معاذة العدوية والرواية

اقرأ في هذا المقال


لقد كان لنساءِ المسلمين منذُعصرِ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فضلٌ في نقل مصادر الدّين، فنجد في زمن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من الصّحابيات الفقيهات المحدّثات عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومنهنّ أمَّهات المؤمنين ، وإذا تتبعنا سِيَرَهُنَّ نجدُ أنّهُنَ انتجنَ جيلاً من المحدّثين والمحدّثات عنهن، ومازلنا نسير في جولتنا في البحث عن الرّواة المحدّثين فنقرأ عن كثير منهنّ من التّابعين النّساء اللّواتي روَيْن الحديث ومِنْهُنّ من سنتكلّم عنها في هذه السُّطور، إنّها المحدّثة مُعاذَةُ العَدَوِيَّةُ، فتعالوا نقرأ في سيرتها المُعطّرة.

نبذة عن معاذة العدوية

هي: التّابعيّة الجليلةُ، أمُ الصّهْباء، مُعاذةُ بنت عبدالله، كانت من تلاميذِ أمّ المؤمنين عائشة وقد أمْضَت زمناً عندها وهي من النّساء اللّواتي عُرِف عنْهُنّ بالعبادة والزّهد والورَعِ وحبِ العلمِ والصّبر و وروى عنها المؤرِّخين للسِيَر كثيراً من القصص كَصَبْرها على وفاة زوجها وابنِها، ورُويّ أنّ زوجها وإبنها أُسْتُشْهِدُوا في الحرب فصَبَرت واحتسَبّت ذلك في سبيل الله، وكانت من العابدات الّتي تقضي ليلها في القِيام والعبادة حتى إذا غلّبها النُّعاس لبِست ثياباً رقاقأ حتى تَشْعُر بالبرد فلا تَنام وبقيت كذلك حتّى توفّاها الله في العام الثّالث والثّمانين من الهجرة يرحمها الله.

روايتها للحديث

كانت التّابعيّة مُعاذَةٌ بنتُ عبدِالله العَدَوِيَّةُ ممّن جمعنَ علم الحديث عن كثير من الصّحابة الأجلّاء وممّن روت عنهم: أمّ المؤمنين عائشة بنت أبي بكر وعليِّ بن أبي طالبٍ وغيرهم رضي الله عنهم كما روى الحديث من طريقها كثير من الرّواة كأبي قِلابَة الجرميّ وأيوبُ السَّختيانيُّ وعمرُ بن ذرٍ وغيرهم يرحمهم الله وكانت من الثّقات في نقل الرّواية وروى لها أصحاب الصّحيحين البخاريّ ومسلم.

من رواية معاذة العدوية للحديث

ممّا ورد من رواية الحديث من طريق مُعاذة بنت عبدِالله العّدّوِيَّة ما أورده الإمام مسلم في صحيحه: (( أخْبَرَنا مَعْمَر عنْ عاصِم، عنْ مُعاذةَ قالت: سألتُ عائشةَ فقلت: ما بالُ الحائِضِ تَقْضِي الصّوْمَ ولا تَقْضِي الصّلاةَ؟ فقالت أحَرُورِيَّةٌ أنتِ؟ قلتُ لّسْتُ بِحَرُورِيَّةٍ ولكنّي أسألُ قالت: كانَ يُصيبُنا ذلِكَ فَنُؤمَرُ بِقَضاءِ الصَّوْمِ ولا نؤمَرُ بِقَضاءَِ الصّـلاةِ )) من كتاب الحيض، رقم الحديث 335/69.

المصدر: سير أعلام النبلاء للذهبيصحيح البخاري للإمام البخاريصحيح مسلم للإمام مسلم


شارك المقالة: