ما هي قصة خولة المجادلة في القرآن؟

اقرأ في هذا المقال


قصة خولة المجادلة:

في ذات يوم حصل خلاف شديد لا يشبه أي خلافٍ أخرَ يحدث بين الأزواج، ومع تطور الحديث والنقاش الذي حصل بينهما، قال لها الزوج: “أنتِ عليّ مثل ظهر أمي”، إن مثل هذا النوع من القسم محرم في الإسلام؛ لأنه يعني تحريمها عليه فلا يحق له بعد هذا القسم أن يقترب منها أو يقترب إلى فراشها ولا يجامعها كزوجة.

وعندما سمعت الزوجة هذا القسم من زوجها، رفضت البقاء في البيت والعيش معه كزوجة تحلّ له؛ لأنه تفوّه معها بكلام عظيم ولا يعلم ما هي عواقب هذا الأمر وقالت له: لقد حُرمت عليك كزوجة وعلينا أن نفترق حال أي زوجين اختصما واختلافا.

ومع مرور الوقت قررت خولة بنت ثعلبة أن تذهب وتقصّ ما حدث معها للنبي عليه الصلاة والسلام، فذهبت إليه وقصت له ما دار بينها وبين زوجها، وبالرغم من أنها تحب حياتها وبيتها، إلا أنها أيضًا اشتكت للنبي عليه الصلاة والسلام عن سوء معاملة زوجها لها وعن سوء أخلاقه وعن بعض أمور تصدر عنه وهو لا يدرك ما هي عواقبها.

لقد روي عن خولة بنت ثعلبة أنها قالت: “فيّ والله وفي أوس بنِ الصامت أنزل الله سورة المجادلة، قالت: كنت عنده وكان شيخًا كبيرًا قد ساء خلقه، قالت: فدخل علي يومًا فراجعته بشيء فغضب وقال: “أنتِ عليّ كظهر أمّي” قالت: ثمّ خرج فجلس في نادي قومِه ساعة، ثمّ دخل عليّ، فإذا هو يريدني عن نفسي، قالت: فقلت كلَّا، والَّذي نفس خويلة بيده لا تخلص إلي وقد قلت ما قلت حتى يحكم اللَّه ورسوله فينا بحكمه، قالت: فواثبني وامتنعت منه، فغلبته بما تغلب به المرأة الشيخَ الضعيف، فألقيته عني ثم خرجت إلى بعض جاراتي، فاستعرت منها ثيابها، ثم خرجت حتى جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلست بين يديه فذكرت له ما لقيت منه، فجعلت أشكو إليه ما ألقى من سوء خلقه قالت: فجعل يقول: يا خويلة ابن عمك شيخ كبير فاتقي الله فيه، قالت: فوالله ما برحت حتى نزل القرآن فتغشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يتغشاه، ثمَّ سُري عنه وذكرت الحديث.

وبعد تلك الحادثة أنزل الله تعالى في خولة قوله تعالى: “قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ” المجادلة:1.

فدليل الآية الكريمة هو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أنه عليه أن يعتق رقبة، قالت: لا يجد قال: عليه أن يصوم شهرين متتابعين، فقالت: يا رسول اللَّه إنه شيخ كبير ما به من صيام، قال فليطعم ستِّين مسكينًا، قالت: ما عنده من شيءٍ يتصدق به، قال: فإني سأعينه بعِرق من تمر، وقالت: يا رسول اللَّه إنّي أعينه بعرقٍ آخر قال: قد أحسنت اذهبي فأطعمي بها عنهُ ستين مسكينًا وارجعي إلى ابن عمك.

ثم بعد ذلك ذهبت وأطعمت عرق التمر لستين مسكينًا، ولكنها لم تكتفي بذلك الفعل الذي طلبه منها النبي عليه الصلاة والسلام؛ لأنها كانت تظن بأن فراقها عن زوجها كان أمرٌ حاصل، بل قامت بتكرير دفع الكفارة أكثر من مرةٍ وأن النبي عليه الصلاة والسلام قد أعانها على ذلك الفعل، وبالرغم من غضبها على زوجها بسبب ما فعله معها، إلا أنها ساعدته في دفع الكفارة لكي لا يُخرب بيتها ولا تهدمه.

فخولة بنت ثعلبة كانت مثالًا للزوجة التي عملت جاهدة على إكمال حياتها وأن لا تنهي هذه العلاقة الزوجية، فقد كانت مجادلة وفصيحة في شأن بيتها وزوجها وتمسكها به وعدم التفريط بذلك البيت الذي كاد أن ينهار جراء غضب زوجها أو سوء تفاهم بينهما.

المصدر: كتاب قصص من القرآن الكريم، تأليف الدكتور فضل حسن عباسكتاب قصص القرآن عظات وعبر، تأليف سعيد عبد العظيمكتاب قصص القرآن الكريم، تاليف اسلام محمود دربالهكتاب قصص من القرآن الكريم، تأليف محمد متولي الشعراوي


شارك المقالة: