سليمان بن طرخان والرواية

اقرأ في هذا المقال


لقدْ هيَّأ الله سبحانَهُ وتعالى لهذه الأمّةِ من يحمشل مصادرَ دينها الحنيفِ من القرآن الكريم والسنّة النّبويّة الشّريفة والحديث، لذلك كانت هذه الأُمّةَ متَّصلة السند في العلم، أي انَّ روايتها من جيل إلى جيلٍ لم تنقطع، وعندما يكون الحديثُ عن الحديثِ النّبويِّ الشّريف، فله حكاية طويلة في إتصال سنده، رواه الصّحابة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم إلى بعضِهم ثم إلى التّابعين من بعدهم وهكذا حتّى وصلَ الحديثُ النّبويُّ كما هو بين أيدينا، ولا زالت رحلَتُنا متوقفةً عند التّابعين للحديث عنهم وسنتحدث عن راوٍ منهم، إنّه سُليمانُ بنُ طَرخَانَ فتعالوا نقرأ في سيرته بالحديث.

نبذة عن سليمان بن طرخان

هو: التّابعيُّ الجيلُ، أبو المُعتَمِرِ، سُليمانُ بنِ طرخانَ التّيميِّ، وسميَّ التَّيمِيُّ لأنّه عاش عند بني تَميمٍ، من رواة الحديثِ النّبويِّ الشّريفِ، وابنُه معتمرٌ بن سليمانَ من المحدّثينَ، ولد في العامِ السّادسِ والأربعينَ من الهجرة وكانَ يسكُنُ البَصرَة بالعراقِ، وكانّ مشهوراً بالتعبُّدِ وروي أنّه كان يصلّي الفجرَ بوضوء العشاء ولا يرقد حتى يقومَ الليلَ، وكانت وفاتُه رحمه الله تعالى في العامِ الثّالث والأربعينّ من الهجرة النّبويَّة يرحمه الله.

روايته للحديث

كان سُليمانُ بنُ طَرخانَ من رواة الحديث النّبويِّ، وقد روى الحديثً النّبويِّ عن أنسِ بنِ مالكّ من الصّحابة رضيَ الله عنه، كما روى عن كثيرٍ منَ المحدِّثينَ التّابعين منْ أمثالِ: بكرٍ المُزنيِّ وثابتٍ البُنانِيِّ والحسَنِ البَصرِيِّ وسُليمانِ الأعْمَشِ وطاووسَ بنِ كيسانٍ وطلقِ بنِ حبيبٍ وقتَادَةَ بنِ دِعامَةَ وأبي إسحاقَ السّبيعيِّ وغيرهم يرحمهم الله، كما روى الحديثَ منْ طريقِه كثيرٌ منَ المحدّثينَ منْ أمثالِ: حفصِ بنِ غِياثٍ ووحمّادِ بنِ سَلَمَةَ وشُعْبَةِ بنِ الحجّاج وسفيانَ بنِ عُيَيْنَةَ وسُفيانَ الثّورِيِّ وغيرهم يرحمهم الله، كما كانَ من أهلِ الثّقةِ في الحديث.

من رواية سليمانِ بن طرخان للحديث

ممّا ورَد منْ رواية الحديث من طريق سليمانَ بنِ طرخانَ ما أورَدَه الإمامُ مسلمث بنُ الحجّاج في صحيحِه: ((وحدّثَنا سعيدُ بنُ مَنْصورٍ، وابنُ أبي عُمَرَ جميعاً عنِ الفَزارِيِّ، قالَ سعيدٌ: حدّثنا مروانُ بنُ مُعاوِيَةَ، أخْبَرَنا سليمانُ التّيميُّ، عنْ غُنَيمِ بنِ قَيْسٍ، قالَ: سألْتُ سعدَ بنَ أبي وقّاصٍ رضيَ الله عنْهُ عنِ المُتْعَة؟ فقالَ: فَعَلْناها وهذا يَوْمَئِذٍ كافِرٌ بالعَرْشِ، يعْنِي بُيُوتَ مكَّةَ ))من كتاب الحجِّ رقم الحديث1225.

المصدر: صفة الصفوة لابن الجوزيسير أعلام النبلاء للذهبيصحيح مسلم للإمام مسلم


شارك المقالة: