خصائص القرآن

اقرأ في هذا المقال


يتفرد كتاب الله سبحانه وتعالى بجملة من الميزات،, والخصائص التي تميزه عن غيره من الكتب السماوية الماضية ، كما ترفع مكانته عند غيره من الكتب التي نزلت على أهل الأرض، وهذه الخصائص والفرائد والمزايا العديدة متنوعة، ولا يمكن حصرها في صفحات محدودة، ولكن يمكن لنا الإشارة إلى أهم تلك الخصائص، والمتمثلة فيما يلي:

  • أنّه من عند الله تعالى : قال تعالى  ﴿وَلَمَّا جَاۤءَهُمۡ كِتَـٰبࣱ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقࣱ لِّمَا مَعَهُمۡ وَكَانُوا۟ مِن قَبۡلُ یَسۡتَفۡتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ فَلَمَّا جَاۤءَهُم مَّا عَرَفُوا۟ كَفَرُوا۟ بِهِۦۚ فَلَعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَـٰفِرِینَ﴾ [البقرة ٨٩] وقال تعالى  ﴿أَفَلَا یَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَۚ وَلَوۡ كَانَ مِنۡ عِندِ غَیۡرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُوا۟ فِیهِ ٱخۡتِلَـٰفࣰا كَثِیرࣰا﴾ [النساء ٨٢].
  • أنّه كلام الله تعالى: وهذه من أخص خصائص كتاب الله تعالى كما قال سبحانه وتعالى ﴿وَإِنۡ أَحَدࣱ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِینَ ٱسۡتَجَارَكَ فَأَجِرۡهُ حَتَّىٰ یَسۡمَعَ كَلَـٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ أَبۡلِغۡهُ مَأۡمَنَهُۥۚ ذَ ٰ⁠لِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمࣱ لَّا یَعۡلَمُونَ﴾ [التوبة ٦].
  • نزوله منجماً: والمقصود في هذا نزول كتناب الله تعالى مفرقاً على مدّة (23) سنة بخلاف الكتب السماوية السابقة فكانت تنزل دفعة واحدة، ومن هنا كان سبب تعجب المشركين من عدم نزول كتاب الله مرة واحدة، وهو ما حكاه الله تعالى ﴿وَقَالَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لَوۡلَا نُزِّلَ عَلَیۡهِ ٱلۡقُرۡءَانُ جُمۡلَةࣰ وَ ٰ⁠حِدَةࣰۚ كَذَ ٰ⁠لِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِۦ فُؤَادَكَۖ وَرَتَّلۡنَـٰهُ تَرۡتِیلࣰا﴾ [الفرقان ٣٢]
  • حفظ الله تعالى لكتابه العزيز: وهذه الخصيصة تعني أنّ الله تكفّل بحفظ كتابه العزيز من انتحال المبطلين والكذابين، وادعاء المدعين، وتخرص المكذبين، وعدم ضياعة على توالي الدهور والليالي والأيام، ﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَـٰفِظُونَ﴾ [الحجر ٩] يقول الإمام ابن كثير في تفسيره، قرر تعالى أنّه هو الذي انزل القرآن الكريم، وهو الحافظ له من التغيير والتبديل.
  • هيمنته على الكتب: والمقصود بذلك: إتيان القرآن على ما في الكتب السماوية السابقة، وشهادته عليها، واحتوائه لفضائلها ومزاياها، وزيادته على ذلك.

قال تعالى ﴿وَأَنزَلۡنَاۤ إِلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقࣰا لِّمَا بَیۡنَ یَدَیۡهِ مِنَ ٱلۡكِتَـٰبِ وَمُهَیۡمِنًا عَلَیۡهِۖ فَٱحۡكُم بَیۡنَهُم بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَاۤءَهُمۡ عَمَّا جَاۤءَكَ مِنَ ٱلۡحَقِّۚ لِكُلࣲّ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ شِرۡعَةࣰ وَمِنۡهَاجࣰاۚ وَلَوۡ شَاۤءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمۡ أُمَّةࣰ وَ ٰ⁠حِدَةࣰ وَلَـٰكِن لِّیَبۡلُوَكُمۡ فِی مَاۤ ءَاتَىٰكُمۡۖ فَٱسۡتَبِقُوا۟ ٱلۡخَیۡرَ ٰ⁠تِۚ إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِیعࣰا فَیُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِیهِ تَخۡتَلِفُونَ﴾
يقول الحافظ ابن الجوزي رحمه الله تعالى في معنى الآية: وأصل كلمة مهيمن – مؤيمن- وترد على أربعة أنحاء:

  • مؤتمناً على ما قبله من الكتب.
  • وشاهداً عليها.
  • والمصدق على ما أخبر عنها.
  • والرقيب والحافظ عليها.

ختمه للكتب السابقة: والمقصود بذلك أن القرآن الكريم هوآخر الكتب السماوية نزولاً، فلا كتاب بعده إلى قيام الساعة، وفي هذا دليل على خصوصيته، وأهمية العناية والإهتمام به، قال تعالى ﴿ ٱلۡیَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِینَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَیۡكُمۡ نِعۡمَتِی وَرَضِیتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَـٰمَ دِینࣰاۚ فَمَنِ ٱضۡطُرَّ فِی مَخۡمَصَةٍ غَیۡرَ مُتَجَانِفࣲ لِّإِثۡمࣲ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [المائدة ٣]

  • إعجازه: يمتاز القرآن الكريم بأنّه كتاب معجزفي كل شيء، وقد تحدّى الله تعالى به العرب، وهم أهل اللغة، وأرباب البيان فعجزوا عن الإتيان بمثله أو بأقل سورة، مع قدرتهم على نظم الكلام وتذوقهم له، وانفرادهم من بين الأمم بخصيصة القول، وعذوبته، وجماله، وتقديرهم له، وهذا واضح في شعرهم، ونثرهم قال تعالى ﴿قُل لَّىِٕنِ ٱجۡتَمَعَتِ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَىٰۤ أَن یَأۡتُوا۟ بِمِثۡلِ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لَا یَأۡتُونَ بِمِثۡلِهِۦ وَلَوۡ كَانَ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضࣲ ظَهِیرࣰا﴾ [الإسراء ٨٨]
  • يسره للناس: من الخصائص العظيمة للقرآن الكريم أنّه ميسر لكلمن يطلع عليه، يطلب وجه الحق والخير والصواب، وهذا التيسير القرآني يشمل عدّة وجوه منه: كقراءته، وحفظه، واستذكاره، وتدبيره، وتأمله، ومعرفة علومه، ومعانيه، وفقهه، قال تعالى ﴿وَلَقَدۡ یَسَّرۡنَا ٱلۡقُرۡءَانَ لِلذِّكۡرِ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرࣲ﴾ [القمر ١٧]
  • شموله للخلق أجمعين: إنّ من فرائد القرآن العظيم أنّه كتاب لجميع الخلق، وذلك بعكس الكتب السماوية الأخرى التي كانت خاصّة بأناس معينين، أمّا القرآن الحكيم فهو دعوة الله للناس أجمعين، وحجته على الخلق، ورسالته لجميع البشر.
    قال تعالى ﴿قُلۡ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّی رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَیۡكُمۡ جَمِیعًا ﴾ [الأعراف ١٥٨] وقال تعالى ﴿إِنۡ هُوَ إِلَّا ذِكۡرࣱ لِّلۡعَـٰلَمِینَ﴾ [ص ٨٧]
  • تضمنه لخيري الدنيا والأخرة: إنّ المتأمل في كتاب الله تعالى يجد أنّه قد اشتمل على ما ينفع الإنسان في دنياه، وآخرته، فما خير إلّا ودلَّه عليه، وما من شرٍ إلّا وحذَّره منه، قال تعالى ﴿ مَّا فَرَّطۡنَا فِی ٱلۡكِتَـٰبِ مِن شَیۡءࣲۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ یُحۡشَرُونَ﴾ [الأنعام ٣٨]


المصدر: المرشد الوجيز - لابي شامة المقدسي لمحات في علوم القرآن -محمد الصباغ موسوعة علوم القرآن - عبدالرحيم المغذوي


شارك المقالة: