لازالت سِيَرُهُم تُدَوَّن وتفرأُ مِنهاجاً لطلبة العلم، وطريقةً للرّحلة في طلبِهِ، أمضَوْا سنينَ عُمْرِهم في الرّواية والنّقْل والتّدوين، حتّى أصبحوا ملاذاً لكلِّ منْ أرادَ الحديثَ النّبويَّ الشَّريفَ، إنَّهم رواة الحديثِ النّبويِّ من أَمثالِ أبي هُريرة وأنسٍ ومعاذِ بنِ جبلِ وجابر وأبي سعيدٍ منَ الصّحابَةِ، هم منْ صُحبةِ الحسنِ البصريِّ وابنِ المسيَّب وغيرهم من التَابعين، منْ دُوِّنَت أسماؤهم في كتب الحديثِ، ولا زلنا في طبقَة التّابعين نبحث عن رُواتِهم حتّى وَصَلْنا إلى التّابعيّ محمّدِ بنِ عمرو بنِ عطاءٍ فتعالوا نقرأ في سيرَتِه في الحديث النَّبويِّ.
نبذة عن محمد بن عمرو
هو: التّابعيُّ الجليلُ، أبوعبدُ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ عمرو بنِ عطاءٍ، من رواة الحديثِ النّبويِّ الشّريفِ، من أهلِ المدينَة المُنَوَّرة، وكانَ يُشهَدُ له بالعلم حتّى قيلَ تؤولُ الخلافَة إليه لعقله وفطنَتِه، أدركَ جيل الصّحابة وكثيرٍ من التّابعينَ وكانتْ وفاتُه في خلافَة الأمويين في زمنِ هشامِ بنِ عبدِ الملِكِ يرحمهما الله.
روايته للحديثِ
كانَ محمّدُ بنُ عمرو بنِ عطاءٍ من رواة الحديثِ النّبويِّ من التّابعينَ وقدْ أدركَ كثيراً منَ الصّحابة وروى عنهم الحديثَ من أمثالِ: عبدِ اللهِ بنِ عبّاسٍ وأبِي هُريرَةَ والحارِثِ بنِ رِبْعيٍّ وغيرهم رضيَ الله عنْهم، وقد روى عن سعيدِ بنِ المُسَيَّبِ رحمَهُ اللهُ من التّابعينّ،كما روى عنه الحديثَ خلقٌ كثيرٌ منَ الرّواةِ من أمثالِ عمرو بن يحيى المازِنِيِّ والوليدِ بنِ كثيرٍ ومحمّدِ بنِ إسحاقَ وعبدِ الحَميدِ بنِ جعفرٍ وغيُهم يرحمهم الله، وكان من ثقات الرّواية للحديثِ النّبويِّ الشّريفِ.
من رواية محمّد بن عمرو للحديث
ممّا ورَدَ من رواية الحديثِ النّبويِّ الشّريفِ من طريقِ التّابعيِّ محمّدِ بنِ عمرو بنِ عطاءٍ ما أوْرَدَه الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاج في صحيحِه: (( وحدَّثَنا زُهيرُ بنُ حَرْبٍ، حدَّثنا يحيى بنُ سعيدٍ، عنْ هِشامِ بنِ عُرْوَةَ، أخْبَرني وهبُ بنُ كَيْسانَ، عنْ مُحَمَّدِ بنِ عمرو بنِ عَطاءٍ، عنِ ابنِ عبّاسٍ ح وحدَّثَنِي الزُّهرِيُّ عنْ عليِّ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عبّاسٍ، عنْ ابن عبَّاسٍ وحدَّثني مُحَمَّدُ بنُ عليِّ، عنْ أبيهِ، عنِ ابنِ عبَّاسٍ أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليهِ وسلَّمَ أكَلَ عَرْقَاً أوْ لَحْماً، ثمَّ صلَّى، ولَمْ يتَوضَأ، ولمْ يمَسَّ ماءً )) من كتابِ الحَيْضِ، رقمُ الحديثِ354 .
