قصة الرجل الذي مات وعليه دين

اقرأ في هذا المقال


هنالك العديد من القصص والسير التي حدثت وجرت في عهد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام مع الصحابة الكرام، والتي من كل موقف جرى لهم نأخذ العبرات والعِظات المتنوعة والتي تفيد الإنسان في حياته، ومن بين تلك المواقف أو القصص هي قصة الرجل الذي قد توفاه الله وهو عليه دَين “مبلغ من المال”، حيث يعتبر الدين من الأمور ذات الشأن الخطير جداً، فإنَّ الله سبحانه وتعالى لا يغفره إلّا بواسطة سداده أو من خلال إسقاطه.

ما هي قصة الرجل الذي مات وعليه دين

روى هذه الحادثة الصحابي الجليل أنس بن مالك رضوان الله عليه حيث قال بما معنى الرواية أنَّه “كان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لا يُصلي بتاتاً على أية شخص يموت وهو عليه دين، ففي ذات يوم جيء إلى النبي بميت فأتى إليه خطوتان وسألهم: أعليه دين؟ فقالوا له: نعم، يا رسول الله، عليه دينارين، فقال لهم النبي: “صلوا على صاحبكم”، وعندا قال أبو قتادة الأنصاري: هما عليَّ يا رسول الله؛ أي أنَّه سوف يعمد إلى دفعهما عنه، فقال له سينا محمد أتبرأ من ذمته الدين ويبقى في ذمتك، قال نعم يا رسول الله”.

فإنَّ سيدنا محمد لا يُصلي على مَن عليه دين هو وحده، وفي هذا تعجيل على سداد الديون وعدم المماطلة عنها أو التقصير في آدائها.

فصلى عليه حينها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، فعندما فتح الله عزَّ وجل على سيدنا محمد عليه السلام؛ أي عندما جاءت سيدنا محمد الأموال وهذا من الغنائم إلى جانب الخُمس إضافة إلى ما أفاء الله عليه، قال: “أنا أولى بكلِّ مؤمن من نفسه، فمن ترك ديناً، فعليَّ قضاؤه، ومن ترك مالاً فلورثته؛ أي يتم توزيع أموال الميت وهذا على حسب الأنصبة الشريعة”؛ بمعنى أنَّه عليه السلام أنَّه هو أحق وأقرب كذلك إليهم.

وفي موضع آخر الولاية هي النُصرة والتولية كذلك، بمعنى أنَّه عليه السلام يتولى أمورهم كافة وهذا بعد وفاتهم فهو كذلك أولى في كلِّ شيء عليه السلام وهذا في أمور الدين والدنيا كذلك، وفي هذا إيضاح إلى شفقة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام على المسلمين كافة.

المصدر: أسد الغابة في معرفة الصحابة، الإمام ابن الأثير، 1994م. فضائل الصحابة، الإمام أحمد بن حنبل، 1983م. صور من حياة الصحابة، عبدالرحمن رأفت باشا، 1992م. رجال حول الرسول، خالد محمد خالد، 1968م.


شارك المقالة: