علم عد الآيات

اقرأ في هذا المقال


من أسباب إعجاز القرآن الكريم أنه أشتمل على علوم عدة، فمنها ما اختص بعلم القراءات، ومنها علم جمع القرآن الكريم، ومنها علم ترتيب آيات القرآن الكريم، ومنها علم رسم الآيات، ومنها سور القرآن الكريم وآياته، ومن هذه العلوم علم عد الآيات التي كان لها نصيب وافر من ذكرها في جميع المؤلفات التي ذكرت مباحث وعلوم القرآن الكريم.

مفهوم علم عد الآيات

العد في اللغة: هو الإحصاء، والآية في اللغة ورد لها عدة معاني منها: العلامة أي شيء يدل على شيء كما في قوله تعالى: “وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ” (سورة البقرة:248)، وجاء معناها أيضاً: العبرة نحو قوله تعالى: “لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ” (سورة يوسف:7)، وجمع آية: آي وآيات وآياء.

أما الآية في الاصطلاح: مجموعة جمل مركبة مع بعضها البعض في القرآن الكريم ذو مبدأ ومقطع في يندرج في سورة.

هو العلم المختص بأعداد آيات سور القرآن الكريم، والذي أختلف في عده، يرجع لناقله، فهو علم يعتني بمعرفة عدد آيات القرآن الكريم، وأعداد سوره وجاء التعبير عنها بالفاصلة، قال بعض العلماء أنها تدل على رأس الآية ودليلهم على ذلك قوله تعالى: “كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ” (سورة فصلت:3)، ومنهم من قال تدل الفاصلة على آخر الجملة ودليلهم على ذلك أنهم استدلوا أنها فاصلة، والفاصلة تأتي آخر الجملة.

عدد الآيات في القرآن الكريم

تم نسب عدد آيات القرآن الكريم إلى الأمصار، فقد تم تسمية الأعداد نسبة إلى الأمصار وليست للأشخاص، وهي المدينة المنورة ومكة المكرمة والبصرة ودمشق والكوفة وحمص، والعدد المدني ذكر عنه عددين فالأول آياته (6217) وفي رواية أهل البصرة (6214)، والعدد الثاني (6214) وفي رواية (6210)، والعدد المكي (6219) أو (6210)، والعدد البصري (6204)، والعدد الشامي ويسمى الدمشقي (6226)، والعدد الكوفي (6236)، والعدد الحمصي (6232).

نشأة علم عد الآيات

بدأت نشأة علم عد الآيات منذ نزولها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كانت تنزل في عدة أحول، فمنها ما نزل آيات مقطعة، ومنها ما نزل آية واحدة، ومنها ما نزل سورة تامة، حيث كان الصحابة يبادرون إلى تلقيها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعرفة عدد الآيات وحفظها.

أهمية علم عد الآيات

ترجع أهمية علم عد الآيات في القرآن الكريم، كونه أحد علوم القرآن الكريم وأكتسب أهميته لاتصاله بالقرآن الكريم، فالاهتمام في هذا العلم بدأ من عهد الصحابة الكرام إلى التابعين وتابع التابعين وأئمة القراء، ودليل ذلك: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن سورة في القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له، وهي: تبارك الذي بيده الملك” (رواه أبو داوود والترمذي وحسنه الالباني).

عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال: كنت جالسا عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذ شخص ببصره، ثم صوّبه، ثم قال: أتاني جبريل فأمرني أن أضع هذه الآية هذا الموضع من السورة، “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ” (سورة النحل:90).

مصدر علم عد الآيات

“رجح عدد من العلماء إلى أن علم عد الآيات هو توقيفي، والبعض الآخر رجح إلى أنه اجتهادي في بعض المواضع، وقال آخرون أنه اجتهادي كله”.

بعض الأدلة على الأجر في عدد الآيات

1- عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من علمَ آيةً من كتابِ اللهِ عز وجل كانَ لهُ ثوابُها ما تليتْ” (أخرجه أبو سهل القطان).

2- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً” (رواه البخاري).

3- وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين” (رواه أبو داوود).

في الختام علم عد الآيات علم مفيد لمعرفة أمور كثيرة متعلقة بأوجه القراءات، ومذاهب الرسم، وعدد الآيات، وهذا العلم يجب عدم الخوض فيه بغير علم ودراية لما فيه خطورة على التفسير، وعلى مواطن الوقف والابتداء، ويجب التيقن من أي معلومات تتعلق بهذا العلم قبل نشرها.

المصدر: الميسر في علم عد الآيات،احمد خالد شكري،2012البيان في عد آي القرآن،أبي عمرو الداني،2008تنزيل القرآن،ابن زنجلة،2009عدد سور القرآن الكريم،ابن عبدالكافي،2010


شارك المقالة: