المواقيتُ هي أماكنٌ حدّدها النّبيُّ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لمنْ أرادَ الإحرامَ للحجِّ.
  • المواقيتُ خمسةُ: مسكنُ أهلِ مكّةَ لأهلها، وذو الحليفةِ لأهل المدينةِ، ويلملمُ لأهل اليمنِ، والجحفةُ لأهل الشامِ، وقرنُ المنازلِ لأهلِ نجدٍ.

المصدر: صحيح البخاري للإمام البخاريفتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلانيسير أعلام النبلاء للذهبيتهذيب الكمال للمزي


شارك المقالة: