يحيى بن يحيى الغساني والرواية

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَتِ الرِّوايةُ للحديثِ النَّبويِّ زاخِرَةً بأسماءِ الرُّواةِ المُحَدِّثينَ منْ زمنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وقد تَطَوَّرت بعدَ زَمَنِ الصَّحابَةِ رُضوانُ اللهِ عَلَيْهِمْ وخاصَّةً في زمنِ التَّابعينَ وأتْباعِهم، وذلِكَ لزيادَةِ التَّدوينِ بعدَ ماكانَتْ محْصُورَةً بالحفظِ في السُّطورِ وقلَّةِ التَّدوينِ في السُّطورِ، ولقدْ كانَ زَمنُ التَّابعينَ زاخِراً بالرُّواةِ النَّاقِلينَ عنْ الصَّحابَةِ وانتِشارِهمْ في غيرِ مكانِ تواجُدِهِم، وهانَحْنُ نَصِلُ في رِحْلَتِنا في البَحثِ عنْ رُواةِ التَّابِعينَ إلى بلادِ الشَّامِ حيثُ الرَّاوي المُحَدِّثِ يَحْيَى بنِ يَحْيَى الغسَّانِيِّ، فتعالوا نَتَعَرَّفُ إلى سيرَتِهِ معَ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ.

نبذة عن يحيى بن يحيى:

هُوَ: التَّابعيُّ الجليلُ، أَبُوعُثْمانَ، يَحْيَى بنُ يَحْيَى بنِ قيْسٍ الغَسَّانِيُّ ، منْ رُواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، منْ أهلِ دمشْقَ في بلادِ الشَّامِ، وكانَ منْ أسيادِها في زَمَنِهِ، كانَ منْ علماءِ الشَّامِ بالفَتْوى والقَضَاءِ وعيَّنَهُ عُمرُ بنُ عبدِ العَزِيزِ قاضِياً في الموصِلِ، وروِيَ أنَّهُ كانَ منْ القُرَّاءِ في بلادِ الشَّامِ، وكانَتْ وفاتُهُ في العامِ الثَّانِي والثَّلاثينَ بعد المائَةِ منَ الهِجْرَةِ النَّبويَّةِ يرْحَمُهُ اللهُ، ورُوي في العامِ السادِس والثلاثين والثَّالِثِ والثَّلاثينَ بعدَ المائَةِ أَيضاً.

روايته للحديث:

كانَ يحْيَى بنُ يَحْيَى الغَسَّانِيُّ منْ رُواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، وقَدْ رَوَى الحديثَ عنْ عَددٍَ منَ التَّابِعينَ منْ أمْثالِ: سَعيدِ بنِ المُسَيَّبِ وعُرْوَةِ بنِ الزُّبَيرِ ومكْحولٍ الشَّامِيِّ وأَبِي إدْريسَ الخَوَلانِيِّ وعَمْرَةَ بنتِ عبدِ الرَّحْمنِ وغيرِهم رَحِمَهُمُ اللهُ.

أمَّا منْ رَوَى الحديثَ منْ طريقِ الرَّاوِي يحيَى بنِ يحْيَى الغَسَّانِيِّ فَمِنْهُم: سُفيانُ بنُ عُيَيْنَةَ وأبو بَكْرٍ الغَسَّانِيُّ وعبدُ اللهِ بنُ عَوْنٍ ووَلَدُهُ هِشامُ بنُ يَحْيَى ومُحَمَّدُ بنُ إسْحاقَ بنِ يَسارٍ ومُحَمَضدُ بنُ راشِدٍ المَكْحُولِيُّ وغَيْرُهم، كما كانَ منَ الثِّقاتِ في روايَةِ الحَديثِ.

من رواية يحيى بن يحيى الغساني للحديث:

مِمَّا وردَ في كُتُبِ الحَديثِ منْ رِوايةِ يحيَى بنِ يَحْيَى الغَسَّانِيِّ ما أوْرَدَهُ الإمامُ أبو داوودَ رَحِمَهُ اللهُ في كتابِ الفِتَنِ: (( حدَّثَنا عبدُ الرَّحمنِ بنُ عَمْرُو، عنْ مُحَمَّدِ بنِ مُبَارَكٍ، حدَّثَنا صَدَقَةُ بنُ خالِدٍ ـ أوْ غَيْرُهُ ـ قالَ: قالَ خالِدُ بنُ دِهْقانَ: سأَلْتُ يَحْيَى بنَ يَحْيَى الغَسَّانِيَّ عنْ قَوْلِهِ ( اعْتَبَطَ بِقَتْلِهِ ). قالَ: الّذينَ يُقاتِلُونَ في الفِتْنَةِ فَيَقْتُلُ أحَدُهُمْ فَيَرَى أنَّهُ عَلَى هُدىً، لا يَسْتَغْفِرِ اللهَ. يعنِي منْ ذلِكَ )). رقمُ الحديثِ4271. وهوَ شاهدٌ على حديثِ الفِتَنِ4270.

المصدر: تهذيب الكمال للمزيسير أعلام النبلاء للذهبيكتاب الفتن لأبي داوود


شارك المقالة: