لماذا سمي إسحاق عليه السلام بهذا الاسم؟

اقرأ في هذا المقال


سبب تسمية إسحاق بهذا الاسم:

إسحاق عليه السلام: وهو ابن النبيِّ إبراهيم عليه السلام من زَوجتهِ سَارة، وهو والدُ النبيِّ يعقوب وأخوه النبيُّ إسماعيل عليهم السلام جميعاً وإنّ مَعنى إسحق الضَّحوكُ، وقيلَ: سُمِّيَ بإسحاق؛ لأنَّ أمَّهُ ضحكَت بشدة عندما بشَّرتها الملائكة بأنَّها حاملٌ به وقد كانت طاعنةً في السنِّ، فقال تعالى: “وامرَأَتُهُ قائمَةٌ فضحِكَتْ فبشَّرنَاهَا بإسحق ومِن ورَاءِ إسحق يعقُوبَ” هود:71″.

ميلاد إسحاق عليه السلام كان بشرى من الملائكة:

لقد كانَ مولِدُ النبي إسحاق عليه السلام معجزةً وبُشرى من عند الله، فبعدَ أنّ بلغَ النبيّ إبراهيم وزوجتهُ سارة من العمرِ عتياً، وبعدَ أن انقطع الأمل بأن يكونَ لهما ولدٌ، أرسل الله تعالى ملائكتَه من أجلِ تبشيرِهما بمولودِهما القادمِ، وكانت الملائكةُ في طريقِها إلى قومِ لوطٍ؛ لكي تُنفذ أوامرِ الله بتدمير مدائن قومِ لوطٍ بسبب كفرهم وفجورهِم، وأكَّدت البشرى أنَّ هذا المولود سيكون نبيًّا من الصالحين، وسيكون من نسلِه النبيُّ يعقوب وأبناؤه، قالَ تعالَى: “فبشَّرنَاهَا بإسحق ومِن وَراءِ إسحق يَعقوبَ” هود:71، وقال أيضًا: “وهبنَا له إسحق ويعقوبَ وكلًّا جعلنا نبيًّا” مريم:49، وقد كان ميلادُه بعدَ سنواتٍ من ولادة أخيه إسماعيل عليهما السلام، وقد قرَّ قلبُ سارة بمولدِ إسحق ومولِدِ يعقوب من بعدِه، عليهم السلام جميعهم.

من الذبيح إسحاق أم إسماعيل عليهما السلام:

لقد ورد في بعض بأن نبيذ الله إسماعيل أكبر من النبي إسحاق، فقد ظهرت قدرة الله تعالى المطلقة في قصةِ إسحاق عليه السلام؛ لأنَّه تعالى يفعل ما يشاء دون قيد أو شرط، وخارج الأسباب والمسبِّبات الدنيوية، فعندما بشَّرت الملائكةُ سارة بالمولود، قالت كما وردَ في قولِه تعالى: “قالَتْ يا ويْلَتَي أأَلِدُ وأَنَا عَجوزٌ وَهذَا بعلِي شيْخًا إنَّ هذَا لشَيْءٌ عجِيبٌ” هود:72. فردَّت عليها الملائكةُ مبيِّنةً قدرة الله تعالى المطلقةَ: “قالُوا أتعْجَبِينَ منْ أمرِ اللَّهِ رحْمَتُ اللَّهِ وبرَكَاتُهُ عليْكُمْ أهلَ البَيتِ إنَّهُ حمِيدٌ مجيدٌ”هود:73، وتُشير القصَّة على أنَّ الإنسانَ يجب ألَّا يقطعَ الأملَ والرجاءَ من الله تعالى وأنْ يلجأَ إلى الدعاءِ موقنًا بإجابةِ الله تعالى له، وأن يشكرَ ربَّه بعدَ أن يرزقَه، قال تعالى: “الحَمدُ للهِ الذِي وَهبَ لِي علَى الكِبرِ إسْماعيلَ وإسحق” إبراهيم:39.

وتبيِّن القصة أن النبيَّ إسحاق لم يكُن الذبيح الذي أمرَ الله نبيَّه إبراهيم بذبحِه كما تشيرُ بعضُ الأقوال، ففي قوله تعالى: “فبشَّرْنَاهُ بغلَامٍ حلِيم- فلَمَّا بلَغَ معهُ السَّعيَ قالَ يا بنَيَّ إنِّي أرى في المنَامِ أنِّي أذبَحُكَ فانظُرْ ماذَا ترَى قالَ يا أبَتِ افعَلْ ما تؤْمَرُ ستَجدُنِي إنْ شاءَ اللَّهُ منَ الصَّابرينَ- فلَمَّا أسلَمَا وتَلَّهُ للجَبِينِ- ونَادَيْنَاهُ أنْ يَا إِبراهِيمُ- قدْ صدَّقتَ الرُّؤيا إنَّا كذلِكَ نَجزِي المُحسِنِينَ- إنَّ هَذا لهوَ البلَاءُ المبِينُ- وفَديْنَاهُ بذِبْحٍ عظِيمٍ- وترَكْنَا علَيْهِ في الآخِرِينَ- سلامٌ علَى إبرَاهِيمَ- كذلِكَ نجزِي المُحسِنِينَ- إنَّهُ منْ عبادِنَا المؤْمِنِينَ- وبشَّرْنَاهُ بإسحق نبِيًّا منَ الصَّالحينَ” الصافات:11-:101، في هذه الآيات دلالةٌ على أنَّ النبي إسماعيل هو المقصود بالذبحِ؛ لأنَّ الآياتِ تشيرُ في نهايتِها إلى بشرَى ولادةِ إسحاق عليه السلام.

نبوة إسحاق عليه السلام:

جاء في كتاب أولاد إسماعيل وإسحاق عليهما السلام أولاد عمومة، أن الله تعالى بعث نبيّه إسحاق عليه السلام من نبيّاً ورسولاً إلى قومه، حيث كان داعياً الكنعانيين في فلسطين وبلاد الشام إلى توحيد الله سبحانه، ويذكر العلماء أنّ إسحاق عليه السلام رُزق بيعقوب، وهو نبيّ بني إسرائيل، وقد ذكر الله تعالى نبيه إسحاق عليه السلام بالصفات الحميدة الحسنة، وأمر قومه بتصديقه والإيمان برسالته، وبرّأه ممّا وصفه به الجاهلون من قومه، كما مدحه النبي محمد عليه الصلاة والسلام، إذ قال: “الكَرِيمُ، ابنُ الكَرِيمِ، ابْنِ الكَرِيمِ، ابْنِ الكَرِيمِ يُوسُفُ بنُ يَعْقُوبَ بنِ إسْحاقَ بنِ إبْراهِيمَ عليهمُ السَّلامُ”، رواه البخاري، في صحيح البخاري . فالأنبياء الذين ذُكروا في الحديث السابق متناسلون، وهم: يوسف ويعقوب وإسحاق وإبراهيم عليهم الصلاة والسلام.

ذكر إسحاق عليه السلام في القرآن:

ورد ذكر نبي الله إسحاق عليه السلام بالقرآن الكريم في هذه المواضع: قال الله تعالى: “قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ” البقرة: 133.
وقال تعالى أيضاً: “قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ”. البقرة: 136.
قال تعالى: “أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ” البقرة: 140.
قال تعالى تعالى: “وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ” آل عمران: 84.
قال تعالى أيضاً في هذه الآية عن إسحاق: “وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا” النساء:163.

المصدر: كتاب قصص الأنبياء تأليف الكاتب محمد متولي الشعراوي.كتاب أطلس تاريخ الأنبياء، تأليف سامي بن عبد الله بن أحمد المغلوثكتاب قصص الأنبياء، تأليف الطيب النجار.كتاب قصص الأنبياء، للحافظ ابن كثير.كتاب دعوة الرسل إلى الله، تأليف محمد أحمد العدوي.كتاب تفسير المنان في قصص القرآن، لأحمد فريد- إصداره دار ابن الجوزي.


شارك المقالة: