قصة دينية للأطفال عن كثرة الكلام

اقرأ في هذا المقال


كثرة الكلام هي من الأمور التي نهى عنها الشرع الإسلامي، فيجب على المسلم أن يكون مستمعًا أكثر من أن يكون متكلمًا؛ ليستفيد مما يُقال في المجلس فالاستماع عند الكثير فيه تربية للنفس أكثر من الكلام، فكثرة الكلام تُذهب الهيبة وتجعل من حولنا ينفرون منا.

قصة دينية للأطفال عن كثرة الكلام

في بلدة صغيرة كان يعيش فيها الخياط والحلاق وكثير من المحلات، وأكثر مَن كان مشهورًا في تلك البلد الحلاق الذي يتناقل الأخبار وينقل الصور الحقيقية للأخبار والصور غير الحقيقية أيضاً، فهذا الحلاق أبا سمير كان يعشق كثرة الكلام ولا يترك لأحد مجال ليرد عليه بالحديث أو يسأله عن شيء.

فقد كان من الناس من يحبون الاستماع لحديث ذلك الحلاق، ومنهم من يؤيد أن ينتهي الحلاق أبا سمير من عمله لكي ينتهي من الحديث مع ذلك الحلاق؛ لأنهم كانوا يضجرون من الحديث معه وكثرة كلامه؛ لأن أكثر كلامه كان من دون فائدة وتحمل في طياتها النميمة على الناس وأكثر كلامه غير صحيح.

كان يختلق ويخترع من الحكايات غير الصحيحة، ولقد كان أكثر من يأتون إليه يتمنون بأن يكون متعب، لكي لا يكثر من الكلام ولكنهم مضطرون للذهاب عند أبو سمير؛ لأنه كان الحلاق الوحيد في تلك البلدة.

في نفس الشارع وفي المكان القريب للحلاق أبو سمير كان هناك الخياط أبو أحمد، والخياط أبو أحمد اعتاد على الحلاق وكثرة كلامه، وكان كلما فرغ من عمله أو أراد أن يرتاح يذهب عند الحلاق أبو سمير.

وفي يوم من الأيام كان هناك رجل متعب ويعرج برجله، وجده الخياط جالس أمام محل الحلاق أبو سمير نادى الخياط أبو أحمد على الرجل ودعاه ليجلس ويرتاح بعض الوقت في دكان الحلاق أبو سمير، بالفعل نجح الخياط في إقناع الرجل المتعب ليرتاح عند الحلاق.

الرجل الأعرج بدوره شكر الخياط والحلاق سوية على كرمهم وإبقائه جالسًا بعض الوقت في المحل ليرتاح، وأبو سمير ولأنه عنده فضول بمعرفة كل شيء بدأ بالسؤال من أين أنت يا عم؟ هذه أول مرة أراك في هذه البلدة.

الرجل: صدقت، فأنا لست من هذه البلدة، فأنا من القرية المجاورة لكم لقد سرت في الطريق لأبتاع الكعك ولم أشعر بنفسي إلا وقد أصبحت عندكم في بلدتكم.

الخياط: هل تسمح لي بسؤال يا عم؟

الرجل : تفضل.

الخياط: ما بال رجلك لا تستطيع السير عليها وتعرج.

قال الحلاق الثرثار: ولماذا لا تستطيع السير عليها وكأنها كانت فرصة للحلاق أبا سمير ليروي قصة جديدة ويضيف عليها.

الرجل المسكين: سأروي لكم قصة رجلي لقد كنت أحب فتاة في البلدة وكنت أرى تلك الفتاة أجمل فتاة في العالم وقررت أن أخطب تلك الفتاة لنفسي وأتزوج منها، لكن الفتاة كانت ابنة شخص مهم في البلدة.

فكرت كثيراً كيف سأصل إلى تلك الفتاة في النهاية هداني الله لأذهب وأقف تحت شرفة بيتها لأقول لها بأني أريد الزواج منها، الفتاة في البداية رفضت، ثم طلبت مني أن آتي لأقابلها وأتحدث معها علّها تغير رأيها.

وافقت الفتاة بأن تراني وفي تلك اللحظة الفرحة كانت كبيرة، واتفقنا بأن أقابلها يوم الجمعة عند صلاة الظهر؛ لأن والدها سيكون بالصلاة ولن يعرف بذلك حتى أخطبها.

بالفعل استيقظت يوم الجمعة مبكرًا والأمل والفرحة في عيوني وذهبت للحلاق الذي كان يحلق لنصف أهل البلدة، وفي ذلك الوقت وكلي أمل دخلت على الحلاق: السلام عليكم، الحلاق: وعليكم السلام.

لم أكن أعلم بأن هذه كانت فرصة الحلاق لاختراع القصص، بالفعل طلبت منه أن يحلق لي لحيتي وشعر رأسي، وطلت من أن يسرع في ذلك.

الحلاق بدأ بوضع المريول الخاص بالحلاقة وقال: حسنًا سننتهي من ذلك قريبًا ثم دخل رجل آخر وجلس وبدأ بالحديث مع الحلاق، وفي تلك الفترة الحلاق يحلق شعره ويقف عن العمل ويروي القصص فجلست قريب الساعة وكلما رأيته يتلهى استعجله لكن عبثاً دون جدوى.

وبعد مرور ساعتين غضبت وقلت له يا عم هيا استعجل فأنا أريد الذهاب لموعد مع أصدقاء ينتظروني في تلك الفترة تذكر الحلاق بأنه وعد أصدقاءه بأنه في المساء سيقومون حفلة، وسيجلب معه الطعام والشراب في تلك الحفلة.

الشاب بدوره قال للحلاق إذا انتهيت من حلاقة رأسي ولحيتي بسرعة سوف أحضر لك أنا الطعام والشراب. بالفعل تعجل الحلاق في حلاقة شعر ذلك الرجل ورتب له شعر لحيته.

الحلاق: هيا سأذهب معك لتشتري لي ما وعدتني به.

الرجل: لكن يا عم لم يَعُد معي مُتسع من الوقت أعطني العنوان وأذهب بالمساء بالمشتريات إلى العنوان الذي ستعطيني إياه.

الحلاق أعطاه العنوان لكن فضوله سيميته إن لم يعرف أين سيذهب ذلك الشاب، وبالفعل سار وراء ذلك الشاب وعندما رآه داخلاً على بيت ذلك الرجل المهم في البلدة اندهش، في تلك اللحظة جاء والد الفتاة فلم يكن من ذلك الشاب إلا أن يختبأ بصندوق حتى لا يراه والد الفتاة في تلك اللحظة دخل الوالد وصوته قد ملأ البيت فقد دخل غاضباً لدرجة أنه ضرب الخادم.

والحلاق دخل وقال لهم ما الذي فعلتموه بصديقي؟

والد الفتاة: أي صديق فنحن لم يأتي إلينا أحد.

الحلاق: بل جاء صديقي ودخل خلسة ليرى ابتكم ويخطبها لنفسه.

نظر الحلاق من حوله ليجد الشاب في الصندوق فخرج وركض بسرعة قبل أن يراه والد الفتاة، وبدأ الحلاق يركض وراءه انتظر ماذا هناك؟ من يومها وعندما استمررت بالركض تعثرت بحجر كبير وسقطت أرضًا وكسرت رجلي ومنذ ذلك الحين أصبت بالعرج وكل الناس بنادونني بالأعرج وأنا أدعو الله أن ينتقم من ذلك الحلاق الثرثار كثير الكلام الذي لا يدع أحد من لسانه.

المصدر: علمني النبي، ليلى حافظ القواسمي، 2017قصص إسلامية للأطفال، محمد منير، 2013قصص الأنبياء للأطفال، مريم عبد الرحمن، 2013من كل بستان زهرة، قصص واقعية، تاريخيه للأطفال، سناء ناجي، 2014


شارك المقالة: